عميقةٌ أحْلامِي، بَسيطةٌ مُزدحمٌ بِهَا خَجَلِي

خاص- ثقافات

*عمر ح الدريسي

هِيَ أحلامي…
حين أتحدثُ إليكِ…

مُزدحمةٌ، بسيطةٌ، واضحةٌ،

عميقةٌ معك…

هيَ مظاهرُ خجلِي،
حبلى ب كُـلِّ التّـفاصيلِ…

الصّغيرة والكبيرة لديك..!!
وعندما تغيبين..
بالرّغمَ من أنّ المساء
وَحتّى اللحظة من كل مساء
ما زالَ خالٍ من وَجهكِ
إلا أن السّماء بِـ سِـعـته،

والقمر بدر يتوسّطـه

والنُجوم تتلألأ  فيه، هنا وهناك
أنتِ رُوحه ونُوره ولمعانُه..

وحيث كان الظلام يَسُودُ،

فَـ بِوُجودك ينزوي ويخجلُ.. !!
وحين أتذكر صوتك..
الذي ترك مسامعي، ملئي بالعطر
وهمسُ حديثك، الذي يسري في عُـروقي

مَسرى رحيق ترياق النحل عبر المسام

كَـ العسل  في شرايين من كان بـه سقم
مِمّا يجعلني أرقص وأضحك وحدي
كأني مجنون ليلى في وادي عبقر

فقد لُـبَّـهُ، أمام عينَي غزال،

ذكَّرته ب عيني حبيبته، وهي تَـرعى بالوادي،
وكأني ثمل أنتشي بنخب النبيذ
كأني الغاضب “شارل بودلير”،

الثائر المُجدد في قصائده،

الحزين في ديوانه الوحيد “أزهار الشر”

وهو حين ينخبُ كأسًا..

من معتق خوابي “رحيق المُوسكا” الفرنسي،

يرقص ابتهاجًا بندى الأزهار مطلع  كل فجر

وهو لازال، بدون نوم، طول الليل، بالسّهد صار مُتيم…!!
وحين ينامون..!!

أسْلخُ عن نفسي رداءَ القُبح المُقنّع

كمَا سَلَخهُ عن نفسهِ الحكيم “نيتشه”

واتُّهِمَ بِـ “الجُنون”… !!
وأنصرف وحدي،
كأني أيام الشاعر “المعري”، صُحبة عصاه

أصطحب رؤياي، ومعاني شعري ودمعي
أبكي سرًا..

كأنّي “شارلز بودوفسكي”،

شاعر الحانات والأزقة المُعتّمة

القائل “الحب كلبٌ من الجحيم”

يهجو ُالرأسمالية” و”الليبراية”

وينبذ ناطحات السحاب ونفاق “الحداثة”

ولكي لا ينتحر، إِهْتَدَى لـ “الشُّرب والقراءة”

وحيث أنا أقرأ،

أتوسل وسادتي،
أترجاها يوميًا، أن تحفظ أسراري

كأني بذكرى شاعر روسيا “بوشكين”

حين أنظم شعرًا، “ألمس قلب كل من أحب”، و بشغف
وأترجى من دُموعي..

التي تُغرق فراش نومي
وتُصبح كـ “تسُونَامي” لي وَحدِي،

يأتي على ما تبقَّى من جُدران قلبي
بل أتوسلُها سِرًا وعلنًا

أن لا تفضح الرّوح المُتيمة بالحُبّ حدّ التّعب.. !!
وحين يستيقظون، يضحكون علنًا..!
و يَتـفوهون نشوةً،
و يُعلنوها جهرًا،
كَأنّي “ابن الرُّومي” أو ‘ابن عربي”
ذالك هو القلب العاشق / “الأحمق”
وذالك هو أطيب “أبلد” / إنسان؛
الإنسان، العاشق/ الإنسان “الشقي”
الذي لا يثور إلا في الظَّلام وحده،
ذالك هو الإنسان، لغير هذا الزّمن
الإنسان، السيئ الحظ..
وُلد، كأنه مَا وُلِـدَ، إلاَّ لِـ  كَـ “هذه”، سُميت “الحياة”؛
وما هي ب “حَيَاة..”!!
ولكن حتّى اللحظة، أشهدُ أنّي أحتار،
أحتارُ أنْ افتقدكِ أنتِ،
وأن لا أكتب لَـكِ، أعتق الأشعار،
أحتار، أن لا أستطيع كظم البُكاء والرّثاء

ولا أُريدُ لَـكِ، تحمل  الأوزار، في غيابي وغيابك

ممن سيبكون حُبي لَـك، كُلما أُنْشِدت أفحلُ الأشعار
وأغار عليك حدَّ السّقم الأكبر، عند الذّكرى بلا نِسْيَان
لستُ أنا “زوربا”، ولا أنا رفيق دربه “الحكيم”
ولا أنا صاحب مقامات العود وتآليف “زرياب ” !!..
أحتار أن أسهر، وأن أسمر،  وأن أحزن…

وسأُدَاوِمُ البُكاء وَجعًا،

وأنت نائمة لا تدرين، أو في تيه الغياب
أبكيك أنت… كل مساء وكل غسق حدّ الفناء
أشهد حتى اللحظة، أني أبكيك عشقًا
وَسأبكيك شوقَا حتى الموت بالفؤاد،

وَحتى مَا بعد المَوت بالرُّوح

وَبين أحضَان البرزَخ

عُشُّ ما قبل وعُشُّ ما بعد

وَحَتّى فِي الهَا هُناك حُضن الدّوام … !!

************************

E-mail :   drissi-omar1@live.fr

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *