خاص- ثقافات
خُورْخِي مَارْيُو بَارْلُوطَّا لِبْرِيرُو*/ ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
لم نستطع أن نحسم موضوع مساحة الحديقة. توافقنا، نعم، خاصة إذا ما نظرنا إليها انطلاقا من الرصيف أو الطريق الذي يشطرها إلى شطرين و يؤدي إلى المنزل، على أنها كانت تبدو ذات ثمانين مترا مربعا (8 م × 10م). بدأ الحديثُ عندما توغل كل واحد منا في أعشابه المتوحشة، في لَبَالِبِهِ، نباتاته غير المورقة، في حشراته، في طرق النمل، في النباتات المُعْتَرِشَةِ و السَّرَاخِسِ العملاقة، في أشعة الشمس المتسللة، من ممر إلى آخر، عبر كُؤَيْسَاتِ أشجار الأوكالبتوس السامقة، آثار الدِّببة، ثرثرة الببغاوات، الثعابين الملتفة فوق الأغصان – التي ترفع رؤوسها و تُصفر حينما نمر بمحاذاتها -، الحرارة التي لا تطاق، العطش، الظلمة، زمجرة الفهود، فتح الطريق بالساطور، الأحذية العالية التي كنا نرتديها، الرطوبة، الخوذة، الغطاء النباتي الخصب، الليل، الخوف، وعدم التمكن من إيجاد مخرج، عدم التمكن من إيجاد مخرج.
*القصة في الأصل الإسباني:
El jardín (La casa abandonada)
No logramos ponernos de acuerdo en el asunto del área del jardín. Coincidimos, sí, en que, visto desde la vereda, o desde el sendero que lo divide en dos y conduce a la casa, aparenta tener unos ochenta metros cuadrados (m 8 X m 10); la discusión comienza a partir del momento en que uno se interna entre sus yuyos, sus yedras, sus plantas sin flores, sus insectos, los caminos de hormigas, las lianas y los helechos gigantes, los rayos de sol que se filtran, de trecho en trecho, a través de las copas de los altísimos eucaliptos; las huellas de los osos, el parloteo de las cotorras, las serpientes enroscadas en las ramas -que alzan la cabeza y silban cuando pasamos cerca-; el calor insoportable, la sed, la oscuridad, el rugido de los leopardos, el abrirse paso a machete, las altas botas que llevamos, la humedad, el casco, la lujuriosa vegetación, la noche, el miedo, el no encontrar la salida, no encontrar la salida.
*كاتب، مؤلفُ سيناريو، مقالاتي، كُتبي، مصور و فكاهي أوروغوياني معروف. ولد بمدينة مونتبيديو في 23 يناير من سنة 1940 و بها توفي في 30 غشت من سنة 2004. في الحقيقة، لا يمكن أن نحصر أعماله في حساسية أو اتجاه أدبي بعينه كما يذهب إلى ذلك أغلب العارفين بفنه و صنعته رغم حضور لمسة سريالية فيها. كما تحضر في هذه الأعمال، كذلك، تأثيرات الثقافة الشعبية بصورة جلية. بدأ الكتابة و النشر منذ الستينيات من القرن الماضي في كل من العاصمة مونتبيديو و بوينس آيرس. و نذكر من أعماله على سبيل التمثيل لا الحصر روايتيه الموسومتين بالعنوانين التاليين: “المدينة”، 1970 و “الخطاب الأجوف”، 1996.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.