صدر في المنامة… العدد الثالث من ملحق “البحرين الثقافي”
فبراير 21, 2017
خاص- ثقافات
صدر في المنامة العدد «3» من ملحق «البحرين الثقافي» وهو ملحق ثقافي (شهري) يصدر عن «وكالة أنباء البحرين» يعنى بالشأن الثقافي في مملكة البحرين، إذ اشتمل على عدد من الموضوعات كان أبرزها «صفحات من تاريخ البحرين الحديث» من إعداد الباحث البحريني عبدالرحمن سعود مسامح، والتي عرض خلالها مسارات تشكل تاريخ التعليم النظامي بمملكة البحرين الذي بدأ في مطلع القرن الماضي وفي عام 1919م بالتحديد ، مشيراً إلى أن التعليم النظامي في البحرين جاء نتيجة لحاجة ملحة بالمجتمع آنذاك عكست تطور صناعة الغوص على المحار واستخراج اللؤلؤ منه وتجارته محليا وفي منطقة الخليج العربي وعدد من المراكز في العالم كـ بومباي أو (مومبي) بالهند ولندن وباريس ونيويورك، ولتطور الحياة التجارية في عاصمة البحرين وقتئذ مدينة المحرق وظهور مدينة المنامة كمركز تجاري قابل للنمو والازدهار. مضيفاً في هذا السياق بأن إرادة بعض رجالات الحكم اجتمعت مع عدد من التجار وكبار رجالات المجتمع من الأسر المعروفة لتكوين الادارة الخيرية للتعليم وللاشراف على نظام التعليم الجديد الذي تمرد على الطابع القديم أسلوب الكتاتيب الذي كان معروفا قديما بـ(المطاوعة) ومفردها (المطوّع) الذي كان معتمدا اساسا على تعليم القراءة وشيء من الحساب وتحفيظ كتاب الله مع تجويد قراءته.
كما اشتمل العدد على موضوعات عدة كان من بينها ملف مصور حول معرض الفنان البحريني جمال عبدالرحيم «حفر في الذاكرة» والذي كان يتحدث عن تلك البلاغة التي شكلتها لغة النفّري في تشكيل حالة التصوف و بين سطوة التقنية وبراعتها وجبروت اللون كانت اشتغالات الفنان البحريني جمال عبدالرحيم، فاللوحة لديه صيغت بذلك المعنى المجاوز لما هو اعتيادي، لأنها وببساطة نتاج ذلك البناء وتراكم التجربة المتصلة بالمعرفة و الإحساس الفني الرفيع. لتكتمل صورة المعرض من خلال تلك القطع النحتية التي تتسم خامتها بالعجرفة و القسوة الفاتنة، فقطعة الخيل المشكلة من خامة البرونز كانت كفيلة بأن ترغم المتلقي لها على شحذ مخيلته، لكأن وقع حوافر الخيل تنحت حكاية ذلك الضجيج الذي يسبق حالة انهيار عوالمنا الإنسانية. وفي سياق الملف كتب الفنان والأكاديمي المقيم في جنيف سويسرا الدكتور عيسى حنا ديبي، عن معرض «حفر في الذاكرة» لعبدالرحيم بأنه أشبه بصراع جمالي حميم بين كل من النص والشكل والمعنى التي تعود إلي جذور مدرسة الحداثة العربية، ولكن بأدوات ولغة معاصرة متينة، تضع أعماله في مركز النقاش حول المعاصر والحديث في الفن، حيث الأدوات واللغة في تناغم جمالي، وتناقض ديالكتيكي في المواضيع المقدمة التي تربط بين حياته كفنان وبحار، يغوص في أعماق البحر العربي باحثا عن المعنى في الثقافات والحضارات الإنسانية.
وعلى طريقة مصوري ناشيونال جيوغرافيك ضم العدد تقريراً مصور عن الحياة الفطرية في البحرين كانت عنونته .. بحثا عن طائر العقاب « النساري» فوتوغرافيون بحرينيون يوثقون الحياة الفطرية في جزر «حَوَار»و «اَلْوُكُور»و «رَبَض اَلشَّرْقِيَّة»، رحلة فوتوغرافية توثيقية كان قد نظمها عدد من الفوتوغرافيين، بالتعاون مع « المجلس الأعلى للبيئة» لـ «جَزِيرَة حَوَار» و الجزر المجاورة لها.
ومن مواد العدد الأخرى : عن تجربة يوميات بيت «هاينريش بول» الفوتوغرافية الحداد .. العفوية هي جوهر مشروعي كمصورة، عن الكتابة و روايته «فان جوخ» الروائي الشهابي : من لم يقرأ رواية فان جوخ لم يقرأ الخيال الواسع في الرواية البحرينية، “الكتابة بحبر أسود” الذائقة المنفردة في عالم الكتابة، «الضفة الثالثة للنهر» قصص من أمريكا اللاتينية لعضو أسرة الأدباء القاص و المترجم مهدي عبدالله، «كرتواكو» للقاص والروائي عبدالعزيز الموسوي.