خاص- ثقافات
*منجي العمري
الحقّ أقول – يا قارئ أوراقي سريعا- أدرك أنّك أتقنت مرارا تمييز الأجناس. ورسمت بإحساس مرهف سجنا ورديّا للمعنى. قد تحسن منذ قراءتك الأولى الظنّ بأفكاري وتتقن لعبة تأويل المعنى بدقّة مثل السهم يغدر مرماه سريعا، فيقتل كل حياة ممكنة للمعنى المفتوح، لكن، عذرا، ثمّة لبس في تصنيف الفهم ؛ أنا لا أكتب تمرينا قصصيّا منضودا أو شيئا مقصودا لذاته، جنسا موؤودا في التجريب. أنا لا أنشئ شعرا مسرودا بوزنه يتجنّب حمق التبويب، أنا أرسم مصيدة للمعنى المكلوم في نفسي في شكل قلق، وأطارد أزمنة للعبث سكنت في التخييل على عجل والتبست على تأويل الكاتب في آخر رمق. وأحاول أن أنشئ في أركان الروح مجازا منفتحا على ما قد ينسى في تأويلك من تخييل، شيء مثل التيّار الجارف يسترسل بيني وبينك دون خيوط التوصيل مثل ألق. شيئا يشبه وجدا حلّ في الأعماق رؤيا يسرق مغزاها التأويل، تتداعى من وجدي كلاما منحرفا عن كلّ الأجناس معنى يتقطّع مرتبكا بين الأنفاس. يتنحّى القلم قليلا عن شجني أكتبه الآن بغبن في نفسك حبرا شعريّ التعبير سرديّ التقدير مجهول الوجهة عند التأويل- يا قارئ أوراقي سريعا-أكتبه الآن حبرا شفّافا منفلتا مثل صفاء الروح يسكن في أحداقك لبسا في تصنيف الفهم لبسا في تقدير الإمكان، في تدوين المعنى دون ورق.