ضحكٌ كالنباح

خاص- ثقافات

*عبد الرحيم التوراني

مرض كلبي أميغو. امتنع عن الأكل والشرب، ولم يغادر وِجاره. في اليوم الثالث أخذته إلى مصحة الكلاب القريبة. قيل لي إن أميغو مصاب بالاكتئاب.
تذكرت أن أياما مرت على أميغو من دون أن ينبح. ونباح أميغو لغة أفهمها أنا وحدي. كان يتطلع إلي بعينيه الواسعتين، عيناه جميلتان. ينظر إلي بالنظرة نفسها التي تشبه غمزة كائن من بني البشر. ربما كان أميغو في حياة أخرى إنسانا. كنت أحس دائما بأنه يريد أن يكلمني، أن ينطق. هذه المرة أحسست بأنه يريد أن يبكي. بكيت، فبكى معي. ما أقسى بكاء أميغو، وأميغو أكثر من كلب، اسم الصداقة الذي اخترته له دليل وعنوان. مسحت بيدي على رأسه، كلمت نفسي كمن يسأله:
– حتى أنت يا أميغو تمرض وتكتئب؟!
رد علي:
– تعبت من كلبيتي، لماذا يا رب خلقتني كلبا؟!
قلت له، لأخفف من حزنه:
– أنت لست كلبا عاديا يا أميغو. أنت لست كلبا..
تطلع إلي بالنظرة نفسها، نظرة بشر، ثم ضحك. ونبحت أنا.
بعد أيام شفي أميغو من اكتئابه، أما أنا فلم أتوقف عن الضحك فرحا بالحدث. ضحكٌ يشبه النباح. نباح لا يفهم سره إلا أميغو.
أميغو الآن في الصالون يتابع خطاب الرئيس دونالد ترامب وينبح. سأذهب إليه لأجلس جنبه وننبح معا.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *