*ترجمة: أنور الغامدي
فريدة كاهلو، إحدى أهم الفنانات المكسيكيات التي فهمت قوة “السلفي” جيدا قبل أن يصبح جزءا منتشرا من الثقافة العامة. غالبا ما حولت لوحاتها نظرة المشاهد لأبعد من رسماتها الشخصية لتعرض تفسيرا شخصيا واجتماعيا على الصعيدين الخفي والعلني.
“أنا سعيدة بأن أكون حية طالما يمكنني الرسم”
برزت ثيماثها الفنية من خلال لوحتها الزيتية ”الفريداتان” التي رسمتها عام 1939، وفيها تظهر اثنان من كاهلو جالستين على كرسيين و ممسكتان بأيدي بعضهما. وفيما يشبه صورة المرآة، تعكسان الحب والفقد والأفكار المحيطة بالجمال. متصلتين بعروق متشاركة تسري حتى قلبيهما المكشوفين. أحد القلبين يبدو مكسورا، والدم متناثر على حضن كاهلو إثر قطعها شريانا. القلب الآخر سليم مع سيل الدماء نحو صورة مؤطّرة للفنان دييغو ريفيرا، الرسام الجداري المشهور الذي حظيت كاهلو معه بعلاقة زوجية مضطربة و تطلقت منه في ذات السنة. (تزوج الثنائي مرة أخرى في السنة التالية.) معا، تصوّر الفريداتان الألم الجسدي و العاطفي للطلاق.
عبّرت كاهلو عن نفسها بالملابس أيضا، باستخدامها كزينة ودرع. احتضنت لباس التيوانا التقليدي والذي فُسّر غالبا في لوحاتها كرمز للسلطة الأنثوية، واختيارها أن تلبسه في لوحاتها الشخصية كان إيحاءا بجَلَدِها.
سمح اللباس الطويل حتى الأرض لكاهلو بأن تخفي التشوه بساقها، والذي كان نتيجة اصابتها بشلل الأطفال عندما كانت طفلة، والتي بترت لاحقا في حياتها.
إذا كانت ملابسها احتضانا لهويتها الثقافية، فإن حاجبيها المتصلين و شاربها الناعم كانا بطريقة ما توبيخ على معايير الجمال التقليدية.
وكأحد سكان إقليم كايوويكان الأصليين بالمكسيك، بدأت كاهلو بالرسم عام 1926 بعد أن أصبحت طريحة الفراش بعد تعرضها لإصابات مستديمة، من بينها عمود فقري مكسور في حادث باص.
في يوم مماتها قبل 62 سنة مضت، كانت فنانة ذائعة الصيت لكن رغم ذلك بقيت حبيسة ظل زوجها ريفيرا. كان العنوان الرئيسي لنعيها في النيويورك تايمز يقول: “فريدا كاهلو، فنانة، زوجة ريفيرا”. وكانت أعمالها كرسامة تُذكر كأمر جانبي غالبا لأعماله.
إلا أن بعدها عُرضت رسوماتها و قوبلت بالاستحسان في مدن كبيرة مثل ميكسيكو، باريس و نيويورك. و في معرض لأعمالها القديمة أقيم في المكسيك سنة ،2007 أشارت مراجعة لصحيفة التايمز أن كاهلو ومن خلال أعمالها الأقل شهرة “تنبثق كفنانة جلبت مؤثرات عديدة إلى لغتها الخاصة”
بعد وفاتها، و حينما بدأ اشتد عود الحركة النسوية، بدأ يُنظر غالبا لأعمالها بأنها أغشت تلك لريفيرا ويعود الفضل بذلك لإعادة الإهتمام برسوماتها المقدامة لحالة المرأة العقلية من خلال عدسة حياتها الخاصة. (عرضت حياتها بشكل درامي عام 2002 في فلم “Frida” مع سلمى حايك في دور البطولة”
تباع أعمالها اليوم بملايين الدولارات، وتجلى الإعجاب بها في كل شيئ بدءا من القمصان وحتى علب البيرة. و كما ذكر غراهام و.ج. بيل، المدير السابق لمعهد ديترويت للفنون في مقال له بصيحفة النيويورك تايمز العام الماضي “ لا تُظهر ‘الفريدامينيا’ أي علامة على الإحجام.”
___
*حكمة فلفسي