خطوط يدي كما قرأتْها الغجرية ذاتُ الأسنان الصفراء

خاص- ثقافات

*ناصر ثابت

كانتْ شابةً، وغجريةً، وكانت في العشرينيات من عمرِها.
كلبُها الصغيرُ يأتي إليها ويذهب،
نظرتُ إلى أسنانِها الصفراء، وفتحتُ لها يدي.
أشارتْ إليها بسبابتها وبطلاءِ أظافرها الأحمر. كأنها تقرأ خارطةً ما.
وبلا مبالاةٍ أخبرتني أن أخدودَ الحياةِ في كفي واضح وقوي.
“ستعيش بين اثنين وسبعين واثنين وثمانين عاماً
أما خطُّ الحبُّ فيقول لي إنك ستحبُّ مرتين.”
لم تضحكْ. ولم تتغير تعابيرُ وجهها. ولكنها أكملتْ: “الغيرة غولٌ يهاجمُ حبك. فحافظ عليه.”
سألتُها:”وماذا عن الشعر؟”
أجابت:”هذه مدينة من غير شعرٍ،
أتركْها وأبحثْ عن أخرى.
لماذا لا أراكَ تكتب هذه الأيام كما ينبغي لك؟
أعط وقتَاً أكثر للكتابة!”
“سيكون عندك طفلان،
وستنتقل إلى بيت جديد في الشهور الخمسة القادمة،
أخدودُ العمل أراهُ داكناً وثخيناً. أنت ناجح في عملك.
حافظ على الأمل”
قلتُ لها:”الأملُ رياضة باذخة. أنا لا أتقنُها ولا أمارسُها!”
تجاهلتني، وأكملتْ:”إفتحْ قلبَك،
أيامُك التي ستأتي أهمُّ من تلكَ التي ولَّتْ. فلا تنظرْ إلى الخلف.”
“هل عندك أسئلة أخرى؟”
قلتُ لا، وضممتُ أصابعي إلى كفي المبسوطة أمامَها، وتركتُها، وذهبتُ!

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *