سيقولُ عجوزٌ مثلي

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

مطرٌ بلَلٌ ضبابٌ رمادٌ حطامٌ طوفان
الحلمُ يبدأ
الحلمُ ينتهي
الساعة متأخرَةٌ وقطار الحياةِ يخرُجُ عن سكَّتِهِ
والحاكم القديمُ مثل الحاكمِ الجديدِ
يُغلِقُ أذُنيهِ ليحكُمَ ويُصدِرَ الأحكامَ وينام
ثمّة جوعى، مرضى، بشرٌ بلا مأوى
ثمّة مغتصبةٌ تُدانُ على اغتصابها
ثمّة كاتمُ صوتٍ، وسارِقُ حقٍّ، ومنْفى
في الشارع قتلى
مَنِ القتلى، أيْنَ الشارِعُ، والشارِعُ مَسْبى؟
يُغلقُ رجُلٌ، قد يكونُ أنا، أو جاراً بعيداً لنا
بابَ طريقِهِ بالمفتاح، يرمي المفتاح في البالوعة
ويمضي إلى حيث لا يَعْرِفُ، مَنْ يَعْرِفُ؟
وفي غرفة رثّة تبكي امرأة مُنْتَهَكَةٌ حَتّى النُخاعِ حَظَّها
وتَقْتَسِمُ ما تتدبّرُهُ مِنْ حِساءِ حَصىً تَسْقُطُ مِنْ سَقْفِ عَراءٍ وسِخامِ حَرائِقٍ في الجَوى
مع صغارٍ لَها
ومع الله الذي تدْعوهُ مُسْتَجيرَةً أنْ يُصْلِحَ حالاً ما اسْتَوى
وأحَدٍ ما قَدْ يَجيءُ آخِرَ الليل سرّاً وهي نائِمَةً
عائِمَةً
فوْقَ الألمِ
والعَدَمِ
سَيُسْكِتُ القمْعُ كلَّ شيءٍ
إلاّ الألَمَ وَقَدِ اشْتَدَّ
أو احْتَدَّ

في مَكانٍ ما قَدْ نَعْرِفُهُ
أوْ لا نُدْرِكُهُ
سَيَقولُ عجوزٌ مثلي:
مَنْ لا خيْرَ لَهُ في قَديمِهِ
سَيَمْنَعُهُ الجَديدُ، إذا جَدَّ
عَنِ التفْكيرِ السَليمِ
فيما اعْتَبَرَهُ الفلاسِفَةُ القُدامى، وَقَدْ صَحّوا
خيْراً
وَسَأقولُ في وقتٍ ما، مِنَ العُمُرِ، إذا امْتَدَّ
مِثلَ عَجوزٍ سَرَقوا لهُ عُكّازَهُ،
وأنا أرى قُطّاعَ طُرُقِ الأزْمِنَةِ الحَديثَةِ
يُبوِّئونَ أنْفُسَهُم، سَطْواً، مَكانَةَ أرْنِسْتو تْشي
وأبي ذرٍّ
وعُمَرٍ
وسَرْحانَ (ابْنِ بِشارَةٍ)
وأحْمَدَ ابْنِ يوسُفَ الحِطّاويِّ ( من يعرفُهُ؟):
حَمْقى هُمُ الثوْرِيّونَ،
ثوريّون هم الحمقى،
وَهُمْ شُرَكاءُ
في الخاتِمَةِ
هَلْ يَعْرِفُ أحَدٌ خاتِمَةَ الثَوْرَةِ إنْ ذُبِحَتْ كالثَوْرِ؟

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *