أنا الذي غـيّـٍرني الـكـل

خاص- ثقافات

*عمر ح الدريسي

ياريث الذي لا يعرف يرحمني
وياريث الذي يعرف ينصفني
أنا الذي غـيّـٍرني الـكـل
ولم يهتم لأمري أي واحد من الـكـل
بالرغم من أنّي عرفت “أن الإنسان لايعيش بالخبز وحده”
فجاء من نصحني “بأن رزقي مضمون”
وأتاني آخر وأكّد لي “بأن أمري كله مكفول”
وعندما استفقت …
وجدت نفسي في مهزلة الأرض أدور،
وقعت قبل أن أُولد في طاحونه تفور،
بقيت عُمرا ما بين الأنياب ومحاور أدور،
نسيت من أنا…
ونسيت لِمَا أنا هُنا…
أتيت وبقيت أدور
أستقي الريح في فيافي الصحراء
وأنظر إلى الأمواج في أعالي البحار
وأٍرقب من أعلى القمم،؛
جبال وناطحات سحاب،
أرقب الخواء والفراغ والتيه والخيبات
ولا أعرف كيف يتحدثون عن النّجاحات
ولا من أي اتجاه آتت النجاحات
وأنا لا أجد غير الإحباطات
ولا أرى إلا الخطاطات
ولا أسمع غيرالمُفعم من بلاغة أرسطو
والميبك من بيان من خطابات أفلاطون
ولا يُقدّم لي، غير عُصارة الخسارات
أو المُفاضلة ما بين أفضل الخيبات
وقبل أن أتهاوى تحت أي سبب
والأسباب كثيرة،
كثرة الطُّرق نحو حُفر المقببرة؛
لِـ تستيقظ الشهامة أخيرًا من السبات
فـيجتمع أصحاب فرعون
وورثة قارون وراء النعش
ويهرول الأدعياء بالدعاء
ليتبرّع بنك أو بئر بترول
وتننصب خيمة العزاء
ليتداول الجمع في خياطة الكفن
وتستفيق الكرامة
وتتحد الأراء أخيرا،
في السير وراء الجنازة
ويتنافس المتنافسون في الرحمة والإنسانية…
في الدَّفن والنّدب والدّموع
وإعلان الحب بالإجهاش ومن القلب ،
لمن وُضع حصرًا أو قسرًا،
ولم يعد ولن يصعد من بطن المقبرة…!!

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *