في معرضه الأخير بدار العرض نظر، الممتد من 8 إلى 31 ديسمبر 2016، يعرض الفنان التشكيلي المغربي عبد الله الهطوط آخر أعماله التشكيلية “إعادة تدوير الأنقاض”، التي اتسمت كما يقول الناقد بنيونس عميروش: “بتخطيط لَعْبي، إذ تقوم العملية الإبداعية على ذلك التخطيط المُضمر الذي يُهندس التكوين Composition الشامل من داخل الفعل ذاته”.
أعمال عبد الله الهيطوط التي تراوح الفضاء ذهابا وإيابا بين ثنائية “الإظهار والإضمار”، إذ ننصت للفنان يقول: “هي [الثنائية] المفهوم الذي أحاول أن أتلمسه عبر هذه الطريقة غير المعبدة والمفعمة بالأسطوري والغامض”.
إنها البساطة إذن المبنية على المحو والملأ (الصباغة) التي يبحث عنها الفنان التشكيلي عبد الله الهيطوط في معرضه الأخير، إنها تلك الطفولية الدخلانية، إنه إحياء للذكريات عبر تسطيح اللون وتبقيع الفضاء وتقطير الصباغة وتزيين الحيز بأشكال هندسية عبر طرق طفولية لا تكترث لأي مدرسية في الرسم.
الخربشات الطفولية، يستقيها هذا الفنان من الذكريات ومن الجدران والأبواب ليضعها داخل حيز صباغي تتناغم فيه الألوان مشكلة تناسقية تبحث عن صفائية خاصة، هي المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه معرضه الأخير الذي يعرض أعمالا تتنوع حجومها وأسنادها من قماش وورق… كأننا به الفنان يعيد تدوير أنقاض الطفولة المترسخة في طبقات الذاكرة.