حوارات “العرين”مع الروائية سمية البوغافرية

خاص- ثقافات

حاورها : ميمون حِــرش

   سمية البوغافرية قاصة مختلفة تماماً ،تعشق الحكي المخملي، وتتربع على عرش مملكة ” السرد” ملكةً مُتوجة، لها في الناظور، وفي المغرب مكانة؛ ولها في كل ناحية مَثل.. عشاق كُتبها السردية كثيرون  ، يتهافتون على تخصيص أعمالها الجميلة لنيل شهادات عليا يشرف عليها أساتذة و دكاترة لهم حظوتهم.

   ألفت في القصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً،وفي الرواية،وفي المقال، وفي أدب الطفل أيضاً، وشاركت في ملتقيات كثيرة أبانت فيها عن ثقافة رصينة، وخلق كريم ودراية، ودبلوماسية، وحوار أريحي تستمد آلياته من اللسان الريفي الأصيل..

   كرمتها جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور عام2013 ،وحمل  المهرجان العربي للقصة القصيرة جداً اسمها في دورته الثانية..

  بكلمة: معنا ومعكم شهرزاد الناظور سمية البوغافرية..

   لالاّ سمية أهلا بك في “العرين”..

   س- أولا دعيني أبارك لك الإقامة الجديدة في بلد المليون شاعر..كيف أنتِ مع ” الهواء الجديد”  في موريتانيا؟ أتمنى أن تستفيدي من وجودك هناك بالكتابة عن مناخاتاتها و ثقافتها..

         أولا، أشكرك أخي ميمون حرش على هذا التقديم الجميل والكبير في حق شخصي المتواضع وفي حق قلمي المتواضع أيضا.

وأشكرك أيضا على مباركتك الطيبة على إقامتي في هذا البلد السعيد، موريتانيا، الذي حللت به أول سبتمبر الماضي.. هو بلد آمن، ناسها طيبون يغلب عليهم الطابع البدوي الجميل المريح للنفس التي قرفت أجواء التمدن وصخبها وقيودها.. وفي ذات الوقت، لا أنكر أني أكابد بعض الجهد في الأيام الأولى من أجل التأقلم.. عموما، لي سياسة جميلة أتغلب بها على شعور الغربة في كل بلد أحل به، وهي أنني أسارع قدر المستطاع إلى خلق ” مغربي” في بيتي. والحمد لله لم أتلق صعوبة كبيرة هنا. فقد ساعدني كثيرا كون المغرب حاضر بقوة في قلوب الموريتانيين وحاضر في شوارعهم وأسواقهم… فبضاعتنا المغربية موجودة بوفرة ومن كل الأنواع التي قد يحتاج إليها الإنسان في حياته..من ماء، وخضر، وفواكه وأثاث… أما عن الكتابة فلا أختار ما أكتب عنه. أنتظر الإرسال فأبدأ.. لكن الأجمل أن العين تلتقط، والذاكرة تسجل وتخزن، ولا شك سيأتي يوم وتفرغ خزانها…

  س- لن تعدمي وسيلة في موريتانيا لنشر القصة القصيرة جداً في الأجواء إلى جانب الشعر.. أليس كذلك ؟

   المشكل ليس في الوسيلة وإنما في طبيعة سمية. سمية متقوقعة على نفسها كثيرا وتكاد، بكسلها المفرط، أو ربما بانشغالها، أن تنتهي مهمتها عند حد الكتابة وإتمام العمل وتجهيزه للنشر. بل حتى عملية النشر، تجدها مرهقة فتتنصل منها وتستعين غالبا بالأصدقاء ليتولوا القيام بها بدلا منها فجزاهم الله عني خيرا.. ولكن مع ذلك، سأضغط على نفسي وسأحاول أن أشارك في أندية القصة هنا متى أتيحت لي الفرصة، وسأحاول المشاركة أيضا في الانشطة الثقافية التي تقام في المركز الثقافي المغربي، وربما ألقيت محاضرة في معشوقتنا الققج. وقد سبق وتحدثت في الأمر مع الملحق الثقافي في سفارتنا هنا، والذي بالمناسبة هو المشرف في نفس الوقت على المركز الثقافي المغربي الذائع الصيت في هذا البلد الجميل…

س- أنت كاتبة، والكتابة مهنة حزينة..وحسب قراءاتي لك أنت كاتبة الفرح لا الحزن
هل أنا مخطيء؟

    لعلك توافقني، وكل من يجترح فعل الكتابة، أن الحزن والألم وعدم الرضا على الواقع المعيش وما نراه من خلل مزمن في عالمنا المربك هو قرين الكتابة عامة، ومن المحفزات والدوافع القوية التى تدفع أقلامنا للتعبير عنها وإثارتها ولفت الانتباه إليها، لمحاولة المعالجة أحيانا، وللتخفيف من حدة وطأتها على النفس أحايين كثيرة” بالنسبة إلي على الأقل”.. ولعلك أيضا تتفق معي أننا، نحن الكتاب المبدعون، نختلف مع بعضنا في الأسلوب والطريقة التي يقارب بها كل واحد منا هذه المواضيع الكبرى.. فأنا من طبعي،  أطعّم نصوصي، حتى القصيرة جدا منها، بنكهة المرح وأحاول قدر المستطاع أن تحفل جل نصوصي بالضوء والفرح والأمل ومواقف ساخرة تكون في الغالب سخرية سوداء.. ربما هذا ما يجعل البعض، ولست وحدك، يراني كاتبة الفرح.. وهذه الطريقة في الكتابة تعكس فيما تعكسه نظرتي إلى الكتابة الإبداعية.. فالكاتب المبدع فنان يمارس فن الكتابة، وبالتالي، في نظري، ينبغي ألا يقل طريقة عرض مادته الكتابية عن الفنان التشكيلي الذي يلجأ إلى ألوان مختلفة متناسقة وجذابة في رسم لوحته مع أن موضوعها يكون في قمة الحزن والألم… وألا يقل أيضا دوره عن فنان موسيقي الذي يعزف معزوفة موسيقية حزينة جدا لكن مع ذلك لا تخلو من جمال وعذوبة ومتعة.. والسؤال الذي يطرح نفسه والذي لا شك جوابه عند القارئ هو مدى تمثل كتاباتي لهذ النهج ولهذه النظرة التي أومن بها وأسعى قدر جهدي لتعكسها أعمالي؟؟؟ وشكرا لك على إثارة هذه الملاحظة التي يثيرها الكثير من متتبعي تجربتي المتواضعة..

 س- عشقك للرواية طاغٍ.. من ” زليخة ” عام 2011 إلى “نهر الصبابا”  و” قمر الريف ” عام2014..وهي عناوين من مشتل الحريم.. ألهذا الاختيار مبرر ما؟

    أعترف لك بأن قلمي روائي بالدرجة الأولى، ومهما اجتهدت في كتابة النصوص القصيرة أو مقال ما، تتسرب إليه نكهة الرواية بل وتكون طاغية عليه ويشتمها القارئ العارف بخصائص الأجناس الأدبية من السطور الأولى. بل ولاحظت صديقة لي كنت أتحدث معها في أمور عادية بعيدة كل البعد عن مجال الأدب أن هذه النكهة الروائية تطغى حتى على كلامي معها… أما اختيار العناوين لأعمالي فإن كان من مبرر لها فالعمل نفسه. وكل العناوين التي ذكرتها تحيل إلى الشخصية البارزة في النص بشكل مباشر كما حال ” زليخة” و ” نهر الصبايا” أو بشكل غير مباشر كما في ” قمر الريف” وعاشقة اللبن { روايتي الجديدة التي ستصدر قريبا} ولا أدري سر تأنيثها في الغالب. ويسعدني أن أضيف أن “قمر الريف”لمن لم يطلع على الروية بعد، أن المقصود به بطل الرواية وهو شاب من بيئتنا الريفية، وأن هناك أيضا رواية أخرى تحمل عنوان:” أطياف ميشيل” وبهكذا تنوع أكون قد خرجت قليلا عن ” مشتل الحريم”.. ولكن الذي أود التأكيد عليه أن عدا مجموعتي ” رقص على الجمر” 2010 التي كتبتها خالصة للمرأة وروايتي “زليخة” 2011، تظل جل أعمالي الروائية المطبوعة منها وغير المطبوعة تتطرق لقضايا اجتماعية كبيرة تشغل بالنا جميعا، وأن قضية المرأة ليست هي القضية الوحيدة التي يخوض فيها قلمي، وليست هي القضية الوحيدة التي تستحق الاهتمام ،عالمنا يغلي بمواضيع وقضايا هامة تقتضي المعالجة، بل وتفرض نفسها فرضا على أقلامنا…

س- أسماء الشخصيات في رواية ” نهر الصبايا ” عجيبة لها نصيب من  اسمها : “عطوف القطوف” و” شموسة” و”شقشوقة” ..ماذا أضافت هذه الأسماء الغريبة للرواية؟

   أولا أحب أن أذكر القارئ أني كتبت هذه الرواية عام 2011. بالتحديد، مع اندلاع الثورة الليبية التي توعد فيها المعمر القذافي بملاحقة الثوار وإشعال ليبيا… وكلنا يعلم جنون هذا الرجل، وكم أنه قادر أن يفعل كل شيء لإرضاء غروره وجنونه. فنالني من تهديده من القلق والرعب ما جعلني أتمنى لو لم أعش لأرى نيرون جديدا يحرق بلدا عربيا عريقا لا لذنب سوى أن شعبه طالبه بالرحيل عن الكرسي الذي أوصله إليه يوما والذي لم يعد يصلح له منذ عقود. ربما هذا القلق المريب ما جعل الذات الكاتبة تقتحم فضاءات أبعد وأوسع لتهدأ، ولتسوق لنا منه بعض الحلول أو بعض الضوء الغائب من أرض الواقع..  وعليه، فهذه الرواية بأكملها تحلق في فضاء الخيال الفسيح وليست لها ساق تقف عليها في فضاء مكاني أو زماني محدد ومعروف، وبالتالي كان من الطبيعي جدا، ومن باب تمثيل الصدق الفني في هذه الرواية التي قال عنها بعض النقاد:” إنها مغامرة شرسة في أحراش الطبيعة البكر، بحثا عن الحب والحقيقة..” أن تأتي أسماء الشخوص غريبة شيئا ما لتتناسق مع الأجواء العامة للرواية خاصة ونحن نعلم أن الأسماء لها علاقة بالثقافات، وتتقادم بفعل الزمن بل وتندثر كثير منها مع الزمن.. فكم من اسم كان معروفا صار مندثرا في أيامنا.. ورغم غرابة هذه الأسماء كما تبدو من الوهلة الأولى فإني مع ذلك حاولت أن تكون متلائمة مع الشخصية والدور الذي تلعبه في الرواية وهذا ما تنبهت إليه الطالبة فاطمة محبوب، طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في بحثها المعنون ب “دراسة الشخصيات في رواية نهر الصبايا لسمية البوغافرية” والتي أفردت فصلا كاملا لتحليل هذه الأسماء.. ومن قبيل ذلك قولها:

  • صحصوح : اسم يقترب من الصحو. والصحو إشارة إلى الطريق الصحيح وذالك لأنه الوحيد الذي انتبه إلى الخلل الذي يسود بيئته وسلك طريق البحث عن الحقيقة  لرفع هذا الخلل وسخر حياته بأكملها لكشف الحقيقة وإظهار الحق  وإزهاق الباطل.

  • شموسة :  اسم مشتق من الشمس التي تشير إلى الضوء والنور والوضوح والدفء وهذا ما ينطبق على شموسة داخل الرواية من حيث كونها مصدر الحب والحنان و الدفء لكل عائلتها…

  • شقشوقة :  من شق يشق شقا وسميت بهذا الاسم لأنها شقت أقرب طريق للوصول إلى مبتغاها وهو شق قلب صحصوح من الألم وقلب شموسة من الحزن..

  • شبور : شبر يشبر من فعل شبر في المنطقة الشمالية بمعنى التمسك وهذا ما استنتجناه من الدور الذي لعبه في الرواية وذلك من خلال تمسكه بالحياة بقوة ورغبته في العيش.

  • شمور : من فعل شمر أي وجد نفسه وحيدا في الحياة فشمر بمعنى تأهب ليغوص في الحياة معتمدا على نفسه وذلك وما استنتجناه من خلال الرواية. فأبوه هارب و أمه ماضية للبحت عنه فلم يجد أحدا بجانبه ليسانده فخياره الوحيد هو الاتكال على نفسه وهذا هو سبب تسميته شمور.. فتحية صادقة للطالبة على هذا الجهد المقدر والذي يتفق كثيرا مع قصدي…

س- تألقك في القصة القصيرة جداً وسام ليس على صدرك فقط بل على جبين ” الريف” أيضاً..” كيف يمكن لمن يكتب رواياتٍ طويلة أن يختزل، ويختصر، ويبدع في النهاية نصوصاً قصيرة بألق يَبين كما صوت عتق الخيل؟

  كما قلت سابقا إن قلمي روائي بالدرجة الأولى. والكتابة الروائية وعالمها الفسيح غول يمتص كل وقتي وجهدي ولا يترك لي نافذة أتنفس منها هواء غير هواء الرواية.. لكن رغم ذلك، أحيانا، تضيق النفس من هذه السيطرة ويصيبها الملل من عمل يمتد لفترة طويلة، فألجأ “لتغيير الجو” إلى بيئة أخرى، بيئة القصة القصيرة أو القصة القصيرة جدا لأتنفس هواء غير هواء الرواية، فأعود إلى موطني “عالم الرواية” أكثر نشاطا وحيوية.

وأحيانا، أخرى تزدحم الأفكار في ذهني ويشتد ضغط الكتابة لأكتب في أكثر من موضوع، وفي أكثر من قضية وكلها تتسع لفضاء الرواية، لكن للطاقة حدودا. فلا يمكن لي أن أخوض في كتابة روايتين أو ثلاثة في آن واحد، أو أكتب رواية جديدة دون أخذ استراحة لمدة تصل أحيانا إلى سنة أو أكثر.. ثم ألجأ إلى إختزال عمل هو في الأصل رواية فأحوله إلى  قصة قصيرة جدا أو أجزئه إلى قصص قصيرة جدا.. وأحيانا كثيرة، تولد الفكرة وتتبلور في الذهن قصص قصيرة جدا. وأغلب نصوصي القصيرة جدا كتبت بهذه الطريقة الأخيرة رغبة مني في المساهمة في تأسيس هذا الجنس الأدبي الجديد الذي عاصرت فترة تأسيسه. فأتمنى بالفعل أن تكون لي بصمة تستحق من الأجيال القادمة التوقف عندها والاستفادة منها. وأحب أن اختم هذه النقطة باستنتاج كبير أورده د. محمد أقضاض في مقاله الكبير المعنون بالماكروسرد والميكروسد في كتابات سمية البوغافرية، والذي نشره في الملحق الثقافي لجريدة العلم، قارن فيه بين روايتي ” زليخة” وبين قصتين قصيرتين جدا ـ “منفضة” و ” تجهم ينذر بعاصفة” من مجموعتي أقواس.. ختمه بهذه الكلمة المعبرة:” لقد كتبت سمية رواية، كنص سردي مطول يجسد المجتمع في شساعته وشموليته وتعقده وتنوع مستويات سرده واتساع أزمنته وفضاءاته وطبيعة بنيته… وتبدو المينيقصص هنا، أحيانا حين تأملها، أكثر شساعة رغم طول النص الروائي، وأكثر تعقيدا حين يضطر القارئ إلى البحث عن المدلولات وعلى شذرات النص القصصي، ليعيد ملء العبارات وملْء الفراغات. فيتجلى الإبداع على مستوى الماكروسرد كما يتجلى على مستوى الميكروسرد.” فتحية إكبار لهذه القامة الريفية الكبيرة..

س ـ وماذا عن القصة القصيرة التي كتبت فيها سمية مجموعتين: أجنحة صغيرة عام 2009 ورقص على الجمر 2010.. ومن ذلك الحين لم نقرأ لسمية قصة قصيرة هل هجرتها إلى عالم الرواية وعالم الققج؟

  أما القصة القصيرة، فرغم عشقي الكبير لها، فإني بحسرة أقول إني هجرتها إضطرارا بسبب طغيان وضغط الكتابة الروائية واستنزافها لكل وقتي وطاقتي.. فهجرت معشوقتي، القصة القصيرة، وفي قلبي حسرة، وأنا التي عاشرتها ما يزيد عن عشر سنوات متواصلة. وبها عرفت في الساحة الأدبية، وبها كنت أتواصل مع القراء والأصدقاء على صحن النت..

 أعترف أنها قهرتني صعوبتها وصعوبة القبض عليها، لكنها كسبت حبي وعشقي واحترامي. فلا غرو إن توجتها على قمة السرديات روعة، وعمقا، وجمالا، وإمتاعا، أو اعتبرتها، عن تجربة، أنها لب الأصناف السردية كلها. ولا غرو أيضا إن ظهر هذا العشق بارزا في فصول رواياتي التي ألبسها غالبا لبوس القصة القصيرة…

س- كيف ترينْ مستقبل القصة القصيرة جداً كمبدعة ؟

ج- رغم ما يقوله البعض عنها إنها نزوة، أو صيحة موضة، أو إنها حمار من لا حمار له، فإني أراها جنسا أدبيا قائما بذاته، له ضوابطه وخصائصه التي تميزه عن باقي الأجناس، وأنه فرض نفسه بقوة على الساحة الأدبية. ساعدته الوسائط التكنولوجية الحديثة على الانتشار وإثبات كينونته. وطالما له عشاقه من المنتجين وأيضا من المستهلكين فلا خوف عليه، وسوف يعيش إلى جانب الأجناس الأدبية الأخرى دون أن يطغى عليها أو تكون له الهيمنة كما يذهب البعض الآخر قائلين إنه جنس المستقبل ومدعين أنه  الجنس الملائم لعصر السرعة الذي نعيشه. في حين أرى إنه كان من غلبة لجنس فستكون للرواية، الطبق الدسم، لما تحمله من متعة للقارئ وأيضا لما تحظى به من اهتمام عالمي خاصة في السنوات الأخيرة…

س- وفي الرصيد أيضاً كتابات عن الطفل، وهذه مغامرة محسوبة..أنت أم وكاتبة ناجحة .. السعي لإمتاع الطفل كيف تراءى لك؟..

  في سؤالك بعض من الإجابة، القص للأطفال كان من ضمن سعيي لإسعاد أطفالي بالدرجة الأولى. فأذكر جيدا وهم صغار كانوا يطالبونني بأن أقرأ لهم قصصا قبل النوم وباللغة الفرنسية. وطبعا، في هذا نوع من التعب المضاف إلى تعب النهار.. فأضع الكتاب في حجري وأطفئ النور وأبدأ أقص لهم قصصا من خيالي، فيتفاعلون معها وأستلذها بيني وبين نفسي في ذات الوقت.. والأجمل، أنهم يطالبونني، في اليوم الموالي، بإتمام ما قطعه عليهم النوم.. هكذا كانت البداية، وندمت كثيرا أني لم أدونها ولم أهتم بها كما شأن أعمال كثيرة أخرى كنت أكتبها بيد وأقطعها بيد أخرى وألقيها في سلة القمامة إلى أن سقطت في يد عطوفة فأعطتها من العناية والرعاية ما تستحق، وهي بالمناسبة يد زوجي الذي أحمله دائما مسئولية الزج بي في مهنة العذاب… وحينما كبروا قليلا بدأوا يطالبونني بكتابتها،مع الاحتفاظ لكل واحد منهم بقصة خاصة به.. فكتبت قصة” علاء الدين والحاسوب السحري” لابني البكر صلاح الدين وهو من اقترح علي كتابتها بهذا العنوان الكبير والجميل ..ألفتها من أجله عام 2003 ولم تر النور حتى 2015 . وهناك رواية أخرى كتبتها لابني الآخر، سليم، وأهديتها له في عيد ميلاده الخامس وهي تحمل عنوان: فهد الغابة. سأسعى إلى طبعها فيما قريب إن شاء الله..

   هكذا كانت البداية والانطلاقة الأولى مع قصص الآطفال، فنشرت بعضها على النت ولقيت استحسانا كبيرا من كل من قرأها، بل وتوجت في أكثر من منبر على أنها أحسن ما كتب للطفل، وكتبت فيها قراءات ودراسات من نقاد كبار أعتز بهم وبسوابقهم الأدبية المنحوتة في الوجدان خاصة في مجال أدب الطفل.. ومن هذا المنبر، أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة التي نشرت لي في السنتين الأخيرتين ثلاث روايات للطفل ومجموعة قصصية… ويبقى عالم الطفل جميل وساحر. وفي الكتابة له، وفيه، متعة كبيرة لا تضاهيها متعة..

س- أنت تراهنين على ماذا حين تكتبين للطفل؟

  من المتفق عليه حول قلمي وعن كتاباتي أني لا أكتب من أجل الكتابة، وأن الكتابة عندي ليس ترفا.. وهنا أحب أن أؤكد أن الأمر كذلك حتى في كتابتي للطفل.. فحين أتوجه بكتاباتي للطفل فمن أجل رسالة تربوية أو توعوية تهم عمره. فأكتب من أجل أن أعيه بما له وما عليه. أسعى من وراء كتابتي له لأخلق منه إنسانا مسئولا منذ صغره. أحب أن أضعه أمام حقيقة واقعه بلغة بسيطة وصور موحية دون أن أهول الأمور أو أخادعه. أتعامل معه في الواقع وفي كتاباتي على أنه رجل وليس طفلا صغيرا لا يفهم شيئا. نهجت هذه السياسة في تربية أطفالي وأنهجها أيضا مع الأطفال الذين أتوجه إليهم بكتاباتي..

   فحين أكتب قصة للطفل فهي قصة قصيرة بضوابطها وخصائصها المعروفة. وأكتبها بذات تقنيات الكتابة للكبار. لا تختلف معها إلا في اللغة المبسطة، وفي الثيمات والمواضيع التي تجذب اهتمامه وأضمن لها بعض التفاعل معها. ومن خلالها، أسرب إليه رسائل وعبر تنمي شخصيته، وتفتح مداركه، وأراعي في هذا سنه وثقافته. لكن من حيث تقنيات الكتابة هي ذاتها التي أستعملها في الكتابة للكبار بداية من اختيار عنوان جذاب وتشويق يجعله يشده إلى العمل من العنوان حتى القفلة المفتوحة، وأحيانا استفز عقله بأسئلة يطرحها البطل لتشد انتباهه وتجعله طرفا في العمل. والهدف من نهج هذا الأسلوب معه بالإضافة إلى إمتاعه والرسالة التربوية التي ينطوي عليها  العمل، هو سعيي إلى تدريبه من الصغر على تذوق فن القصة على حقيقتها، والسعي به من الصغر أيضا ليكون قاصا وروائيا.. وأنأى بكتاباتي للطفل عن شحنها بالوعظ والنصائح المباشرة التي طفح منها قلبه في البيت، وفي الشارع، وفي المدرسة، والتي بدل أن ينساق لها  يتمرد عليها أكثرهم ..

س- “علاء الدين والحاسوب السحري”، و “الإمبراطور شمسون والزهرة العجيبة” روايتان للأطفال .. ما الفارق بين العمل الأول والثاني؟

ج- هناك فرق كبير بين الروايتين. فالأولى تمس طفل اليوم في اهتمامه وانشغاله المرضي بالحاسوب.. أي طفل يقرأ رواية الحاسوب السحري سيشعر أنه المقصود. وسيرى نفسه هو علاء الدين، بطل الرواية. فشخصية البطل مستوحية من طفل اليوم المتعلق بالحاسوب والتكنولوجيا الحديثة أكثر من تعلقه بالأكل والشراب. وأتخيل أن تفاعل الطفل مع هذا العمل سيكون كبيرا، وأن الرسالة المتوخاة منه ستصله بسهولة، والتي يمكن تلخيصها في أن الحاسوب لم يخلق فقط للعب وتزجية الوقت في ألعاب الفيديو مثلما كان علاء الدين في صغره، فوجد صعوبة كبيرة في التركيز في دروسه واستيعابها، ففشل في دراسته وكاد يطرد من مدرسته.. لكن كونه يملك حاسوبا سحريا، فقد تجاوز مشكلته وبدأ يستعمل حاسوبه للبحث في سبل إسعاد الطفل. فانطلق في مشروع كبير لتحقيق هذه السعادة، بدأه من غرفة الطفل، فمدرسته، فبيئته، فعالمه… أظن أن أهم الفوائد التي يقدمها هذا الكتاب للطفل أنه يبين له ما له وما عليه، ويرشده، بطريقة غير مباشرة، إلى أهمية الحاسوب في حياتنا إن أحسنا استعماله..

أما الرواية الثانية، فتختلف عن الحاسوب السحري في الثيمة والأجواء والفضاءات والشخوص وإن كانت تتقاطع معها في الهدف والرسالة المتوخاة منها، وهي توعية الطفل بما يدور حوله وبالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في مستقبله. فهي تتناول موضوع إمبراطور عظيم مات وخلف لابنه تركة كبيرة وضخمة من المشاكل، على رأسها غياب الشمس عن امبراطوريته الكبيرة لسنوات، وانتشار، بسبب ذلك، أمراض أصابت الأطفال بتشوهات كبيرة، لم ينج منها غير أهل القصر والمحيطين به، حيث تم ربط القصر بقنوات شمسية تجلب إليه هذه الشمس البعيدة المتوارية وراء الغيوم الكثيفة والضباب الأسود، فتضيئ القصر وما حوله بينما تغرق أرجاء الإمبراطورية في ظلام دامس ليل نهار.. لكن الإمبراطور شمسون الشاب، يكتشف بعد رحلة بحث طويلة سبب هجر الشمس لإمبراطوريته فيردها إليها، ويكتشف أيضا علاجا لتشوهات الأطفال المقلقة…..

س- مبدعة وأم مثلك تعي جيداً نبض الأطفال..بعض الكتابات تقصي الأطفال من خلال الطرح الخاطئ للأشياء.. بعضهم حين يكتبون للطفل يفكرون عنه وليس معه دون أن يشعر..  كيف السبيل لتصحيح  هذه الرؤية ؟..

ج ـ لعل الطرح الخاطئ الذي أشرت إليه في سؤالك ينجم عن فكرتنا الخاطئة عن الأطفال. فنحن غالبا ما ننظر إليهم على أنهم اطفال صغار لا يفهمون شيئا ولا يتقنون فعل شيء غير اللعب. فنقوم بكل شيء بدلا منهم وننسى أو نتناسى أن لا فرق بيننا وبينهم سوى في التجارب التي أكسبتنا السنين التي تفصلنا عن سنهم…

ومما يؤسف له بحق، أن ننقل مثل هذه الأخطاء التي نرتكبها في الواقع مع أبنائنا، إلى كتاباتنا للطفل فنتوجه إليهم بكتابات تقزم فكرهم، وتقتل فيه روح المواجهة، ولا تسعى إلى بناء شخصياتهم على أسس صحيحة تجعل منهم رجالا ونساء قادرين في المستقبل على تحمل المسئوليات ومواجهة التحديات ؛ إن مسئوليتنا إزاءهم تقتضي منا تهيئتهم على تحمل هذه المسئولية، وتدريبهم على الاستقلال بذواتهم والاعتماد على أنفسهم وفي المراحل الأولى من حياتهم، وأن يقتصر دورنا على المراقبة والتوجيه والتدخل بالتصحيح…. ولا أراني أبالغ إن قلت إن التدرج في تدريبهم على تحمل المسئولية وعلى الاعتماد على النفس، ينبغي أن يبدأ منذ وقت مبكر جدا، منذ تلمس الأم قدرة صغيرها على القبض على زجاجة الرضاعة، عليها أن تدعه يتعارك معها لإطعام نفسه بيده إن كنا فعلا نريد خيرا لأطفالنا، ونرجو لهم النجاح في حياتهم المستقبلية والنجاح في النهوض بالمهام الموكولة إليهم في المستقبل. وقد أبدو قاسية على الطفل بتبني هذا النهج في تعاملي معه وكتابتي له، لكن لن يكون أقسى على نفسه من أن نضعه في مواجهة المسؤولية دون تمهيد وتدريب مسئول من قبل…  ولا يفوتني هنا، أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى وزارة الثقافة على دعمها، في السنتين الأخيرتين، لثلاث روايات ومجموعة قصصية كتبتها للطفل، وهو ما أعتبره دعما كبيرا لي وتشجيعا لي على أسلوب كتابتي للطفل.

 س- حين نتحدث عن سمية البوغافرية يصر الناقد الخضر الورياشي على لقب ” شهرزاد الريف”..هل أنت راضية ؟ وهل حظيتِ بألقاب أخرى؟

ج- حقيقة لا أتوقف كثيرا عند هذه الألقاب التي كانت غالبا ما تطلق علي حينما أنشر عملا جديدا على صفحات النت، والتي غالبا ما كان يراد بها امتداح العمل المنشور.. وأذكر قبل “شهرزاد الريف” سمعت شهرزاد صلاح الدين. أطلق علي حين نشرت علاء الدين والحاسوب السحري وصرحت بأنه عمل اقترحه علي ابني صلاح الدين.. أما كوني إن رضيت عن “شهرزاد الريف” فلا أنكر أني أحببت هذا اللقب وفخورة به وأتمنى أن أرقى إلى مستواه، ربما لأنه ذكر مقرونا بجانب الريف العزيز علينا جميعا ونسعى بالرقي به قدر المستطاع، وربما لأنه صدر من أخينا الورياشي الذي نعرف جميعا مدى صدقه، وأنه لا يلقي أحكامه وألقابه جزافا وإنما يطلقها متى كانت تناسب صاحبها..كل ذلك من خلال مواكبته لأعماله.. وأي وصف يخلع علي انظلاقا من أعمالي، ولا أشم فيه رائحة المجاملات، ولا يكون مبالغا فيه، فأنا أرحب به وأشكر عنه صاحبه. فشكرا لأخينا المبدع المثابر أستاذ الخضر الورياشي على هذا اللقب الجميل…

س- دعينا في الألقاب ..ما أكثر الكتاب الشباب ،اليوم، الذين ينتقون – حين يقدمون أنفسهم- ألقاباً لهم!.. ظاهرة اختيار الكاتب لنفسه لقباً غير اسمه الحقيقي ..هل هي حالة صحية؟

فالذي أعرفه أن الألقاب ندعى بها وتطلق علينا من قبل الآخرين ثناء وامتداحا لما نقدمه من أعمال.. لكن أن نطلقها على أنفسنا فهذا ما أستغربه ويثير اندهاشي حقا. وأظن أن الحالة التي أشرت إليها تنم عن نقص يشعر به صاحبه، فيحاول التغطية على هذا النقص بالألقاب الكبيرة التي يسبغها على شخصه.. أو أنه يحاول أن يجذب له الأضواء بألقاب قد لا تمت بصلة إلى حقيقته وحقيقة ما يقدمه. وأتمنى أن أكون مخطئة في حكمي القاسي هذا، ويكون اللقب الكبير الذي اختاره لنفسه يافطة تؤكد حقيقته وحقيقة قلمه التي يجهلها غيره..

س- المهرجان العربي للقصة القصيرة جداً كرمك واختار اسمك لدورته الثانية عام 2013، دعيني أسألك ،كمتتبعة، عن النسخ التالية .. هل من ملاحظات؟

   ملاحظاتي أني لامست تقدما كبيرا على مستوى التنظيم، وكل سنة يتم تجاوز بعض أخطاء السنوات التي قبلها وهذا جيد وينأى به عن لبو يسعى من خلاله إلى التجديد والتطوير وينأى به في المستقبل عن كونه مجرد طقس سنوي يؤدى مثل أي طقس آخر. ومن قبيل ما أثار انتباهي، فكرة السماح في نسخته الأخيرة بالحضور لوجوه أدبية جديدة إن على المستوى الوطني أو العربي لحضور هذا المهرجان بدل تكرار حضور ذات الوجوه السنتين الأوليين. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبة المهرجان في الانفتاح على تجارب جديدة في الققج، انتاجا وتنظيرا. وهذا بلا شك يضمن نجاح هذه الملتقيات ويزيد من شعبيتها واهتمام الجماهير بها خاصة وأن عدد الحضور يزداد سنة بعد أخرى.. وهذا يحسب لإدارة المهرجان.. أما مآخذي أيضا فكثيرة منها عدم تدوين الدراسات الهامة التي تلقى في الجلسات النقدية كل سنة، وذلك حتى يتسنى للآخرين الاطلاع عليها للاستفادة منها ولغرض المقارنة بينها وبين ما أنجز في السابق لنتفادى السقوط في اجترار ما قيل من قبل ولنرتقي بهذه الملتقيات الكبيرة وننأى بها عن صورة الطقس السنوي الذي نألفه في أغلب أنشطتنا.. كما أن القصص التي تقرأ في مثل هذه الملتقيات الكبيرة

ينبغي في نظري أن تكون في المستوى، وأن تخصص لجنة بفرزها وانتقاء الأجود وذلك احتراما للضيوف الكبار، وتحفيزا أيضا للمشاركين على تقديم الأجود والأفضل. وهذه ليس ملاحظتي وحدي بقدر ما سمعتها تروج في أروقة المهرجان..

س- أنت من رواد القصة القصيرة بالناظور.. بماذا تنصحين الشباب المبتدئ في مجال الكتابة الإبداعية؟

ج ـ أشتغلت على القصة القصيرة أزيد من عشر سنوات بشكل يومي ومتواصل، وأثمر هذا الجهد ثلاث مجاميع قصصية )اثنتان حيتان تقرآن وأخرى لا تزال تنتظر دورها في الحياة اللائقة بها ( لكن رغم ذلك، لا أدعي أبدا أني من روادها في الريف أو خارجه.. وإنما أعترف أنها قهرتني ولم أستطع قهرها، وأني استطعت بحق أن أجلب لها بعض الأضواء والشهادات الكبيرة من روادها الكبار الذين أعتز برأيهم. من قبيل تلك الشهادات أني أمتلك مقومات قاصة جيدة وأني قادمة بقوة وغير ذلك من الشهادات التي كنت أفتخر بها وتحثني على المزيد من العطاء فيها.. وأعترف أيضا أني لا زلت أتهيب من كتابتها، ويسهل علي كتابة رواية في ثلاث مائة صفحة من كتابة قصة قصيرة في صفحتين ولا أدري السبب بالضبط.. ربما لأن قلمي روائي بالدرجة الأولى وأني أقحمته في مجال غير مجاله، أو ربما لأن لي نظرة خاصة وطريقة خاصة في كتابة القصة القصيرة، ويصعب علي إخراجها بالصورة التي أرجوها لها. أما نصيحتي لكتاب هذا الجنس الأدبي ممن يروا في تجربتي القصصية المتواضعة جدا ما تستحق الثناء والتوقف عندها والاستفادة منها، فإني أنصحهم أن يقرأوا جيدا لروادها في العالم العربي والغربي معا، وأن يتدربوا جيدا على كتابتها. فأنا على يقين، أن أي كاتب قصة قصيرة جيد يستطيع أن يكون كاتبا جيدا في كل الأصناف السردية الأخرى وبيسر.. فلا زلت أعتبرها الجنس الأصعب، وأنها لب السرود كلها وبذرتها الأولى التي تتفلق منها كل الأصناف السردية الأخرى.. ومن يمتلك اللب والبذرة يمتلك الشجرة والثمرة..

  س- ننتظر ماذا من المبدعة سمية البوغافرية في الكتابة مستقبلا

ج- روايات جميلات تختلف عن سابقاتها في الثيمات وتقنيات كتابتها، وأيضا أعمالا للطفل، هذا إن كان سؤالك يندرج تحت غطاء الموجود من الأعمال الجاهزة في يدي والتي لم أطبعها بعد. أما إذا كنت تقصد ماذا سأكتبه مستقبلا، فأعترف لك، ملأ صدقي، أنه في حكم الغيب، أنتظره مثلما ينتظره القارئ. فلا أعلم عنه شيئا، ولا أخطط لما أكتبه مستقبلا لأن غالبا كل المشاريع التي أنسجها بيني وبين نفسي تقصى ولا يظهر منها غير القليل جدا.. وفي اكتشاف هذا الجديد وانغماسي في تدوينه تكمن قمة متعتي ولذتي. أما قبله “المخاض” عذاب، وما بعده ” التنقيح والنشر والتوزيع..” عذاب أكبر..

س- كلمة أخيرة رجاءً..

ج- أشكرك جزيل الشكر على هذه النافذة ” حوارات العرين” التي تفتحها لنا لنطل منها على قرائنا وأصدقائنا المتتبعين لأعمالنا وأخبارنا. ومن هذا المنبر، أحييهم جميعا وأحيي سيادتكم على سلسلة حواراتك القيمة التي تسلط من خلالها الضوء على الأدباء والمبدعين وعلى أعمالهم، والتي لا شك هي خدمة جليلة تقدمها للأدب والأدباء والباحثين في أعمالهم، وسيحفظها لك الأدب في لوحه المحفوظ ويسجلها لك ميزان حسناتك الأدبية. وأخيرا، أتمنى لك كل النجاح الذي تأمله لسلسة حوارات العرين القيمة، وكل التألق في مسارك الإبداعي النير مع خالص التحايا لشخصكم الكريم.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *