خاص- ثقافات
*إدريس الواغيش
أتذكر أنّني بَدأتُ رحلتي من هُناك
كانت المُروجُ ربيعَنا
مَنبتنا الأوّل
فيهَا تنفتحُ ثغورُ الأزْهَار
الوَرْداتُ المُنكمشة
تنبسط أساريرُ أورَاقنا
جَنبًا إلى جَنب مع أزهار الأقحوان
كنتُ زهرةً مثل أطفال قريتنا
أوراقي بيضَاء
لم يُدَوَّن فيها بعدُ، ما يُسيءُ إليّ
حين أهديتُ أقحوانة بيضَاء لحبيبتي
ذاكَ الصَّباح
رَفضتها
كانت حجَّتها
أن الزَّهرة لم تكمل بعدُ استدارَتها
أمَّا الآن…
وقد أتمَّت زَهرةُ المُروج نَضارَتها
ها أنا قد فعلت
رأسي أخذ شكلا فوْضَويَّ اللون
قطفتُ أقحوانة من المُروج
سَحبتُ شعرة من رأسي
قارنتُ بين الاثنتين
وجدتُ أن بَياض الأقحُوانة
أنصَعُ قليلا
لكن مَلامِحَها أقربُ إليَّ كثيرًا
هي الأخرَى سَمَت سَقيمَة
حَزينَة مثلي
أزْهَرنا، أنَا والأقحُوان، معًا
كنّا في الواقع مُتشابهين
كل واحد منّا أخلصَ لطبيعته
لكنّنا في الحقيقة أيضًا كنَّا مُختلفين
كلُّ واحد مِنّا
أزْهَرَ على طريقته!!