شِطْرنجُ القلوب

خاص- ثقافات

*الأخضر بركة

 

القلوبُ التي..

تتحرّكُ فوق السلالمِ محمولةً كشّموعٍ تُسِيلُ لعاب الظلامِ،

القلوب التي..

تتلقّح بالحبِّ سبعا وسبعين أُحْبُولَةً،

تعبرُ الماء والنّارَ كي تستوي مثل أرغفةٍ في النّصوص

القلوبُ..

كأفئدة الطّيرِ، ليس يحيطُ بها قفصُ المنطقِ، الكائناتُ القلوبُ..

قواقعُ مشحونةٌ بهدير التحيّر في أذن اللّه

*** ***

سَهْواً تسافرُ من دون أجسامِها،

أو تسافرُ أجسامُها دونها،

تتيتّمُ، إذ تتتيّمُ،

إذ تتعطّرُ بالفَقْدِ،

إذ تتعثّرُ معضوضةً بنواجذِ وحش العدمْ

إذ تموتُ لتحيَا.

قلوبٌ منقّحةٌ بمقصّ الوجعْ.

مُملّحةٌ برذاذ المسافة بين المكانَيْنِ،

بين الهوائيْنِ يصطرعان على الرئة الواحدة

القلوبُ العراجينُ من بصَلِ الوقتِ مربوطةٌ بحزامِ غدٍ،

القلوبُ القواربُ في لجّة الصدمات،

القلوب القواريرُ… مُتْرَعَةٌ بنبيذ الشُّعُور

القلوبُ القداحُ على حَجَرِ الصَّحْوِ مكسورةً،

القلوبُ الجهاتُ التي لا تراها الجهاتُ،

منازلها الداخليّةُ أوسع من عُلْبَةِ الأبجديّةِ،

معطوبةٌ بالغيابِ القلوبُ

مفاتيحُ أبوابِ هندسةِ الغيْبِ، أثقلُ من

كوكبٍ يتدحرجُ في هذيان المجرّة، أصغرُ من

قطرة الماء يخطفُها بمنقاره الطّيْرُ، ألسعُ من

قبلةِ النّار في هفواتِ الفراشةِ، أيسرُ من ورقٍ

في خريف يعضّ بأسنانه الصُّفْرِ لحمَ الحديقةِ،

أطرى من الغّيمِ،

أقسى من السَّهْمِ في كعْبِ آخيلَ،

أغبى مِنَ الخيْرِ،

أدْهَى مِنَ الشرِّ،

يمكنها أن تكون..

مِضخَّاتِ ما هو أكثرُ من أن يكون دما،

أو لما هو أتفهُ من أن يكونَ دَمًا.

مذ أعيرت مهاراتِ شُربِ النّهاراتِ معصورةً

بيدِ اللّيلِ، مذْ أحدث اللّيلُ فيها ثقوبا.

*** ***

القلوبُ..

تسيلُ عواطفَ، أو تتقطّرُ، مُحترقاتٍ، بزيْتِ الأسفْ

ملغّمةٌ بالشرائعِ،

أو بالشكوك

محمّصةٌ في مقالي الطبائعِ حدّ الخرَفْ

قلوبٌ مؤثّثةٌ بآرئكِ إيمانها،

بالضبابِ،

 بقُطْنِ القناعات، أو بالقَرَفْ.

قلوبٌ تعدّلُ عقرب ساعاتِها وفْقَ توقيتِ ما ليس يأتي/

القلوبُ القِربْ

تتحدّث فيها الرّياحُ عن الماءِ، لا تتحدّثُ فيها المياهُ عن الرِّيح،

إذ يتبارى على لوح شِطْرنْجها الماوراء مع الما يُرى

*** ***

لا وثائقَ رسميّةً للقلوبِ…

منافٍ لأوطانها الخارجيّة، أو وطنٌ للمنافي

مقاعد للسّمعِ تُمْلي على العقْلِ تمزيقَ قمصانه الصُّفْر، تُمْلي

على اللّحْمِ كيمياءِ وردٍ،

على النّارِ فيزياء نهدٍ،

حدائقُ خلفيّةٌ للكلامِ القلوبُ، احْتمالاتُ أجنحةٍ لطيورِ الجسدْ

*** ***

كواليسُ ما قبل أن يقعَ الحبّ فينا،

كواليسُ ما بعد أن يقعَ الحبُّ

زرُّ البدايةِ، زرُّ النهايةِ،

من تحت سبّابةِ الموتِ،

محبرةُ اللّهِ،

مِعصرَةُ الآه،

بوّابةُ الكون،

أو عينُهُ في الظلام.

*** ***

قد تُعِدُّ القلوبُ حقائبَها للسفرْ

دونما علم أصحابها،

 قد تشدُّ إلى حجر البدْءِ أثقالهَا بحبال السُّررْ

كلّما انْجَرَحَتْ بمشارطِ أخطائها، صَلُبَتْ كلِحَاءِ الشجرْ

كلّما عضَّ كلاّبُ عشْقٍ عليها تلظّى عواءُ العدَمْ

قلوبٌ محاريثُ آلامِها قُلّبٌ في تراب النّدمْ،

قُلّبٌ في المرايا،

مُهرولةٌ نحو أرزاقها، قُلّبٌ في أسرّة نار اللّغة.

مثلما تكتبُ الشَّهْوةُ الشّهْوةَ امرأةً،

ثمّ ترمي بما قد تبقّى من اللّيلِ في قاع تنهيدةٍ فارغة

قُلّبٌ

مثلما

بين بابينِ،

بينهما

برزخٌ من نوايا.

*** ***

إذنْ، فلْتَكُنْ ما تكُون..

جيوبًا لمجهولِها، أو جيوبًا لمحصولِ خيْبَاتِها

كلّما الأرضُ ضاقت بها، اتسعتْ ثُقبةُ التّيه،

من حقّها أن تخيط الفراغَ…

جواربَ من حول أقدامِها العاطفيّةِ، أن

تحمل الحُبّ،

أو تحمل الزّفتَ

أو تحمل اللااحْتمال

…..

مؤجّلةٌ

مثل بيض العصافير، أو

مثل بيض التماسيح، قد خانها الفقسُ

لا شرقَ للغربِ،

لا غربَ للشّرْقِ فيها،

منازلهُا في جنوبٍ، وأحلامُها في شَمَال.

 في 08 نوفمبر 2016

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *