والبحر يتقنُ المَحو

خاص- ثقافات

*سميحة المصري

وإن قبلتني فلا يهمُ انْ كنتُ سوداء أو صغيرةَ النَسَب ، إنْ قبلتني فلقد نضجتُ بكَ وزهوتُ لأنني نُسبتُ إليكَ ، فَلا حاجة بي لتاجٍ أو سوار ..

…………

وحينَ دخلتُ المحراب لقيتُ خطيئتي سَوداء

فَصرتُ اللاشئ ، والذي هو شئ الأشياء ،

وأنا هوّته  الـ لا زلتُ قيده ،،

أُصلّي فأصِل الأرض بالسَماء

فأدركني وفكَ الوهَنَ عن الجسدِ

الرداء …

ألستُ شرارةَ النار التي شَرَدتْ من الموقدِ الكبيرِ في اللظى فسقطتْ على الارضِ وصارتْ كل هذي الحرائقُ ، ألستُ الحجرَ الهش الذي ينتظرُ تفتته الجميل بين يديك ؟ ، ألمْ اقلْ لكَ : شيّئْني ، بعّضْني ، ألستُ الحافية منذ كل السنين السالفة التي خلتْ الا منكَ وكل هذا الأسى ، لقد مرَّ علي اربعون مسيحاً وكلهم صُلبوا وأنا لا زلتُ انشدُ تراتيلي والراعي يعزفُ على شبابتهِ شيئاً من عتابا لا أفهمها لأنني لا زلتُ في التجربة .ميتة من الخوف من الكاهنة البائسة ومن الزوبعة المارقة .أنتظر – لا زلت – الذي يأتي ولا ياتي ….

يا لقلبكَ

كلما عشقته يؤتى بالأسيادِ ليجلدوني

ثم يرمونني بالمُنكر

وأنا سليلة فرع الأولياء

انا اللاجئةُ أبداً خلفَ هذا الكون المزيّف

أنا المسافرة أبداً عنه

أنا الخارجة عليه ومنه

وأحبه في كلِ عودةٍ أكثر

لأنك فيه

يا أربابَ الأحوال : فلنسكتْ إذاً انَ صوتَ القلب أعلى

يا ربَ الأحمال .. ارمها في بئرٍ عميقةٍ في الصحراء

لئلا يتعثرَ بها السائرون بالألمِ العظيم

اقتربَ العيدُ الذي أحب والليلُ عبدٌ بيدهِ عصا لا تنكسر ، لا تُعطهِ عود ثقاب يا الله ، سيحرق زرعكَ وانا لا زلتُ انتظرُ الحُظوة

وجمرةٌ في كفّي اطبقُ عليها

تحتها القرشُ الواحدُ الذي رميته لي بالأمس وأخذه سيدي

دعني أسِرّكَ : سيدي كافرٌ …

 أمس كانت الضحكةُ تَغلي في روحي ومالَ قلبي على غُصنٍ نديّ فقام –  بينما أنا اصلّي – وقطع الشجرة ، ولا زالت يدي تنزفُ من شدّةِ الفأسِ ولكني تحتَ النجمة أنتظركَ فمنذُ الأمس الى اليوم وأنا أسوقُ الروح اليكَ ، (فخبيني ) أنتَ تعرفُ المخابئ يا رب الستائر والأبواب

واصنع لي باباً من حشاشةِ روحٍ احبها وانت تدري .. ولا أدري

 يا كثيري …

خُذني اليكَ حيّة وأمتني هناكَ عندك

أنا لا يليقُ بي الموت قبلَ الذهاب

لا تَمحُني كما يفعل الموج بالأثر

 وأنت الأثر على الأثر ….

وإنني أكتبُ من اجلِ أن أقولَ لكَ أنني أُحبكَ فاسحبْ هذا الليل إلى ما خلف الزمن – لقد اقتربَ العيدُ أُريدُ أن أُطعمَ الطيور والخيول والنمل المنتظِر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *