خاص- ثقافات
*تأليف : جارى ونتر/
ترجمة : د. محمد عبدالحليم غنيم
الشخصيات :
– رجل : ستون عاما .
– امرأة : ما بين الأربعين والخمسين .
– امرأة شابة : ثلاثون عاما .
ملاحظة : يمكن أن تكون الشخصيات من أي جنسية ، ولكن يجب أن تكون كلها من
نفس العرق أو الجنسية .
المكان : حجرة بيضاء. منضدة بيضاء. جزء من جدار أبيض يؤدي إلى ملفات ) غير ظاهرة ( أكوام من بطاقات الفهرسة البيضاء فوق المنضدة .
يرتدي الرجل سترة بيضاء ، يبرز من تحتها قميص أبيض مفتوح الياقة، بالإضافة إلى ذلك يرتدي الرجل قفازات بيضاء.
المرأة والمرأة الشابة ترتديان ملابس مناسبة للسفر في الصيف .
الحجرة البيضاء. يفرز الرجل بطاقات الفهرسة البيضاء فوق المنضدة البيضاء. وهو يرتدي قفازات بيضاء،وسترة بيضاء. تجلس المرأة بتأن على مقعد أبيض. تكتب أسماء على رقعة ورق بيضاء.
الرجل : ( فاحصا بطاقة ) فحم نباتى .
المرأة : نعم ؟ غريبة ؟
الرجل: لا . كانت الإمدادات عزيزة فى تلك الأيام .
( صمت ، يفرز الرجل البطاقات )
المرأة : هل يزعجك الزحام ؟
الرجل : يمر معظم الناس بهذا المبنى .
المرأة : مثلى ، من غير قصد .
الرجل : نعم .
المرأة : يا للعار! ولكن أعتقد أن ذلك يساعدك فى إنجاز عملك.
الرجل: نعم .
( تدخل المرأة الشابة )
المرأة : هل هذا هو الأرشيف ؟
الرجل: نعم .
المرأة الشابة : لقد قطعت شوطا طويلا مع زوجي . كان يمكن لى أن أبقى في بار الفندق وأشاهد معه دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ، ولكن يمكن تجنب تلك الأمور. المصارعة كل يوم . وأعتقد أن الرومانيين سيفوزون.
( وقفة . تنظر حولها)
المرأة الشابة : ( تواصل ) لا توجد أية علامات . كيف يتوقعون أن يعثر أحد على هذا المكان؟
المرأة : لا أعتقد أن تلك غلطته. إنه فقط يعمل هنا.
المرأة الشابة : من حسن الحظ أن رجلا عجوز في البلدة أخبرني عن مكانه .
المرأة : ربما هذا الشخص هو العلامة .
الرجل: هل معك قائمة ؟
المرأة الشابة : نعم ، لكنى تركتها فى الفندق مع زوجى ، أشعر أن رأسي كما لو كانت مشدودة إلى الوراء عندما أكون في بلد أجنبي . وأظن أننى سأشنق نفسى إذا اضطررت إلى العمل في مكان مثل هذا.
المرأة : لماذا لا تتصلين بزوجك للحصول على قائمة الأسماء .
المرأة الشابة : أعتقد أننى كنت حمقاء لنسيان القائمة .
الرجل: يمكنك تسجيل الأسماء هنا .
المرأة : نعم .
المرأة الشابة : عندى مشكلة فى تذكر الأسماء والإملاء …
الرجل: يجب أن يكون الإملاء صحيحا وجميلا .
المرأة : هذا هو السبب في أنني أخذت وقتا طويلا . كانت قائمتى الأولى غامضة فأعادها إلي .
الرجل : يمكنك أن ترسلى لى القائمة بالبريد وسأرد عليك بالبريد . رجاء اكتبى عنوانك على المظروف .
المرأة الشابة : قائمتى فى بار الفندق تشاهد الأولمبياد .
( تخرج المرأة الشابة )
المرأة : منذ متى وأنت تعمل هنا ؟
الرجل: وقف أبى فى هذا المكان قبلى . فى هذا المبنى نفسه ، وفى هذه الحجرة نفسها ، كنت مجرد صبى صغير فى ذلك الحين .
المرأة : فهمت .
الرجل : فهمت أننى كنت مجرد صبي صغير .
المرأة : نعم فهمت .
الرجل : صغير جدا .
المرأة : يمكنى أن أفهم ذلك .
الرجل: علمنى والدى كل شيء عندما صرت فى السن المناسب . نظام الإيداع الشامل ، و درجة الحرارة الصحيحة والورق الصالح للاستعمال ، كل شيء .
المرأة : يبدو أنه عمل مهم .
الرجل: كان والدى مهنياً محترفاً .
المرأة : أنا على ثقة أنه كان كذلك .
الرجل: كان عملاً متعباً ، فكان يعود الى المنزل مرهقاً .
المرأة : أعرف كيف يمكن أن يكون .
الرجل: نعم ، كلنا يعمل ، لكنه كان يعود إلى المنزل متعباً جداً . وغالباً متأخر جداً . وغالباً حزين جداً . لم أفهم السبب ، لأننى كنت صغيراً جداً .
المرأة : هل سألت والدك ما البطاقات التى كان يعملها ؟
الرجل: لم يكن والدى ذلك النوع من الأشخاص الذى يمكن مناقشته ؟
[ وقفة ]
المرأة : لم يرغب زوجى فى الحضور معى قال أنه لا فائدة من ذلك . من الأفضل ترك الأشياء فى الظلام ، كما يقول ، أدركت فى تلك اللحظة أن هذه الطريقة التى كانت معنا ، وفكرت كم هو مضحك عندما تعرف شخصاً ما لوقت طويل جداً ، ثم تكشف أن هناك شيء ما لا تعرفه عنه. ليس شيئاً صغيراً بالطبع ، على الرغم من أنه يبدو صغيراً فى البداية، لكنه يصبح شيئاً له القدرة على وضع كليكما فى اتجاه جديد . يبدو الأمر كما لو كنا نمشى معاً لسنوات عديدة ـ ثم نصل إلى منعطف فى الطريق ، واحد يذهب يساراً والثانى يجلس . تماماً مثل ذلك .
الرجل : فى كثير من الأحيان سيأتى شخص ما إلى هنا فى لحظة احرجة من حياتهم ، غالباً .., يكونون على شفا شيء ما .
المرأة : نعم . هاوية . حافة ، نعم ، كلها نفس الشيء .
الرجل : حافة شيء ما.
المرأة : مثل الاكتشاف .
الرجل : نعم .
المرأة : الاكتشاف .
الرجل : نعم .
المرأة : الاكتشاف .
الرجل : نعم . غريب ولكنه يحدث غالباً . فكرت فى إجراء نوع من الدراسة . لكن مرة أخرى أنا لست طبيباً نفسانيا وعندئذ يعودون إلى حياتهم .
المرأة : مثل الطيور ، مخلوقات تطير بعيداً .
[ تُخرج المرأة زجاجة حبوب من حقيبتها . تبدو مضطربة ]
المرأة : هل يمكن أن أطلب ماء ؟
[ يخرج الرجل ، ثم يعود بكأس من الماء ]
المرأة : ( تواصل ) شكراً لك .
[ تبتلع المرأة الحبوب ، تغلق عينيها ، ينظر الرجل إليها ثم يستأنف عمله ]
المرأة : ( تواصل ) لست واحدة من هؤلاء الناس الذين يعتقدون أن الأمور على ما يرام ,… طريقتهم فى عمل الأشياء … فرض أمورهم على الأخرين . لست مثل هؤلاء مطلقاً إنه فقط … يمكن أن تقول … لا يعنى هذا على أى نحو … الإشارة بأصابع الاتهام لأى أحد … ولا الغضب أيضاً . لكن يمكنك القول أننى على نحو ما محقة .
[ وقفة . ينظر الرجل إليها . يخرج . ثي يعود بكأس من الماء ، يشرب ، ثم يستأنف عمله ]
المرأة : ( تواصل ) لست أفضل من أى شيء آخر ، ذلك ما أقوله . لكن مرة أخرى ، ليس مثل الكثير من الناس يسافرون إلى هذا الحد . لذلك لا يشعر المرء بشيء من الاستعجال بالعودة إلى المنزل بشيء ما .
الرجل : وماذا يمكن أن يقول زوجك ؟
المرأة : ماذا ؟
الرجل : إذا عدت إلى المنزل بلا شيء ؟
المرأة : لقد انفصلنا .
[ تدخل المرأة الشابة . منزعجة ]
المرأة الشابة : لماذا أنا فى حاجة إلى معرفة العاهرات اللاتى كان يزورهن وهو فى السادسة عشرة ؟ الآن فقط فى التليفون قال لى زوجى هذا . مرحباً ، لعل هناك شيء ما لم أخبرك أبداً به . أنا أقف فى وسط هذا … المكان … وهذا هو ما يفكر أن يقوله لى . هل يفترض أن يقربنا هذا من بعضنا ؟
[ إلى المرأة ]
المرأة الشابة : ( تواصل ) كم سنة مرت على زواجك ؟
المرأة : سبعة عشرة عاما .
المرأة الشابة : أعتقد أننا مخلوقات حساسة جداً ، لكن نحتاج أن نتعلم لكى نعيش مع الأشياء المؤلمة . لقد أدركت أن هذا يعتبر غير صحى هذه الأيام .
[ وقفة ]
المرأة الشابة : ( تواصل ) آمل أن تستطيع تصحيح الأمور .
المرأة : أنت على حق .
المرأة الشابة : هل معك قائمة له ؟
المرأة : نعم .
المرأة الشابة : كم عددها ؟
[ تحسب الأسماء فى قائمتها ]
المرأة : سبعة عشرة وأنت ؟
المرأة الشابة : ثلاثة . هل أنت خائفة ؟
المرأة : لا أعرف .
المرأة الشابة : ربما ليست تلك هى الكلمة الصحيحة . هل أنت عصبية ؟
المرأة : قليلا . لكنها مجرد حياة لذلك لا يوجد الكثير فى الواقع .
المرأة الشابة : أوه .
المرأة : نعم ، منذ وجودى هنا أدركت شيئا ما .
المرأة : أوه ؟
المرأة : كم من التاريخ الذى لا نريد أن نعرفه حقا !
( وقفة )
المرأة الشابة : لا أعتقد أننى فهمت .
المرأة : لا أستطيع أن أشرح أكثر من ذلك . هذا المكان الذي نحن فيه ، هو مجرد جانب من كيفية سير الأمور. لو مكثت في المدينة لفترة من الوقت أعتقد أنك سوف تستوعبين ذلك . ولكن يجب أن تنظرى حولك بعناية : انظرى على المباني ، ساحة البلدة ، والمنازل ، وأماكن العبادة ، والناس . انصتى إلى كلام الناس . أعتقد أنك سوف تفهمين . لكنني أعتقد أن عليك أن تكونى على استعداد لقبول بعض الأفكار الصعبة حول المدينة ، و لا أعتقد أن الكثير من الناس الذين يأتون إلى هنا على استعداد للقيام بذلك . لذلك يغادرون بقليل من الفهم . وبقدر ما أنا قلقة ، فهم أسوأ حالا . لقد قطعت كل هذا الطريق ولم تخطر هذه الأفكار على عقلك؟
المرأة الشابة : لم أفكر بهذه الطريقة .
( وقفة )
المرأة الشابة : ( تواصل) حسنا ، حسنا، أستطيع أن أرى أننا سوف ننتظر طويلا. سبعة عشر اسما من المحتمل أن تستغرق فترة ما بعد الظهر، وهو لم يبدأ حتى فى البحث عن أسماء قائمتك بعد. عليك تحجزين مكاني في الطابور، أليس كذلك؟ في حالة لو قررت العودة.
( تخرج المرأة الشابة )
( يخرج الرجل ، تنتظر المرأة لفترة وهى تتألم ، فى الأخير يرجع الرجل ببطاقتى فهرسة بيضاوين ، يقدم البطاقتين للمرأة ، تقرأهما )
الرجل : سأقول لك شيئا لم أقله للآخرين ، لقد كنت صبورة وراعيت واجاباتى على عكس الآخرين الذين يتذمرون ويتعجلوننى وأنا أقوم بعملى،أنا ممتن لك ، لم أتجاوز الخطوط العادية لمرة واحدة ، عندما أفكر تقدير هذا. وبطبيعة الحال لو كان لى أن أتوقف وأدردش مع الجميع ، الله يعلم متى انتهى من هذه المهمة .
( وقفة )
الرجل : ( يواصل) هناك خمس عشرة بطاقة مفقودة . هناك عدد من الاحتمالات لهذا .
الأول : هؤلاء الناس _ المفقودون _ قد تم تحويلهم إلى مكان آخر .
الثانى : هؤلاء الناس _ المفقودون _ لم يسجلوا فى هذا المكان بسبب المرض وعوامل أخرى .
الثالث : هؤلاء الناس _ المفقودون _ هربوا وهم فى الطريق إلى هذا المكان .
الرابع : هؤلاء الناس _ المفقودون منهم _ وضعوا جانبا بمجرد أن وصلوا إلى هذا المكان . وبالتالى لم تكن هناك فرصة لاستخراج بطاقة بيضاء .
الخامس : هؤلاء الناس _ المفقودون منهم _ قد سقطوا سهوا فى الشقوق . أعتقد أن هذا هو التعبير الصحيح . كان هذا نادرا أوقات الحروب ، لكن فى أوقات الارتباك تحدث الأخطاء .
أؤكد لك على أية حال لا توجد بطاقات فى أى وقت مضى فُقدت أو سرقت . منذ أن بدأ والدى هذا المشروع ومنذ أن واصلت أنا ذلك ، أستطيع أن أقول هذا بكل بثقة .
( تجلس المرأة ، وهى ترتعش بشكل واضح . يخرج الرجل ويعود بكأس من الماء . يعطيها الماء فتشرب )
المرأة : شكرا لكم على ما تبذولونه من مساعدة . حتى هاتين البطاقتين مهمتان جدا لى .
الرجل : لقد أعددت صورا من البطاقات لذلك يمكنك أن تأخذيها إلى المنزل .
( يمسك الرجل بنسخ من البطاقتين )
الرجل : ( يواصل ) لعل هذا هو ما كنت تتمنين أن تعرضيه على عائلتك أو الناس الذين تعملين معهم . لكن حتى لا نخلط البطاقات الأصلية بالنسخ ، رجاء اتبعى التعليمات .
رجاء ضعى البطاقات الأصلية فى نهاية المنضدة ، وأنا سأضع النسخ على الطرف المقابل من المنضدة . عندما أقول ذلك ، فافعلى ذلك . مستعدة ؟ افعلى ذلك الآن .
( تضع المرأة البطاقات الأصلية فى نهاية المنضدة ويضع الرجل النسخ الأصلية فى النهاية الأخرى . )
الرجل : شكرا لتعاونك . يمكنك أن تأخذى نسخك الآن .
( يستحوذ الرجل على البطاقات الأصلية ويخرج بها إلى الخلف . تأخذ المرأة النسخ . ثم يعود الرجل )
المرأة : حسنا ، شكرا مرة أخرى على المساعدة . هاتان البطاقتان عزيزتان جدا علىً . على الأقل سأعرف أن تلك العائلة قضت أيامها الأخيرة هنا . وفى ذلك عزاء بطريقة أو بأخرى .
المرأة : ( تواصل ) أبدو فى غاية البساطة ، ربما هناك ما هو أكثر من ذلك ، شيء ما أكبر . لا أعرف كيف أقول بعد ، لكن الآن لدى هاتان البطاقتان ، وهذا يبدو كما لو أنه انتصار من نوع ما .
هل لى أن أسألك سؤالا قبل أن أرحل ؟
الرجل : نعم . أظن .
المرأة : أتعيش فى البلدة ؟
الرجل : وبعد ذلك ؟
المرأة : نعم . ثم .
الرجل : نعم .
المرأة : هل تعرف ؟
الرجل : لا . قلت لك من قبل . كنت صبيا . لا أعرف شيئا . كانت مخبأة عنى . كان يأتى الوالد كل ليلة إلى البيت ومعه البيرة ثم يجلس بهدوء . لا تناقش عائلتى حتى الأحوال الجوية ، ناهيك عن أية مسائل أخرى . ماذا يمكن لصبى أن يعرف ؟ هل يمكن لصبى القدرة على المعرفة ؟
المرأة : أفهم .
الرجل : ماذا ؟ ما هذا ؟ لكن ماذا ؟
المرأة : هل فهمت ؟
( يتجمد كل من الرجل والمرأة )
( تتلاشى الأضواء إلى الإظلام )
المؤلف : جارى ونتر/ Gary Winter ، كاتب أمريكى يعيش فى نيويورك ، حاصل على العديد من الجوائز فى المسرح ، وقد أدار ونتر مسرح البرغوث لمدة عشر سنوات من 1998 الى 2008 ، ويقوم حاليا بعمل ورش عمل عن الكتابة المسرحية للمسرحيين ولجارى ونتر العديد من المسرحيات الطويلة والقصيرة ، منها : كرنفال الأرواح و ايمانويل و الحساب المفلس و البحيرة وغيرها من المسرحيات ، أما مسرحيته القصيرة الحجرة البيضاء، فقد نشرت في عدد يناير 2010 من مجلة أحد عشر أحد عشر . تدور أحداث “الحجرة البيضاء ” عن امرأة تزور أرشيفا في معسكر اعتقال لم يكشف عن اسمه والذي من المحتمل أن يحمل أسماء أفراد عائلتها الذين لقوا حتفهم هناك.
Gary Winter
THE WHITE ROOMCHARACTERSWOMAN: 40’s-50’s.MAN: 60’s.YOUNG WOMAN: 30’s.Characters can be of any ethnicity, but should all be of the
|
Gary Winter is a member of OBIE Award-winning 13P. His plays have been produced at The Flea, PS 122, defunktheatre, Cherry Lane Alternative, Little Theater, Brick, HERE and The Chocolate Factory. From 1998-2008 Gary was Literary Manager of the Flea Theater, where he currently helps organize Pataphysics, workshops for playwrights. |