البهلول

*محمد الزهراوي

كنت آت ..
ومعي طلائع
شمس تولد !
وأطفأ في طريقي
النجوم الليل ..
حرض لصوص الغابة
وقراصنة البحر علي .
لأني مِن أول مَن
خوضوا في المحيط
اقلقوا سكون
الماء الفاسد ورشقوا
الظلام علانية !
يومها صاحت الخفافيش
خرجت عن ..
صمتها المعهود :
(أمسكوا بهم ..
هؤلاء أتبع يوحنا) !
ولم أكن ..
غير بهلول !
غير مواطن في
زمان هرم ..!
أقلقني الضوء وأعماني
ليل الآخرين وأنا
أركب صعاب الأسئلة
أطرق آفاقا مقفلة ..
في صحراء الجليد
أجرجر رجليّ ..
في شوارع أهلي
أحاذر كلاب ..
إلـه المدينة !
أنوء بالقهر وبي
قلق عن مصدر النبع
عن غابة ..
نامت ولم تصح .
عن النهر جفّ
ولم يعد يجري ..
عن طين الشرق
مات ..جفّ فيه
الغناء ويبس العود .
وعذاراه تهن ..
يبحثن عن الأبطال
وبلقيس مهجورة ..
تنتظر الشهامة !
تنتظر الفداء والجود
لمحو العار ..
وأحزان الديار !
تسأل : متى ..
يا فدائي تعود ؟
ومن البعيد ..
البعيد يهتف صوت :
آت يوم قيامتي ..
آت ! ! ومهما
تطاول الليل ..
مهما تأخر الصبح
سوف أسرج ..
فرس الشهامة
فرس قيامتي
وأعود ؟ !

_______________
*عن أنوال الثقافي
زمان سنوات الرصاص
في المغرب

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *