فلنثرثر يا صديقي

خاص- ثقافات

*محمد مراد اباظة

في هذا الزمن يا صديقي
كثيراً ما يشعر واحدنا بالكلمات
مجرَّدَ ذبذباتٍ حمقاء تتلاشى في الفراغ
نفثاتٍ من غاز الفحم يزداد بها الهواء تلوّثاً
زفراتٍ مشحونةً بسخام الصدور
وخرقاً لامعنى له للصمت الجاثم في حيّز سهرة كئيبة
ثرثراتٍ بلا جدوى
لطخاتِ حبر لا جدوى منها
هذياناتٍ مكرورة ممجوجة مستهلَكة
تزيد من جراثيم الفضاء الإنساني
وتحقننا بمزيد من مصل الكآبة
مجرَّدَ وسيلة للفتك بالوقت
ومحاولة القفز فوق الأوجاع
غير قادرة على التأثير
حتى في بعوضة تشنُّ عليك سماجتها
في أمسية صيفية.
ألم يُوَلِّ زمان الكلمات
منذ، ربما، ما قبل عبقرية المستر الفرد نوبل؟
ومع ذلك نلوذ بها، دائماً، يا صديقي
لماذا؟.. لئلا نذوي رويداً رويداً
أو لئلا نجنّ
أو ننفجر
أو ننتحر
فهي عزاؤنا الوحيد والأخير
فلنثرثر إذاً يا صديقي
فلنثرثر وليكن ما يكون
فلنثرثر.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *