قصص قصيرة جداً

خاص- ثقافات

*  ميمون حِـــرش

اللعـبة

 

للحظة فقط تخيلت نفسي  فارساً مغواراً

واثقاً.. أواجــه الحيـــــاة..

“لا عبتها الشطرنج، والخيل ترادفت”

فرسي جموح، عِتقها يبينُ من أصواتها

أغـــــار بها   واتراً..

فتعلن التحدي، وأقرر الاقتحام..

تترصدني، وأخاتلها

نتماهى ونمثل دوراً ليس لنا..

هكذا من لعبة لأخـــرى..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحـوت

 

سألتني :

هل قرأت ” موبي ديك “؟

لم أجب..

لكني نظرت إلى الحيتان من حولنا..

ومن حولنا كان بحر، وكان الناس يغرقون..

ـــــــــــــــــــــــــــ

مُصور

يحمل برقة أمٍّ آلةَ كانون..

وبعينيْ صقر يرصد لقطته..

تشابهت الوجوه عليه..

وتعذرتِ الصورة زمناً..

خرج هو من جلده..

وترك تقنية الفوتوشوب

تُجمل  بقية  التشوهات..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 حلم..

أغمس يدي حتى الكوع..

أحس ببرد قارس، تثلجت جثتي

وماء النهر ، في داخلي، يقرصني ..

أنظر حولي ، أرتعد أكثر حين رأيتُ هاماتٍ قادمة نحوي..

أيديهم مبتورة،..

تتحرك بمقاس، تشير برؤوسها إلى الساحل..

ثم إليّ..

تقترب وأغوص …

لا النهر كان ،

ولا البحر سيكون..

فقط أحس الماء في أوصالي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

11

الحمل الثقيل

الطفل، فوق الظهر، لا يكف عن البكاء..

 أمه تنوء به، تناغيه، تحمله، وتسير به على أربع :
” نيني يا مومو

حتى إطيب عشانا

إلى ما طابْ عشَانَا

إِطيبْ عْــشَـــا جيــــرانا”،
الأب يرمق الابن وأمه، يحملهما معاً..

يخرج، ينتشر في الأرض باحثاً عمن يحمله..
في الخارج ، العالم كله كان محمولا..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لـيْــل

في ليل مدلهم ، تخرج تهيـــــــــــم..

في وضح النهار.. لا أحد يكترث لها..

يمرون بها ولا يرونها..

هي الآن تجرب حظها مع الظلام، لعل بدر ليلها يُقــمر

لكن صوتاً هاتفاً من السحر يناديها :

” ارجعي أدراجك سيدتي،

الليل والنهار ، في بلاد العرب، وجهان يبكيان..”

ــــــــــــــــــــــــــ

 نـايل سـات

صعد فوق سطح شقته، اتجه صوب صحن الدش،

 دار حوله دورتين،ثم مثل فــزاعة وقف مستقيماً مولياً رأسه نحو ” نايل سات”..

وفي غرفته تحت كانت الشاشة تعكس للعالم كـبته الـعـربي..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الميّــــت..

يتبع جنازة..

كان في مقدمة المشيعين، يردد معهم :

“لا إله إلا الله محمد رسول الله”

في المقبرة خلق آخر.. يلف المكانَ الهدوءُ، والسكـون..

الميْت  مسجـى محمول على الأكتاف .. يستعد أهله لإلحاده ..

يسبقهم، ويحشر نفسه في القبر..

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

لا يستويان

 

يملك أكثر من يــد..

يدق بها على كل الأبواب دفعة واحدة..

ولا يُفتح له إلا باب واحد… صاحبه مبتور اليديْن..

ــــــــــــــــــــــــ

أكباد مقروحة

 

سمع عن سوق بعيدة، يأتيــهـــا الناس من كل فج عميق، يتم فيها استبدال أكبادهم المريضة، بأخرى غير ذات قروح.

رحل إليها، وبعد مغامرات جلجامشية، يصلها، لكن متأخراً، لقد سبقه مرضى آخرون،ولم يتبقَ غير كبد واحدة مكتوب عليها :

“للنساء فقط”

استقر رأيه على استبدال كبده بها..

قالوا له  :  مستحيل. أنت رجل ..

وحين أصــر طلبوا منه شهادة حسن السيرة والسلوك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*قاص من المغرب

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *