خاص- ثقافات
*أحمد الحجام
و كأنّي سليلُ القِفارِ
و .. شِعَابِ القصَبْ
أبدًا لا تُسْعِفُنِي الأرْياحُ لِغَيْرِ الأنين
رُبّما أغْدُو يَوْمًا .. في حياةٍ أُخرى
صَنّاجَةَ الخُرْسَانِ .. و نَفِيرَ الغَضَبْ
رُبّما ـ مِنْ جُفُونِ المَدَى ـ نَوْرَسًا أُبْعَثُ
مُطْلِقًا زَقْوِيَ الآخِرِ
.. في وجْهِ الفنَاءِ
أتأبّطُ عاصِفةً ضدّ الأقْدارِ
أبذُرْها فوق أتْلام البَوَارِ
.. و بُحُورِ الخِيانهْ
عَلّ غِلَال السِّرّ تُطِلُّ
من جَماجِم الغَرْقَى .. و مِنْ ثُقْب الطُّوفانِ
تائهًا .. كنتُ أغزلُ أحلامَ الأشْقياءِ
من تحْتِ الجُسور المُهشّمة و بُؤسٍ الغُبارِ
كالمُغفّل لا .. لا أعْلَمُ أَنَّى يَحينُ المِيعَادُ
مُرْتقبًا خَلْفَ قُضْبَانِ الخَوْفِ
كيف تخْبُو طُبُول الغلّ في كَلْكَل الخِلانِ
علّني عن جُرْحِي أَكْشِطُ طمْيَ الهَوَانِ
.. و أُطهّر أوْجَاعِي بصبيبِ الجَسَارَهْ
رُبّما .. لأُقايٍضَ طَيْفًا يُرابطُ في العَلْياءِ
و أُعِيدَ الشجر المسلوب من غُربة السّعِيرِ
إلى جِلْدِ البساتين و نبْضِ التُّّراب
.. أستردُّ النّهارَ المَسْبِيّ
من سَارِقِ الشَّمْسِ و الرّيح .. و تمْرَ الظهيرهْ
أو أؤُوبُ صاغرًا إلى رُشْدِ العشيرهْ
أرْعَى قُطْعَانَ أوْهاَمِي ..
أوّاهُ .. كأنّي أهجعُ في أرضٍ .. لمْ تعُدْ أرْضًا
.. بلْ مَحْض انتظارِ
و كأنّي أسْألُ بالفَقْدِ مَوْجًا بلا شطآن
من قراصنةٍ أشْهَرُوا عَظْمَةَ الموت و سيف السُّعار
على صَارِيَاتِ السّفين الضّريرهْ
بالله .. بالشيطان ..كيْفَ . كيف نَنْجُو من حَدْبَةِ العَارِ
كيف تنْبُتُ الزّهْرةُ في الحَناجِر االشاعرهْ
كيف تخبّ الكلمات مزهوّة بسَنَابِكِ الخُسْرَانِ
و قدْ ضيّعَ الكفّ المبتورخُطُوطَ السّريرهْ
________
*شاعر مغربي