ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار

خاص- ثقافات
*عيد بنات

ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
وركضنا خلف قطعان أحلامنا
وكلما اقتربنا، تجفل منا، وتفر مذعورة، إلى حقول الليل
ماذا لو رأينا، سرب جنيات
يحملن طير الأسرار، على أكتافهن
وكلما اقتربنا، يَطْوِيّنَ، ورقه المكتوب، بحبر السراب
وَيُرْسِلْنَ، عاصفة النعاس نحونا
كي لا نرى، حروف الخوف
ولا نسمع، طنين النحل في الكلمات
لتفر أجسادنا بعيداً
الى كهوف الظلال
……

ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
وطرقنا على حجر الغموض، بدمعنا
قطرة، قطرة
كي نوقظ، البرق اليابس، في قلبه
ونجفل الرنين التائه، في المسامات
علّ الحروف البائدة
تقفز من مخابئها، وتعلمنا
ما أخفى الماء العنيد، في شقوق النقش
……..
ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
ثم نظرنا للأسفل
ورأينا السماء مهشمة
والكواكب منثورة
والأنهار معلقة من رقابها
والنجوم محطمة

والأرض جثة هامدة
ملقاة بين الحطام
…………..

ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
وحلقنا عنه،مثل الطيور
فوق أشجار العتمة
ورأينا الأسئلة البرية تقفز أمامنا، مثل جنادب الوقت
ووجدنا الجنة، خلف النهر
وقوماً مبصرين، يجرون الحقيقة على خيولهم
مثل قناديل محشورة  في زجاج الليل
ماذا لو رأينا أرضأ مضيئة
وظلال تتدلى فوقنا من عرائش الأسرار
ماذا لو وجدنا بيوتاً، معلقة بأجنحة الفراش
وممرات هشة ، مرصوفة بالأحجيات
وقرى تائهات في اللون
وإناث البنفسج تائهات في أرض الندى
يوزعن اللغة على الغيمات
الحكمة لتمطر علينا

عَلَّنا، نفهم، كيف يتكلم البحر
وكيف يلفط الموج، أول الكلمات
…………….
ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
وكانت الحرب، جالسة على الطريق
تبحث عن قابيل بين المارة
وتعطيه كل الرغبة، وكل الفتنة،
وكل نسرين النساء
ماذا لو رأينا الغراب
يأخذ الحرب بعيداً
ويهيل عليه أكوام التراب
……………
ماذا لو تَسَلَّقَنا الجدار
ولم نجد شيئاً هناك

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *