«تسوندوكو» وآثاره النفسية والمادية

*إيڤرات ليڤني/ ترجمة: محمد الضبع

الكثير من الكتب، والقليل من الوقت.. في عصر الوسائط المتعددة المجنونة، لطالما انتهى بنا الأمر ونحن نشتري العديد من الكتب التي لا نتمكن من قراءتها.. اللحظة تمر بطريقة تشبه هذه: تبدأ بتصفح مراجعة عن كتاب ما على الإنترنت، تشتري الكتاب من موقع “أمازون” بنقرة واحدة، تشتري كتابين آخرين وجدتهما في صفحة اقتراحات أمازون، تترك الكتب الثلاثة على الطاولة بجانب سريرك، بعد أسبوعين تعيد هذا الفعل من جديد، وتلوم نفسك على قتل الأشجار.

إنها كارثة شائعة لدرجة وجود كلمة تصفها في اللغة اليابانية، ومجموعة للدعم والمساندة على موقع قودريدز الشهير.. “تسوندوكو” تعني مخزونًا من الكتب لم يستخدم على الإطلاق.. شاهوكو إشيكاوا، محاضر في اللغة اليابانية في جامعة كورنيل، يشرح أن “تسوندي” تعني أن تخزّن الأشياء، و “أوكو” تعني أن تتركها لفترة.. وظهرت الكلمة في نهاية القرن التاسع عشر في اليابان.. ومع الوقت تحولت “أوكو” في “تسوندي أوكو” إلى “دوكو”، وتعني أن تقرأ، ولأن نطق “تسوندي دوكو” كان صعبًا وغريبًا على اللسان، تحولت النسخة الجديدة من الكلمة إلى “تسوندوكو”

في موقع تقييم الكتب “قودريدز”، تم النقاش حول الآثار المادية والنفسية لهذه العادة.. الكتب غير المقروءة تمثل أموالًا مهدرة، ونفقات تافهة وخيبات متزايدة.. يعترف محبو الكتب بالشعور بالذنب حين قيامهم بهذا الفعل، حتى أن بعضهم يقوم بإخفاء الكتب التي يشتريها من أفراد عائلته.

“أتفق معك في موضوع الشعور بالذنب.. إنني أعيش مع أخي، زوجته، وثلاثة أطفال، وعلي القيام بإخفاء كتبي الجديدة التي أجلبها إلى المنزل.. أليس هذا محزنًا؟ وغالبًا ما أفعل هذا لأنني لا أريد لأحد أن يقول لي: اشتريت المزيد من الكتب؟ أين ستضعها؟” أحد المشاركين في موقع قودريدز.

يكتب مشارك آخر: “الوقت الذي أشعر فيه بالذنب، هو عندما أوفر بعض المال على موقع Paypal، ثم أصرف كل مدخراتي على الكتب من موقع eBay”.

وجود الكتب الورقية بإمكانه أن يجعلنا نشعر بالسعادة أو بالألم أو حتى بالنوستالجيا والشوق لقراءتها.. كتب التلوين على سبيل المثال، مسؤولة بشكل كبير عن الارتفاع الأخير في مبيعات الكتب الورقية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا.. وكما تقول الكاتبة البريطانية جانيت وينترسون: “جمع الكتب هوس، وظيفة، مرض، إدمان، دهشة، سُخف، قدر.. إنها ليست هواية.. أولئك الذين يقومون بجمع الكتب، عليهم أن يفعلوا ذلك”.
____

*جريدة الرياض

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *