خاص- ثقافات
ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب يشهد جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر تواجد الروائي يحيى القيسي لتوقيع روايته ” الفردوس المحرم” والطبعة الثالثة من روايته السابقة ” أبناء السماء ” وذلك ما بين الساعة الخامسة والسابعة بتوقيت الأردن، من مساء الخميس المقبل 6 أكتوبر- تشرين الأول الجاري.
وكان قد أطلق الرواية في ندوة خاصة بمؤسسة عبد الحميد شومان قبل أشهر قريبة بمشاركة عدد من النقّاد المتميزين وحضور كبير.
ويرى القيسي أن معرض عمّان للكتاب يوفِّر فرصة ذهبية للتواصل المباشر ما بين الأديب وجمهوره من مختلف المشارب والتوجهات، بعيدا عن الندوات المتخصّصة التي يحضرها جمهور نوعي عادة، ويأمل الروائي – الذي أنجز من قبل روايتين ومجموعتين قصصيتين وكتابين في الحوارات والترجمة وعددا من الأفلام الوثائقية- أن يقرأ الجيل الجديد أعماله التي تنشغل بالماورائيات والبحث الجاد في الروحانيات والتصوف المبني على رحلة عميقة خاصة به يطمح بمشاركتها مع غيره خصوصا في ظل التخبّط الفكري والجهل الإعلامي والتعليمي الممنهج للشباب.
كتب ناشر الرواية على غلافها تعريفا بها جاء فيه : تحتفي “الفردوس المحرّم” بعوالم وشخصيّات تبدو للكثيرين قادمة من الخيال، لكنها كما يحاول الروائي أن يقدمها مغرقة في واقعيتها وتعيش بيننا دون أن نقوى على استيعابها، فالواقعية السحريّة ليست حكراً على أدب أميركا اللاتينية بل لها بعد عميق في التراث العربي القديم، وأيضا في تفاصيل حياتنا المعاصرة، وتحتاج فقط إلى من ينتبه إليها.
ربما تكون هذه الرواية بما فيها من غريب وعجيب مصدر قلق للقارىء والمؤلف معاً، فهي تسعى إلى زلزلة الطمأنينة التي تبدو راسخة في مجتمعاتنا تجاه العديد من القضايا، وتواجه التضليل الكبير الذي حدث للبشر، والأكاذيب التي يقتاتونها صباحاً ومساءً، وهي أيضاً من جهة أخرى تناقش رواية سبقتها وتحاول تصحيح مسارها، فشخصيات روايته السابقة “أبناء السماء” تطارد مؤلفها في هذا العمل الجديد وتتغلغل بشكل مفرط في ثنايا شخصيات “الفردوس المحرم”.
رواية “الفردوس المحرم” يمكن أن نقول عنها باختصار إنها تكشف الكثير من الأسرار، وتضيء الكثير من الأنوار، لاسيما في هذا الزمن المعتم!
يذكر أن القيسي من مواليد قرية “حرثا” شمال الأردن في العام 1963، وعمل في الإعلام الثقافي وفي الإدارة الثقافية صحفياً ومحرراً ومديراً في الأردن وتونس والإمارات منذ العام 1990 وأخر منصب تولاه العمل نائبا لمدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وهو مؤسس ورئيس تحرير موقع “ثقافات” العربي للفكر والإبداع والفنون، كما أنجز نحو 25 فيلماً وثائقياً تلفزياً بعنوان “سيرة مبدع” وأعدّ أفلاما أخرى، أما اصدارته الأدبية في القصة والرواية فهي: “أبناء السماء” – رواية – المؤسسة العربية للدراسات 2010، “باب الحيرة” – رواية – المؤسسة العربية للدراسات 2006، “رغبات مشروخة” – مجموعة قصصية- عمّان – 1996، “الولوج في الزمن الماء” – مجموعة قصصية – إربد 1990، “حمّى الكتابة” – حوارات أدبية – أمانة عمّان – 2008.
أقوال في الرواية:
( الروائية والناقدة السورية د. شهلا العجيلي – عمان نت )
لست هنا في صدد تقديم قراءة للرواية، ولن أحكي حكايتها، فحكايتها ليست تقليديّة، بل إنّ النصّ لا يولي أهميّة للفكرة الحكائيّة أصلاً، ولو فعلتُ ستجدونها باهتة! ما عليّ أن أوصله هنا هو أنّ يحيى القيسيّ قد قرّر مشروعه، وحدّد ثيماته المحبّبة، فهو من الذين اتخذوا خطّهم في الكتابة بعد الحفر في موضوع معرفيّ محدّد، موضوع الميتافيزيقيا، أو الغيبيّات، وتحويل الخطاب العرفانيّ إلى خطاب أدبيّ، عبر نصوصه الثلاثة: باب الحيرة، وأبناء السماء، والفردوس المحرّم.
( الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد – بتانة نيوز)
رواية الفردوس المحرم ليحي القيسي كتابة جديدة ورؤية طموحة وحافلة بالصور الفنية الخيالية والشخصيات السحرية والمسحورة أيضا التي تمنحك متعة كبيرة. حيث نجح الكاتب في تجسيد شخصياته كأنها حقيقة تراها بالفعل حتى وهو يذكر على لسان بعضها أسماء لشخصيات من روايته السابقة ليكسر الحاجز بين الوهم والحقيقة فهو لا يؤلف رواية لكنه يعيش عالمه الذي يصبح عالمنا نحن القراء. كم تحتاج هذه الرواية الممتعة إلى دراسات متأنية من قبل النقاد والمفكرين. وكما تغري بالقراءة والمتعة تغري بالدراسات العميقة.
( الناقد والقاص الأردني د. أمين عودة – جامعة آل البيت )
الرواية تحدّت صرامة المنطق العلمي والعقلي، وكسرت قوانينهما الصلبة الصارمة، تومئ، بل تصرح احياناً، إلى أننا نعيش في بحر من الأوهام المعرفية التي صنعناها بأنفسنا وعقولنا، وسجنا وعينا بين قضبانها، وصارت هي متكآتنا في تفسير الحياة والعلاقات الإنسانية فما بيننا وبين الأشياء من حولنا، وغاب عنّا الأصل النوارنيّ الأصيل الذي كتفته يد الحق تعالي، وغزلت خيوطه في شكل مادة مقيدة بالأبعاد المنظورة والأٌقيسة الحسية، وأوجدت منه الأكوان التي منها الإنسان، إذن، هي دعوة لولوج عالم الأنوار، وتحفيز لاختبار وعيٍ مختلف، يخلخل مسلّمات الوعي المؤتلف.
– ( الناقد والروائي السوري نبيل سليمان – الحياة )
وهكذا يختم القيسي مساهمته المميزة في الرواية السيرية والصوفية، وبخاصة في نشاط التخييل وفي التعبير اللغوي البديع .
( الناقد والشاعر الأردني د. حكمت النوايسة – ثقافات )
«الفردوس المحرّم»، رواية بمواضعات الرواية، وبحث بمواضعات البحث، وبين هذا وذلك واقعة جماليّة، تتكئ على قدرة سرديّة لدى يحيى القيسي، وقدرة بحثيّة أيضاً، وهذا وذاك، سينتجان نصّاً روائيّاً لا يأتي من أول قراءة، ولا من ثاني قراءة. إنّه سهل، وصعب.. سهل من حيث هو سرد ممتع، وصعب من حيث هو أسئلة، أسئلة في الشكل الروائي وإغراء السيرة الذاتية، وأسئلة من حيث المضمون/ الثيمة، ثيمة البحث التي ستقود إلى التشتت أكثر مما يتوقّع منها غواة البحث أنفسهم.