*خاص- ثقافات
ترجمة: عائشة موماد
من اختار جمعنا وديننا
رأى في جسدنا مائة روح صافية
من يشرب كأس غايتنا
يصبح ثملا فيحسب ليلنا نهارا.
لما كانت هذه اللؤلؤة بمعيتي، كنت ممتلئا بالفرح.
مضطربا كالموجة من عصف رياح وجودي،
هائجا كالرعد، أفشيت سر البحر.
وكغيمة عطشى، نمت على الشاطئ
متى يذل من رفعت؟
ومتى تسرّ الروح التي جعلتها حزينة؟
ستمنح السماء العليا مائة قبلة كل يوم،
لتلك الأرجل التي قيدتها.
لقد جاء النبأ: “وهو معكم أينما كنتم”.
من هذا الخبر، تدفقت الحرائق بالقلب.
لست سعيدا لأنك لا تعرف نفسك.
لو كنت تعرفها، ماذا يتبقى لك أن تعرف؟
لست يائسا وإن نسيتني
أو اتخذت بعدي خليلا آخر
سأحتمل حزني من أجلك ما حييت
هناك الكثير من الأمل في غياب الأمل.
هناك حيث يوجد العفو والرضا، ما أهمية السلم أو الحرب؟
وهناك حيث يوجد العكس، ما أهمية المسبحة أو العود؟
من يتقبله الله، ما أهمية أن يكون بيزنطيا أو أسود؟
كن مستسلما راضيا كي لا تلم بك التعاسة.
عندما عزلنا بعيدا عن تراب أعتابك
لبثنا دوما وسط الدموع والآهات
كالشمعة المنهارة بالدموع
وكالعود الذي يرنمنا بشكواه.
لا تلبس ثوب العشق، إن استطعت ذلك
وإذا ارتديته، لا تصرخ عند كل خطر
احترق في هذا الثوب، وابق صامتا
فبعد الصبر يأتي يوم الفرح.
كن وحيدا على طريق الشوق
كن رفيقا للألم
التوق للقاء ليس من شيم الرجال
يوم الفراق، تظهر الشجاعة
وضعت قلبي على طريق عبور التعاسة
لأجلك أطلقت أرجل القلب
اليوم، جاءتني الريح بعبيرك
ولأشكر الريح، وهبتها القلب.
كيف ترضى بابتسامة مزيفة؟
مثل الورود، ابتسم بلا تصنع
هنالك فرق بين العشق النابع من الروح
وما تنسجه من خيوط حول نفسك.
بفضل طيبتك، لم يبق مرض بالروح
لم يبق قليل أو كثير، من حزن أو ألم.
فيض مجدك ملأ العالم
لكي يصبح الجميع أمراء، ولا يبقى أي درويش
أنت يا من ظلك أفضل من ظل طوبى
أنت يا من ألمك ألطف من السلام الأبدي
قبل رؤية وجهك، كنت عبدا لعمق المعاني
أنت يا من صورتك ورسمك يساويان أكثر من آلاف المعاني.
______
*عن النسخة الفرنسية لايفا دوفيتري ميروفيتش