بدت في وشاح الحيرة مكابرة ، تحسست دمعة رفعتها لمصاف المظلومين وحين أطبق صوت الخداع على أنفاسها كانت تتماثل للوفاء منه ، شرعت في إعداد حقائب الذكرى . حين رأته يهمس لها خفية ، هو الذي لبس منـــذ زمن شغفه بالجميلات ، لحظة زواج والده ثانية . تملكتها رغبة التلصص عليه وقد تكررت مرات وقوفه معها .
حياة الموظفة الجديدة التي التحقت بمصلحة الشؤون الإدارية منــذ أيام كانت على يقين بنجاح غوايتها والفوز به كزوج .
ذات صباح وجدت زميلاتها يتهامسن ، تنحنحت رفيدة وقالت : متى تدعينا لخطوبتك عائشة ؟. أنيس خطب حياة أمس ؟ .
سلكت أحياء الصدمة ، وتشردت بين أزقة الضياع ، ماجت بها الأرض وارتدت وجوههن أقنعة لا تعرفها ، سارعت بطلب إجازة قصيرة . حين عودتها كانت تجلس بمحاذاة أفراحه ، والذهول ما زال يخرس حواسها .
انشغل أنيس بترويض عقده ، خاصة عندما اشترط على خطيبته الاستقالة من منصبها الجديد .
تفنن في هندسة غروره ، ما كاد يتحرر من عبودية عقده حتى وقع في عبودية محاولة التقرب من عائشة مرة أخرى.
كان رصيده لها سابقا الأوهام فقررت أن يكون رصيدها له الآن العذاب المضاعف …كان غروره يختزن ترددها وهي تلبي دعوته للكافيتريا المعهودة ، ارتدت كلماته الوهمية وهي تسأله : لماذا فعلت بي ما فعلت ؟
طال صمته …بادرت دون تردد : برغم ما فعلته لم أقاوم دعوتك ؟.
حين عودته للبيت انتبه لورقة معلقة على إحدى رفوف الخزانة ، وصور له مع عائشة مرمية هنا وهناك .
تسلقت الدهشة محياه ، وهو يجدها حملت حقائبها بما في ذلك ابنه الذي في بطنها …وقد ذيلت رسالتها بـ : تمتع بترف عقدك .
_____
*قاصّة جزائرية