لا شيء يضيء، إلا وجهك

*لانا المجالي 

 

بخمس شجراتِ غابٍ

يابِسة

في كفيّ اليُمنى

أعزِفُ كي يرقصوا؛

أولئك الذين سرقوا الموسيقى

وحولوا مجرى النَّهْر عن جسدي

جسدي النّاي

نهر العِنب

أولئك السُكارى

أعزف  كي يسمعني البحّار

البحّار الذي لا يَنام

يأخذ بثأري

 يوقظهم

حتّى أنام

____

الفِكْرة

أرميها

أُقلِّبُها

على وجوهِها الستّة

رؤية بعد رؤية

 والرؤى حيواتٌ قصيرة.

الفِكرة

 تُبعثِرُني

 تُقلِّبُني

على وجوهِيَ العَشرة

عاشِقة  بعد عاشِقة

والعشق

 زبد شَوْق.

هنا فوق طاولة الليل

والفجرُ رهاننا

حيث لا تفوزُ إحدانا

 ولا تمتهِنُ النّرد

يا للعتمةِ التي اقترفنا

لا شيء يضيء

إلا وجهك.

 

_______

هل رَسموني هُنا؛

كي أُزيِّنَ الجِدارَ في غُرفةِ المَعيشة؟

وتَسيل مِنّي ملامحي؛

ضاحِكة

عابِسة

غاضِبة

مُسْتَبْشِرة

حَزينة

عاشِقة

ملامحي الغَجريّة الحارّة

في الغرفةِ الباردة

في مِنفضة السّجائر فوق الطاولة

عَلى قماش السّتائر

في ثَقْبِ الباب

ملامحي الملوّنة بالباستيل

فَوْق الأريكة البيضاء؛

التي لَم تمدّ كفّها لنبوءات العرّافات

لَم تُلقِ بفُتات الخبز للعصافير من الشّبابيك

لَمْ تَفتح أزرار قمصانها العلويّة للنّدى

لَمْ يَنْحَل خَصرها مِن الرّقص

في الليالي التي اكتمل فيها القمر

لَمْ تَشْهَق لرؤيتك

لَمْ تَعشقك

الأريكة البيضاء الحياديّة؛

تلكَ التي لَمْ تتوقف عَن طلاء أظافر قدميها

بالأحْمَر

عِندما أعلنوا موتي في نشرةِ أخبار الثامنة.

  هل رَسموني هنا؛

على الجدار

 في غرفة المعيشة

      كي أنتحِب بكاءً

 عَلى مَوتي؟

_______

 

السَّنة تُحتَضَر؛

تخلَعُ إصبَعَها قَبل الأخير،

وتنسى الخاتَم مُعلّقاً في هواءِ

( الرزنامة)؛

( الرُزنامة) المُمزّقة.

الهَواء الثَّقيل.

الخاتَم الفضيّ.

الخَرَزة السَّوْداء،

وخُرزَة في منتصفِ ظهرِي،

يَكْسرُها

.. غيابكَ.

_______

الكَلام؛

الكَلام النّيء

عَن مواعيد إقلاع الطائرات

إلى  المَنافي

وهبوط البالونات الملوّنة

منْ  دواوين الشّعراء

عَنْ  آلام المفاصل بعد الأربعين

وقطع حبل السُّرَّة عند الولادة

عن النِّسْوَةِ اللَّاتِي خَبْأن أصابعهن

في مِتحفِ الشّمْع

والرجال الذين رفعوها  للنّصر في

 كُتبِ التّاريخ

الكَلام؛

الذي قُلناهُ

دون شهيّة

تركناهُ يَبْرُد فَوْقَ الطاولة

 وخرجنا جَوْعَى

إلى

ما لم نَقُله.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *