هل تخيلت أن تستيقظ يوماً فتجد نفسك على درجة من الشهرة تسمح لك بأن تكتب عن تاريخك وتقدم النصائح والإرشادات وتتهافت عليك دور النشر لتكسب ودك؟ هذا بالضبط ما حدث مع “آمي مورين” في عام ٢٠١٣ بعد أن كتبت مقالاً كانت تعتقد أنه كغيره من المقالات، يمكن أن ينال بعض الإعجاب لدقائق أو ساعات ومن ثم يختفي من الذاكرة وكأن شيئاً لم يكن.
«الأشياء الثلاثة عشر التي لا يقوم بها أصحاب العقول القوية» كان ذلك هو عنوان المقال الذي نال تلك الشهرة واطلع عليه ما يقارب الثلاثين مليون قارئ حتى إن تلك القائمة أعيد نشرها مراراً وتكرارا بأكثر من صياغة والكل يحاول التحسين ليضيف إلى الجميل بعضاً من الجمال الذي يراه هو.
تلك المرأة عندما تتحدث عن نفسها تقول إنها كانت تحاول أن تحصل على دخل إضافي ولو بسيطا من الكتابة بعد وفاة زوجها لكنها فعلياً كانت تحب ما تكتب وتستمتع بما تفعل، صحيح أنها لم تكن كاتبة محترفة تجيد تلوين وصياغة الأفكار لكن ذلك كله لم يكن مهماً لأنها امتلكت رؤية واضحة اختلطت بالكثير من الحب للعمل الذي تقوم به.
إلى هنا قد يبدو الموضوع جميلاً ويمكن سرده كحادثة جميلة جلبتها الصدفة والحظ المختلط بجهد إنسان أتقن ما يفعل لأنه يحترم المتلقي ويقدر قيمة رسالته في هذه الحياة، والسؤال الذي ربما يتبادر إلى ذهنك الآن هو ماذا بعد؟ هل يكفي الحظ وحده ليصنع لك بريقاً مستداماً تعيش معه دون أن تنطفئ عندما يبتسم لك الحظ بين عشية وضحاها وتصبح على قدر كبير من المسؤولية فأنت حينها تكون محاسبا في الحفاظ على ما وصلت إليه؟
تعاملت “آمي” باحترافية كبيرة مع الحدث وأثبتت أن الجهد المبذول فعلاً يستحق هذا المردود الإيجابي إلا أنها تحكي أيضاً بعض الطرائف التي حدثت معها، عندما بدأت وسائل الإعلام تطلب صورا لها لم تجد سوى صورة لها بأحد الأعراس فقامت بتعديلها وإرسالها بسبب العجلة.
بعد تلك الحادثة فكرت جيداً كيف يمكن أن تبقي هذا الوهج والبريق الذي حصلت عليه وتستمر قنوات التواصل مع القراء دون أن تنقطع، لم يدم التفكير طويلاً؛ لأن وجود الكثير من دور النشر والقنوات الإعلامية كانت تحاول جاهدة ليكون لها نصيب من ذلك البريق، تواصلت مع المؤثرين الذين أعادوا نشر مقالها وبدأت بالفعل تتحدث بشكل منظم في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ذلك تم العمل على نشر كتاب وفعلاً خرج ذلك الكتاب للنور خلال أقل من عام تقريباً، ما حدث بعد ذلك من شهرة غير مسبوقة يمكن أن تتوقعوها ويمكن من خلال بعض البحث على الشبكة العنكبوتية أن تجدوا لها الكثير من المحاضرات والمقابلات بل وحتى الاستشارات.
حين تسأل تلك السيدة عن نجاحها قد تفاجئك أيضاً بالقول إنها رفضت الكثير من الفرص الجيدة لأنها لا تسير مع النهج الذي رسمته لنفسها، هي مؤمنة برسالة فعلاً واستطاعت كما تقول بنفسها أن تحول مقالا قيمته بضعة دولارات إلى تجربة مليونية ناجحة، وهنا نقول إنك لا تعلم متى يمكن أن تأتيك الفرص، ولكن عليك دائماً أن تكون جاهزا وأن تقدم أجمل ما لديك حتى تستقبل الفرص عندما تطرق بابك وأنت على طريق النجاح.
______
*الرياض