حكايات أنثوية عن الحب والحياة والموت والخيانة

الجزائر – تقدم الكاتبة الجزائرية كريمة عيطوش (34 عاما) مجموعتها القصصية الأولى “الوجه الثالث للموناليزا” محملة بالحب، وبالحياة، وبالموت وبالخيانة، وكأنها تريد أن تلخص موقفها من الحياة كلها أو تشرحها.

وتتكون المجموعة من 8 قصص هي “الدقيقة الأولى بعد الموت”، و”الوجه الثالث للموناليزا”، و”صوت الصمت”، “وخدعة الأزهار”، و”الكفن الأزرق”، و”صانع الفراغ”، و”رسالة على شاهد”، و”رحل ولم يقل شيئا”.

 وتتطرق المجموعة الجديدة، الصادرة عن دار ميم بالجزائر، إلى قضايا إنسانية واجتماعية عديدة، على رأسها وضع المرأة في مجتمع ذكوري.

 تتبع عيطوش في مجموعتها، والواقعة في 176 صفحة من القطع المتوسط، خطى شخوص قصصها، والصوت الغالب للإناث إما محكيات وإما حاكيات ما جعلها مجموعة أنثوية بامتياز. ويأتي عنوان القصة الأولى موسوما بـ”الدقيقة الأولى بعد الموت”، وهو يحيل على معنى معاكس، هذه القصة تثمن الحياة عبر بطلتها نورة التي تقبع بمستشفى منتظرة المرور إلى مصيرها وفي سرها تريد الحياة.

وتبدو لغة قصة “الوجه الثالث للموناليزا”، القصة العنوان للمجموعة، أعلى من لغة بعض القصص، والسبب يبدو معقولا إذا عرفنا أن الكاتبة قد اشتغلت على المجموعة في أوقات متقطعة فبعضها يعود إلى سنوات سابقة كما أشير في ختامها.

وتضع كريمة عيطوش القارئ بين عالمين أحدهما صامت والآخر قلق في قصة “صوت الصمت” التي تتحدث فيها حمامة وتتداخل فيها العوالم في داخل البطلة الراوية التي تحمل عالمها داخلها. وفي قصة “خدعة الأزهار” تتبع الكاتبة مسار الحب، حيث تبدأ الحكاية في مكتبة وتعود إليها بعد رحلة معرفية بين العاشقين اللذين يتكتمان عن حبهما بينما يدركه القارئ بسهولة. أما في نص “الكفن الأزرق” وهو الأطول نسبيا فقد شرحت الكاتبة مأساة الشباب الذين هاجروا بطرقة غير شرعية (حرقة) وقضوا في البحر، ورغم أن منسوب المأساة كان عاليا إلا أن رصد التفاصيل قلص من وقعها.

_88308_monasld

وتبلغ القسوة ذروتها في قصة “صانع الفراغ” حيث يصبح الانتقام الذي يلي الخضوع شيطانيا، فالزوجة الخاضعة تهدي زوجها عذابات مجتمعة في جرعة واحدة، لتصبح صانعة خراب إلى جانبه.

وفي قصتي “رسالة على شاهد” و”رحل ولم يقل شيئا” تقترب القاصة أكثر من أجواء الراحلين، فتقدم صورة الفقيد الحبيب والأم، وترسم تفاصيل ما بعد الرحيل لدى المحبين مراهنة عليها دون الحزن. أغلب القصص تصدرت بعتبات لكتاب وشعراء كبار ما يبدو بمثابة دعم لرؤاها أو استئناس برؤى هؤلاء الكتاب، وهو ما يسمح للقارئ أن يتلمس نوع القراءات المختلفة للكاتبة.

وتشترك بعض قصص المجموعة الصادرة في الاحتمالات التي تصدم أفق المتلقي في كل مرة، وقد تقصدت الكاتبة أن تضع مسارات القصص في وجهات مختلفة لتوقع القارئ.

وفي كل قصة من قصص المجموعة الثماني هناك مساحة كبيرة للوصف الذي يكاد يقترب من الريبورتاج الصحافي أحيانا، إذ ترصد القاصة زوايا وحركات الشوارع والمقاهي والسكان وتصفها بإسهاب.

حاولت القاصة أن تكون مختلفة في باكورتها القصصية، لكن النفس السردي كان كثيفا، فجاءت نصوصها كبيرة مقارنة بالقصة العربية المعتادة، وهو ما يدلل على أفق سردي قادم للكاتبة.

_____
*العرب

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *