حارسُ المقبرة

خاص- ثقافات

*حازم شحادة

بينما راحت أنجلينا تداعبُ بغنجٍ مناطقي الاستراتيجية وأنا مستلقٍ على فراشها رحتُ أتأملُ شاهدة القبرِ المجاورِ لنا وأقرأ ما كانَ مكتوباً..
ـ هنا يرقدُ المغفورُ له بإذنِ الله الفنان براد بيت.
ـ لا تزعل يا صديقي براد ولا تعتبر الأمرَ شخصياً لكن على ما يبدو هذه الأنجلينا لا تفتقدك كثيراً.
صدّقني هي من استدرجتني إلى غرفة نومكما وعندما سألتها عن سببِ وجودِ قبركَ قربَ سريرها بالتحديد طلبت مني ألا أهتمَ بذلك كثيراً.
اللعنة..
كيف لن أهتم وصورتكَ الكئيبة على الرخامِ تحدّقُ فينا؟
في البداية خجلتُ منكَ لكنها أصرَّت أن تلعقَ قضيبي أمامك.
سامحني أرجوك.
رويدأً رويدأً بدأت حماستها تزدادُ وراحت هذه الفنانة المحترمة تُطورُ من أساليبها في مداعبتي لكن عندما أصبح الوضعُ في مرحلة الغليان استيقظتُ منتشياً.
وسطَ ظلمةٍ لا يكسرها سوى وميضٌ خفيفٌ قادمٌ من نافذة الغرفة وجدتُ نفسي على سريرٍ آخر.
إنه سريري أنا، والمرأة التي بجانبي لم تكن أنجلينا جولي بل صديقتي دلال.
على ما يبدو أيقظها صراخي أو انفعالي وقالت بدلال:
– أكنتَ تحلمُ بي يا حبيبي؟
أجبتُ وأنا بالكادِ أدركُ ما حولي:
ـ  بالطبعِ عزيزتي أنجلينا..
وما هي إلا ثوانٍ معدودات حتى ذهبت السكرةُ وأتت الفكرة.
أضاءت صاحبتي المصباح وبحلقت بي كمن مسّها الشيطان وبعد دقيقةٍ مرعبةٍ من الصمت المجنون سألت باستنكار:
-ـ أنجلينا ؟
بدأ عقلي يعمل بسرعةٍ قصوى لإيجادِ مخرجٍ من هذا الكابوسِ الحقيقي الذي تلا حلماً جميلاً..
قلتُ بتوترٍ..
ـ أنجلينا اسمٌ يعني الملاك الطاهر باللغة الانكليزية ولم أجد ما أصفكِ به (يا حبّي الأوحد لا تبكي) إلاه.
أنتِ ملاكي الطاهر يا دلال وقد قررتُ منذ اليوم بعد أن حلمتُ بكِ حلماً خرافياً أن أناديكِ به.
كلبوةٍ مسجونةٍ في قفصٍ راحت تذرعُ الغرفة جيئة وذهاباً بينما كنتُ أصلي لله أن تنطلي عليها القصة السخيفة عن الملاكِ الطاهر.
صدقَ من قال:
ـ  لا تضاجع أنجلينا بين القبورِ في الأحلام كي لا تستيقظ على استجواباتٍ موحشة.
فجأة..
أطفأت دلال الضوءَ و اقتربت مني حتى لامسَ جسدها جسدي وطلبت أن أكون صادقاً وأروي لها تفاصيل الحلم كي تغفر لي.
ـ الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة.
عندما فرغتُ من روايةِ الحلمِ على مسمعيها بالتفصيل المملِ اعترتها رغبة عنيفةٌ لفعلِ ما كانت تفعلهُ لي الرفيقة أنجلينا في المنام.
رويدأً رويدأً بدأت حماستها تزدادُ وراحت هذه الصديقة المحترمة تُطورُ من أساليبها في مداعبتي لكن عندما أصبح الوضعُ في مرحلة الغليان استيقظتُ منتشياً.
وسطَ ظلمةٍ حالكةٍ كنتُ وحدي على سريرٍ في غرفة نائية قربَ مقبرةِ القريةِ حيث أعملُ كحارسٍ هنا منذ عدةِ سنين.
نهضتُ بمعجزةٍ ثمَّ صنعتُ لنفسي فنجاناً من القهوةِ شربته مع سيجارةٍ لذيذةٍ تحتَ شجرة الحورِ المجاورة لغرفتي.
عمتم مساءً أيّها الراقدونَ تحتَ الترابِ.
سأروي لكم ما جرى معي في عالمِ الأحلام عَلَّنا نسلوا قليلاً في هذا العالمِ الموحشِ والحقير.
بينما راحت أنجلينا….

___________

*شاعر وكاتب قصة قصيرة من سوريا

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *