أوشي‭ ‬ندوكا‬.. وراء‭ ‬القصيدة‭ ‬

*تحسين الخطيب

يُعدّ‭ ‬الشاعر‭ ‬النيجيريّ‭ ‬أوشي‭ ‬ندوكا ‬‭(‬Uche‭ ‬Nduka‭)‬،‭ ‬المولود‭ ‬سنة1963،‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬المدونة‭ ‬الشعرية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭. ‬فاز‭ ‬ديوانه‭ ‬‮«‬الجلاء‭ ‬والعتمة”‭ ‬‭(‬1997‭)‬‭ ‬بجائزة‭ ‬الشعر‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتاب‭ ‬النيجيريّين‭. ‬حصل‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬اللغة‭ ‬الإنكليزية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1985‭. ‬غادر‭ ‬نيجيريا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1994‭ ‬إلى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬حين‭ ‬فاز‭ ‬بمنحة‭ ‬الفنون‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬معهد‭ ‬غوته،‭ ‬ومنحة‭ ‬هاينريش‭ ‬بول‭. ‬قام‭ ‬بتدريس‭ ‬الأدب‭ ‬الأفريقي‭ ‬المعاصر‭ ‬والكتابة‭ ‬الإبداعية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بريمن‭ ‬الألمانية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1995‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2007‭. ‬عاش‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬وهولندا‭ ‬لاثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهاجر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬عائلته‭ ‬ووالده‭. ‬من‭ ‬أعماله‭ ‬الشعريّة‭ ‬‮«‬طفل‭ ‬الزهرة”‭ ‬‭(‬1998‭)‬،‭ ‬و”فعل‭ ‬ثان”‭ ‬‭(‬1994‭)‬،‭ ‬و”قصائد‭ ‬بريمن”‭ ‬‭(‬1995‭)‬،‭ ‬و”لو‭ ‬الليل‭ ‬وحده”‭ ‬‭(‬2002‭)‬،‭ ‬و”حقل‭ ‬القلب”‭ ‬‭(‬2005‭)‬،‭ ‬و”ثعبان‭ ‬ماء‭ ‬على‭ ‬شعبة‭ ‬مرجانيّة”‭ ‬‭(‬2007‭)‬،‭ ‬و”قصّاصو‭ ‬الأثر”‭ ‬‭(‬2010‭)‬،‭ ‬و”إيجيلي”‭ ‬‭(‬2012‭)‬،‭ ‬‭[‬والعنوان‭ ‬يشير،‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬الإغبو،‭ ‬إلى‭ ‬الرقصات‭ ‬التنكريّة‭ ‬التقليديّة‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬السعي‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬الروحاني‭ ‬والمادي‭]‬،‭ ‬و”التاسعة‭ ‬شرقًا”‭ ‬‭(‬2013‭)‬‭. ‬هو‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتاب‭ ‬النيجيريّين‭ ‬وفي‭ ‬رابطة‭ ‬القلم‭ ‬الأميركية‭. ‬يقيم‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬مع‭ ‬شريكته‭ ‬الفنانة‭ ‬والمصورة‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬فيونا‭ ‬غاردنر‭ ‬وابنتيهما‭ ‬سولا‭.‬

بين‭ ‬لسانين

‭‬ولدت‭ ‬ثنائيّ‭ ‬اللغة،‭ ‬محاطًا‭ ‬بلغتين‭ ‬مختلفتين؛‭ ‬الإنكليزية‭ ‬والإغبو‭. ‬كيف‭ ‬أثّر‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬اللسان‭ ‬المزدوج”،‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬الصوت‭ ‬ثنائيّ‭ ‬البعد‭ ‬‭-‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لي‭ ‬القول‭-‬‭ ‬في‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬تكتبها؟

ندوكا‭:‬ عتقد‭ ‬بأنّ‭ ‬ثراء‭ ‬مدونتين‭ ‬لغويتين‭ ‬وثقافتيهما‭ ‬يتسرب‭ ‬إلى‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬أكتبها‭ ‬عبر‭ ‬الثيمات‭ ‬والأساليب‭ ‬والنحو‭ ‬والموسقة‭. ‬إنني‭ ‬أواظب‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬تجاربي‭ ‬وتوشيتها،‭ ‬جيئة‭ ‬وذهابًا،‭ ‬بين‭ ‬الإغبو‭ ‬والإنكليزية‭. ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬التجارب‭ ‬الألفية‭ ‬لآداب‭ ‬كلا‭ ‬الثقافتين‭ ‬تضيف‭ ‬إلى‭ ‬احتماليّات‭ ‬صنعتي‭ ‬كشاعر‭ ‬وكاتب‭ ‬معاصر‭. ‬تفرض‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬أكتبها،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬أسئلة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أجوبة‭. ‬لديّ‭ ‬فسحة‭ ‬كثيرة‭ ‬لأعمّر‭ ‬بنى‭ ‬جديدة‭ ‬لقصائدي‭ ‬بسبب‭ ‬كوني‭ ‬مزدوج‭ ‬اللسان‭. ‬ومثلما‭ ‬تعرف‭ ‬أنت،‭ ‬فإن‭ ‬اللغة‭ ‬هي‭ ‬الوسيلة‭ ‬الرئيسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشاعر؛‭ ‬وإنّ‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يسلكها‭ ‬كل‭ ‬شاعر‭ ‬في‭ ‬استخدامها‭ ‬ليست‭ ‬ثابتة‭ ‬أو‭ ‬شكلانيّة‭ ‬تخضع‭ ‬لقواعد‭ ‬معيّنة‭. ‬تغمرني‭ ‬المسرّة‭ ‬حين‭ ‬أخلخل‭ ‬أيّ‭ ‬لغة‭ ‬أستخدمها‭ ‬في‭ ‬الكتابة،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الكلام‭. ‬إنّ‭ ‬الشعر،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين،‭ ‬تاريخ‭ ‬معتم‭ ‬للمحيط‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭. ‬وتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬تمنحني‭ ‬الثقة‭ ‬للتجريب‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والموضوع‭.‬

شرنقة‭ ‬التاريخ

‭‬أوليست‭ ‬الترجمة‭ ‬والتوشية‭ ‬المتواصلتين‭ ‬بين‭ ‬اللغتين‭ ‬إلّا‭ ‬ذلك‭ ‬التحوّل‭ ‬العميق‭ ‬لـ”تطهير”‭ ‬محيط‭ ‬القصيدة،‭ ‬أو‭ ‬إطارها،‭ ‬من‭ ‬‮«‬تاريخه‭ ‬المعتم”؟‭ ‬انتهاك‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬اللغة‭ ‬نفسها؟

ندوكا‭:‬ إنها‭ ‬أشبه‭ ‬بأنْ‭ ‬تشيّد‭ ‬القصائد‭ ‬معابدها‭ ‬داخل‭ ‬اللغة‭ ‬ثم‭ ‬تهدّمها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متواصل‭. ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬بأنّ‭ ‬الذاكرة‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تطرد‭ ‬من‭ ‬اللغة‭. ‬أعتقد‭ ‬بأننا،‭ ‬ككائنات‭ ‬بشرية،‭ ‬أوعية‭ ‬للغة‭ ‬والذاكرة‭ ‬والأحلام‭ ‬والرؤى‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬أحاول،‭ ‬في‭ ‬ممارستي‭ ‬الشعرية،‭ ‬تطهير‭ ‬أيّ‭ ‬شيء‭. ‬إنني،‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬أزاول‭ ‬الشعر‭ ‬غير‭ ‬الطاهر‭ ‬النقي‭ ‬الصافي‭. ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬النقاء‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬فاشيات‭ ‬أستاطيقيّة‭ ‬وسياسية‭. ‬صار‭ ‬‮«‬الانتهاك”،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬مقدّسًا‭ ‬في‭ ‬الفنّ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أعمى،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬باتت‭ ‬تصيبني‭ ‬بالضجر‭. ‬أفضّل‭ ‬السلاسة‭ ‬في‭ ‬تأليف‭ ‬القصائد‭. ‬ألتذ‭ ‬بالجيشان‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬حين‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬القصيدة‭. ‬لم‭ ‬أعُد‭ ‬أرى‭ ‬تورّطي‭ ‬في‭ ‬لغتين‭ ‬عائقًا‭. ‬لا‭ ‬تغويني‭ ‬التوقعات‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الشعر‭. ‬إنني‭ ‬مهتم‭ ‬بتجاوز‭ ‬الأُطر‭ ‬والأنساق‭ ‬والأمم‭ ‬والأيديولوجيّات‭. ‬فحين‭ ‬أكتب‭ ‬القصيدة،‭ ‬أتبع‭ ‬حدسي‭. ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬القصيدة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حيًّا‭ ‬يتنفّس؛‭ ‬تاريخًا‭ ‬يمور‭ ‬ويجيش؛‭ ‬ليس‭ ‬مُطهّرًا‭ ‬أو‭ ‬محبوسًا‭ ‬في‭ ‬شرنقة‭.‬
_14699647047

الشعر‭ ‬المدنس

‬كأنّك‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬بابلو‭ ‬نيرودا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬شعرٍ‭ ‬مُدنّس‭/‬‭ ‬غير‭ ‬طاهر‭ ‬كالثياب‭ ‬التي‭ ‬نرتديها،‭ ‬أو‭ ‬أجسادنا،‭ ‬وهي‭ ‬مبقّعةً‭ ‬بالحساء،‭ ‬متّسخة‭ ‬بسلوكنا‭ ‬الفاضح،‭ ‬بتجاعيدنا‭ ‬ويقظاتنا‭ ‬الساهرة‭ ‬وأحلامنا،‭ ‬بملحوظاتنا‭ ‬ونبوءاتنا،‭ ‬بتصريحاتنا‭ ‬عن‭ ‬الكراهية‭ ‬والحبّ،‭ ‬بالأناشيد‭ ‬الرعويّة‭ ‬والوحوش،‭ ‬بانشداهات‭ ‬اللقاء،‭ ‬بالولاءات‭ ‬السياسية،‭ ‬بالنّكران‭ ‬والشكوك”‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬مالارمي‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬‮«‬الصافي‭/‬‭ ‬النقيّ”؟

ندوكا‭:‬ نعم‭. ‬تناسب‭ ‬مزاجي‭ ‬أفكار‭ ‬نيرودا‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬المدنّس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬مالارميه‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬الصافي‭. ‬الشعر‭ ‬المدنّس‭ ‬رحب‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬للسماح‭ ‬بكل‭ ‬تناقضاتي‭: ‬الهدوء‭ ‬والصخب،‭ ‬السكينة‭ ‬والتنافر،‭ ‬الروحانيّة‭ ‬والشهوانيّة،‭ ‬الإيمان‭ ‬والشكّ،‭ ‬الحب‭ ‬والغضب،‭ ‬النظام‭ ‬والفوضى،‭ ‬العزلة‭ ‬والجماعة،‭ ‬المنفى‭ ‬والوطن‭. ‬يبدو‭ ‬الشعر‭ ‬‮«‬الصافي”‭ ‬نخبويّا‭ ‬جدًا؛‭ ‬إنّه‭ ‬يشيع‭ ‬جوًّا‭ ‬من‭ ‬اللامبالاة‭. ‬لا‭ ‬أكترث‭ ‬بأدب‭ ‬القفّازات‭. ‬يغريني‭ ‬الشعر‭ ‬الغريزي‭ ‬أكثر‭. ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬أزيل‭ ‬الأفكار‭ ‬التجريديّة‭ ‬من‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬أكتبها‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬القصائد‭ ‬تحتاجها‭. ‬أتبع‭ ‬القصيدة‭ ‬إلى‭ ‬أيّ‭ ‬مكان‭ ‬تأخذني‭ ‬إليه‭. ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬المرء،‭ ‬في‭ ‬إخلاصه‭ ‬للقصيدة،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستعدًا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬يخفق”‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أسمح‭ ‬للسياسيّ‭ ‬وغير‭ ‬السياسيّ‭ ‬أن‭ ‬يرقصا‭ ‬الفالس‭ ‬داخل‭ ‬قصائدي‭. ‬وأفسح‭ ‬المجال‭ ‬للحسيّ‭/‬الإيروتيكي‭ ‬والصوفيّ‭ ‬أيضًا‭.‬

أناشيد‭ ‬السوريالي

‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬قصائدك‭ ‬متجذّر‭ ‬في‭ ‬السّوريالي‭ ‬عميقًا،‭ ‬حتى‭ ‬السياسي‭ ‬أيضًا‭.. ‬كأنّ‭ ‬الكلمات‭ ‬‮«‬عصافير‭ ‬تطير‭ ‬داخل‭ ‬صفحة‭ ‬مليئة‭ ‬بالنّبال”؟

ندوكا‭:‬ أتفق‭ ‬معك‭. ‬فالسورياليّ‭ ‬حيث‭ ‬يشرب‭ ‬الواقعيّ‭ ‬منه‭. ‬السوريالي‭ ‬منعش‭ ‬شعريًّا‭. ‬ولكنّ‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بأنني‭ ‬أتقصّد‭ ‬فرض‭ ‬تأثيرات‭ ‬سورياليّة‭ ‬على‭ ‬كتاباتي؛‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سورياليّ‭. ‬الرؤية،‭ ‬الجسد،‭ ‬الكلمة،‭ ‬الفكر،‭ ‬النشيد،‭ ‬إنها‭ ‬تتجسد‭ ‬سورياليًّا‭ ‬في‭ ‬كتابتي‭ ‬وحياتي‭. ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أشعر‭ ‬بالسياسيّ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬شديد‭ ‬حتى‭ ‬يتجسد‭ ‬بطرائق‭ ‬سوريالية‭ ‬في‭ ‬قصائدي‭ ‬ونثري‭.‬

الاحتفاء‭ ‬بالجسد

‭ ‬يُحتفى‭ ‬بالحسيّ‭/‬الإيروتيكي‭ ‬في‭ ‬قصائدك‭ ‬بوصفه‭ ‬استعارة،‭ ‬وليس‭ ‬الجسد،‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬كشف‭ ‬أسراره‭ ‬وحجبها،‭ ‬إلّا‭ ‬‮«‬تناصًّا”‭ ‬باذخًا‭ ‬يتحوّل‭ ‬ويشرق؟

ندوكا‭:‬ الإيروتيكيّ‭ ‬مبثوث،‭ ‬واقعيًّا،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أكتبه‭. ‬إنّ‭ ‬الإيروتيكيّ،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ،‭ ‬فيزيقيّ‭ ‬وصوفيّ‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬يساعد‭ ‬الإيروتيكيّ‭ ‬أرواحنا‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭. ‬أشعر،‭ ‬شخصيًّا،‭ ‬بأنّ‭ ‬حياتي‭ ‬اليومية‭ ‬تصبح‭ ‬متعاظمة‭ ‬ومشحونة‭ ‬بطاقة‭ ‬إيجابيّة‭ ‬حين‭ ‬ألج‭ ‬مدار‭ ‬الإيروتيكيّ‭. ‬عناق‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة؛‭ ‬تبادل‭ ‬الطاقة‭ ‬والهواء‭ ‬مع‭ ‬الأشجار؛‭ ‬الاشتباك‭ ‬العميق‭ ‬مع‭ ‬التصاوير‭ ‬والمنحوتات‭ ‬والموسيقى‭ ‬والأفلام،‭ ‬يتشكل‭ ‬الإيروتيكيّ‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬مجتمعة‭. ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المرء‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬أسرار‭ ‬الجنس‭ ‬ومطارحة‭ ‬الغرام،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فالمطارحة‭ ‬تجريبيّة‭ ‬وأسطوريّة‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬إنّ‭ ‬فعل‭ ‬الحُبّ‭ ‬يضيء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قصائدي‭. ‬ثمة‭ ‬قصائد‭ ‬حب‭ ‬وقصائد‭ ‬إيروتيكيّة‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬دواويني،‭ ‬كـ”قصائد‭ ‬بريمن”،‭ ‬و”حقل‭ ‬القلب”،‭ ‬و”ثعبان‭ ‬ماء‭ ‬على‭ ‬شعبة‭ ‬مرجانيّة”،‭ ‬و”قصّاصو‭ ‬الأثر”،‭ ‬و”إيجيلي”،‭ ‬و”التاسعة‭ ‬شرقًا”‭. ‬نعم،‭ ‬إنّني‭ ‬أحتفي‭ ‬بالجسد‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬النشوة‭ ‬الحسيّة‭ ‬التي‭ ‬تنتابه‭. ‬الجسد‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬الكلمات؛‭ ‬الكلمات‭ ‬تنزلق‭ ‬في‭ ‬الجسد؛‭ ‬الجسد‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬آخر‭. ‬يجرى‭ ‬التحوّل،‭ ‬يدًا‭ ‬بيد،‭ ‬وساقًا‭ ‬بساق‭.‬

المخيّلة‭ ‬الشعريّة

‭ ‬دفعتني‭ ‬أفكارك‭ ‬حول‭ ‬الإيروتيكيّ‭ ‬والسوريالي‭ ‬والغريزي‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬فيما‭ ‬قاله‭ ‬لوركا،‭ ‬في‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬كلّ‭ ‬الأشياء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُقاوَم”،‭ ‬حول‭ ‬المخيّلة‭ ‬الشعريّة‭ ‬وكيف‭ ‬أنّها‭ ‬‮«‬مرادفة‭ ‬للاكتشاف”—‭ ‬‮«‬أن‭ ‬نتخيّل‭: ‬أن‭ ‬نكتشف،‭ ‬أن‭ ‬نحمل‭ ‬كسرة‭ ‬الضياء‭ ‬إلى‭ ‬شِبْه‭ ‬الظلّ‭ ‬الحي،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬كلّ‭ ‬الاحتمالات‭ ‬المطلقة‭ ‬والأشكال‭ ‬والأعداد‭.. ‬المخيّلة‭ ‬وسيلة‭ ‬روحية،‭ ‬مستكشفة‭ ‬ملهمة‭ ‬للعالم‭ ‬الذي‭ ‬تستكشفه‭. ‬تهيّئ‭ ‬المخيلة‭ ‬وتمنح‭ ‬حياة‭ ‬مشرقة‭ ‬لشظايا‭ ‬الحقيقة‭ ‬المحجوبة‭ ‬حيث‭ ‬يضجّ‭ ‬الإنسان‭.. ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تكتشف‭ ‬المخيّلة‭ ‬أشياء‭ ‬خلقت‭ ‬للتوّ،‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تلفّق،‭ ‬وكلّما‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ‬يهزمها‭ ‬جمال‭ ‬الحقيقة”‭. ‬فهل‭ ‬تعتقد‭ ‬بأنّ‭ ‬القصيدة‭ ‬طريقة‭ ‬للاكتشاف‭ ‬‭(‬وبأنّ‭ ‬الشاعر‭ ‬‮«‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬مخيّلته‭ ‬ثم‭ ‬يطلقها‭ ‬حيث‭ ‬يشاء”‭)‬‭ ‬أم‭ ‬ترى‭ ‬القصيدة‭ ‬مجرّد‭ ‬إبداع؛‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬مخيّلة‭ ‬صافية”؟

ندوكا‭:‬ أحب،‭ ‬أيضًا،‭ ‬تبصّرات‭ ‬لوركا‭ ‬حول‭ ‬الدّوينده‭. ‬إنّ‭ ‬معتقداته‭ ‬وتصريحاته‭ ‬حول‭ ‬النص‭ ‬الشعريّ‭. ‬وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬فإنني‭ ‬أعتقد‭ ‬بأنّ‭ ‬الشاعر‭ ‬وعاء‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الرسائل‭ ‬والنبوءات‭ ‬والرؤى‭ ‬والحقائق‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭. ‬عمل‭ ‬الشاعر‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬روحاني‭ ‬وفكريّ‭ ‬وماديّ‭. ‬الشاعر‭ ‬مكتشف‭ ‬وحافظ‭ ‬للأشياء‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬يختار‭ ‬كل‭ ‬شاعر‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬من‭ ‬التقليد‭ ‬الأدبي‭ ‬التي‭ ‬تخدمه‭ ‬ويرفض‭ ‬أخرى‭. ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬التقليد‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬مبتكرًا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬متفرّد‭. ‬إنّني،‭ ‬كشاعر،‭ ‬أدوّن‭ ‬أحلامي‭ ‬الفريدة‭ ‬وفلسفاتي‭ ‬وآمالي‭ ‬واحتجاجاتي‭ ‬وصلواتي‭ ‬واكتشافاتي‭ ‬الوجودية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭/‬الجغرافيا‭ ‬الواقعيّة‭ ‬المقبولة‭ ‬عمومًا‭. ‬نعم،‭ ‬القصيدة‭ ‬وسيلة‭ ‬للاكتشافات‭ ‬الفيزيقية‭ ‬والروحانية‭ ‬والسياسية‭. ‬ولست‭ ‬أرى‭ ‬القصيدة‭ ‬مجرّد‭ ‬بدعة‭ ‬‮«‬تخيليّة‭ ‬صرفة”‭. ‬إنني‭ ‬أزاول‭ ‬الشعر‭ ‬المدنّس‭. ‬أكتب‭ ‬بمساعدة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حولي،‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬الكتب،‭ ‬والأفلام،‭ ‬والمنحوتات،‭ ‬واللوحات‭ ‬التشكيليّة،‭ ‬والأمم،‭ ‬والمانترات‭ ‬‭[‬التعاويذ‭ ‬الصوتية‭ ‬السنسكريتيّة‭]‬،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإنسانيّة،‭ ‬والحُبّ،‭ ‬والعوالم‭ ‬الرقميّة،‭ ‬والجنس،‭ ‬والمساجد،‭ ‬والكنائس،‭ ‬والمعابد،‭ ‬والمزارات،‭ ‬والرحلات،‭ ‬والخيبة،‭ ‬والفرح،‭ ‬والآمال،‭ ‬والمنفى،‭ ‬والنوستالجيا،‭ ‬والغضب،‭ ‬والإيروتيكيّة،‭ ‬والأمثولات،‭ ‬والأناشيد،‭ ‬والكتب‭ ‬السماوية،‭ ‬والجمال‭.‬

‬الحرب‭ ‬الأهليّة

‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬حين‭ ‬اشتعلت‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭. ‬مات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭. ‬هل‭ ‬ثمّة‭ ‬لحظة‭ ‬معيّنة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تستحوذ‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الدمويّة؟

ندوكا‭:‬ ما‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬كثرة‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬يرفعني‭ ‬فيها‭ ‬أبي‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬ونغطس‭ ‬تحت‭ ‬الأشجار‭ ‬لنختبئ‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬القنابل‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك. ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬بأنّ‭ ‬عائلتي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬ما‭ ‬يفكي‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬لتأكل‭. ‬لقد‭ ‬عذّبنا‭ ‬الجوع‭. ‬كان‭ ‬الراشدون‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬يظهرون‭ ‬خوفهم‭ ‬وحنقهم‭ ‬وشعورهم‭ ‬بالخطر‭ ‬وعدم‭ ‬الأمان‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حالة‭ ‬الأشياء،‭ ‬هذه،‭ ‬أنيسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬نفسي‭ ‬البريئة‭.‬

_14699645937

الديمقراطية‭ ‬الروحانيّة

‭ ‬ولكن،‭ ‬ما‭ ‬شعورك‭ ‬حين‭ ‬ترى‭ ‬بأنّ‭ ‬الحروب‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تستعر،‭ ‬بأخسّ‭ ‬الطرائق‭ ‬وأكثرها‭ ‬وحشيّة‭ ‬‭-‬خاصة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وفلسطين‭-‬‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬معظم‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الأبرياء؟

ندوكا‭:‬ إنّني‭ ‬ضدّ‭ ‬الحروب،‭ ‬ضدّ‭ ‬أيّ‭ ‬حرب‭. ‬أشعر‭ ‬بالضيق‭ ‬الشديد‭ ‬تجاه‭ ‬الأطفال‭ ‬والبالغين‭ ‬الذين‭ ‬يقتلون‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬والاحتلالات‭ ‬والمواجهات‭ ‬الدينيّة‭/‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وفلسطين‭ ‬وباكستان‭ ‬ونيجيريا‭ ‬وأوروبا‭ ‬وأميركا‭. ‬ولكي‭ ‬ننعم‭ ‬بالسلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فلا‭ ‬بُدّ‭ ‬أن‭ ‬نغرس‭ ‬السلام‭ ‬والشفقة‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭. ‬لا‭ ‬بُدّ‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬الحوار‭ ‬والتأمّل‭. ‬العنصرية‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬أيضًا‭. ‬ويتوجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندينها‭ ‬أنّى‭ ‬تتبدّى،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬أنفسنا‭. ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الأصوليّة‭ ‬الدينيّة‭ ‬حرب‭ ‬أيضًا‭. ‬أؤمن‭ ‬بحريّة‭ ‬المعتقد،‭ ‬بالديمقراطيّة‭ ‬الروحانيّة‭. ‬لا‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬يُكره‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬اعتناق‭ ‬أيّ‭ ‬دين‭. ‬ولا‭ ‬بُدّ‭ ‬للأمم‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬خلافاتها‭ ‬بالحوار؛‭ ‬وليس‭ ‬بالحروب‭ ‬والعنف‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إليّ،‭ ‬كشاعر‭ ‬وفاعل‭ ‬ثقافيّ،‭ ‬فإنني‭ ‬أسعى‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬العالميّ‭.‬

الخيول‭ ‬العارية

‭ ‬تركت‭ ‬نيجيريا‭ ‬وعشت‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬وهولندا‭ ‬قرابة‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستقر‭ ‬بك‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭. ‬قلت،‭ ‬ذات‭ ‬مرّة‭ ‬‮«‬إنّك‭ ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬تنفض‭ ‬تراب‭ ‬نيجيريا‭ ‬عن‭ ‬قدميك”‭. ‬فهل‭ ‬تعدّ‭ ‬نفسك‭ ‬شاعرًا‭ ‬في‭ ‬المنفى؟

ندوكا‭:‬ بلى‭. ‬إنّني‭ ‬شاعر‭ ‬في‭ ‬منفى‭ ‬إراديّ‭. ‬نيجيريا‭ ‬تحبطني‭. ‬ولكنني‭ ‬أحبّ‭ ‬ذلك‭ ‬البلد‭ ‬بجنون‭. ‬يجعلني‭ ‬المنفى‭ ‬أرى‭ ‬الطبيعة‭ ‬المحفوفة‭ ‬بالمخاطر‭ ‬لامتطاء‭ ‬صهوات‭ ‬الخيول‭ ‬العارية؛‭ ‬وقداسة‭ ‬ثوب‭ ‬البيت‭ ‬الفضفاض‭. ‬يجعلني‭ ‬المنفى‭ ‬أرى‭ ‬أعمق‭ ‬وأشعر‭ ‬أعمق‭ ‬ككائن‭ ‬بشريّ‭. ‬إنّه‭ ‬يحرّرني‭ ‬ويصفّدني‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭. ‬الأُمّة‭ ‬شيء‭ ‬مفروض،‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬وعمل‭ ‬يديه‭. ‬أمقت‭ ‬بناء‭ ‬الأمم‭ ‬بالعنف‭ ‬المكرّس‭. ‬يصفني‭ ‬النقاد،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬كشاعر‭ ‬نيجيريّ‭-‬أميركي‭. ‬أتساءل،‭ ‬أحيانًا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬الوصف‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قصائدي؟‭ ‬فبعد‭ ‬كلّ‭ ‬شيء،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬الشهوانيّ‭ ‬والروحانيّ‭ ‬يتداخلان‭ ‬في‭ ‬قصائدي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مجيد‭. ‬وحتى‭ ‬القوطيّ‭ ‬والسّافوي‭ ‬‭[‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشاعرة‭ ‬اليونانية‭ ‬سافو‭]‬‭ ‬يتعايشيان‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬قصائدي‭. ‬كما‭ ‬تحاول‭ ‬هذه‭ ‬القصائد‭ ‬أن‭ ‬تسبر‭ ‬أغوار‭ ‬الهوية‭ ‬والأسطوريّ‭. ‬إنني‭ ‬أتطوّر‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مستمر‭.‬

فنّ‭ ‬المنفى

‭ ‬وولي‭ ‬شوينكا‭ ‬الذي‭ ‬فرّ‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬ذات‭ ‬مرّة،‭ ‬قال‭ ‬‮«‬يتوجب‭ ‬حتّى‭ ‬على‭ ‬المنفى‭ ‬أن‭ ‬يُوجَد‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما،‭ ‬فيزيقيًّا‭ ‬وذهنيًّا”‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬ينزع‭ ‬شعرك‭ ‬أن‭ ‬يأخذك؟‭ ‬

ندوكا‭:‬ لا‭ ‬أستطيع‭ ‬القول‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬الكتابيّة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬يأخذني‭ ‬شعري‭. ‬أشعر‭ ‬كأنّني‭ ‬أنتمى‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وإلى‭ ‬اللّامكان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭. ‬المنفى‭ ‬فيزيقيّ‭ ‬وروحاني‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬لقد‭ ‬جسّد‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬نوع‭ ‬المنفى‭ ‬الذي‭ ‬أقدّره‭. ‬تعلّمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬منافي‭ ‬شعراء،‭ ‬كجوزيف‭ ‬برودسكي‭ ‬وتشيسواف‭ ‬ميووش‭ ‬وناظم‭ ‬حكمت‭ ‬ودنيس‭ ‬بروتوس،‭ ‬ومن‭ ‬فنونهم‭.‬

شاعر‭ ‬الحياة‭ ‬

‭ ‬قلتَ‭ ‬إنّ‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬يجسّد‭ ‬نوع‭ ‬المنفي‭ ‬الذي‭ ‬تقدّره‭. ‬هل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تستفيض‭ ‬أكثر؟

ندوكا‭:‬ كان‭ ‬ثاقب‭ ‬البصيرة‭ ‬جماليًّا،‭ ‬وسريع‭ ‬الاستجابة‭ ‬سياسيًّا‭. ‬لم‭ ‬يتأوّه‭ ‬كثيرًا‭ ‬بشأن‭ ‬آلام‭ ‬المنفى‭ ‬ومخاضاته‭. ‬لقد‭ ‬عركه‭ ‬الوضع‭ ‬برمّته‭ ‬كإنسان‭ ‬وفنّان‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬كما‭ ‬وقف‭ ‬مدافعًا‭ ‬عن‭ ‬معتقداته‭ ‬وشعبه‭. ‬لقد‭ ‬دخل‭ ‬الحُبّ،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬إلى‭ ‬قصائده‭ ‬وعلاقاته‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خائفًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يغضب،‭ ‬وأن‭ ‬يغضب‭ ‬بصوت‭ ‬عال،‭ ‬حين‭ ‬تتطلب‭ ‬المواقف‭ ‬ذلك‭. ‬ولكنه،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إنسانًا‭ ‬كدرًا‭. ‬لقد‭ ‬أحبّ‭ ‬الحياة‭. ‬وأحبّ‭ ‬الجمال‭.‬

الشعر‭ ‬العربي

‭ ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بأعمال‭ ‬شعراء‭ ‬عرب‭ ‬آخرين‭ ‬غير‭ ‬درويش‭ ‬وأدونيس؟

ندوكا‭:‬ يرتحل‭ ‬الشعر‭ ‬بوتيرة‭ ‬أشدّ‭ ‬بطءا‭ ‬من‭ ‬النثر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭. ‬لقد‭ ‬قرأت‭ ‬قلّة‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬ترجمات‭ ‬إنكليزية‭ ‬كنازك‭ ‬الملائكة‭ ‬وسعدي‭ ‬يوسف‭ ‬وفدوى‭ ‬طوقان‭ ‬وعبدالوهاب‭ ‬البيّاتي‭ ‬ومريد‭ ‬البرغوثي‭ ‬وسميح‭ ‬القاسم‭ ‬ونزار‭ ‬قبّاني‭. ‬أحبّ‭ ‬قصائد‭ ‬حب‭ ‬نزار‭ ‬قبّاني‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

الشعر‭ ‬النيجيري

‭ ‬الجديد: ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬وولي‭ ‬شوينكا‭ ‬وشينوا‭ ‬أشيبي‭ ‬وبن‭ ‬أوكري،‭ ‬فإنّنا،‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربيّ،‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬النيجيري‭ ‬المعاصر‭. ‬فهل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬بعض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬حالة”‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬يكتب‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬نيجيريا؟

ندوكا‭:‬ ثمّة‭ ‬شعر‭ ‬خطير‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وفي‭ ‬الشّتات‭ ‬النيجيريّ‭ ‬أيضًا. ‬بعض‭ ‬الشعراء‭ ‬النيجيريين‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يثيروا‭ ‬اهتمامك‭ ‬هم‭ ‬كريستوفر‭ ‬أوكيغبو،‭ ‬وهاري‭ ‬غاروبا،‭ ‬وعوديا‭ ‬أوفيمون،‭ ‬وغابرييل‭ ‬أوكارا،‭ ‬وسانيا‭ ‬أوشا،‭ ‬ووالي‭ ‬أووادي،‭ ‬وتوين‭ ‬آدي‭ ‬والي‭ ‬غابرييل،‭ ‬ونيي‭ ‬أوسونداري،‭ ‬وريمي‭ ‬راجي،‭ ‬وديفيد‭ ‬إيشايا‭ ‬أوسو‭.‬
6BB3e9BT

البدايات

‭ ‬متى‭ ‬بدأت‭ ‬الكتابة؟‭ ‬وهل‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬قراءاتك‭ ‬المبكرة،‭ ‬وأول‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬أعجبت‭ ‬بهم؟

أوشي‭ ‬ندوكا:‭ ‬بدأت‭ ‬الكتابة‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمري‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭. ‬وفي‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراهقتي،‭ ‬كنت‭ ‬متيّمًا‭ ‬بفتاة‭ ‬تدعى‭ ‬شيبوزو‭ ‬أوغيكوي،‭ ‬فرحتُ‭ ‬أرسل‭ ‬لها‭ ‬مكاتيب‭ ‬حبّ‭ ‬مكتوبة‭. ‬ثمّ‭ ‬تبيّن‭ ‬لي‭ ‬أنّ‭ ‬رسائل‭ ‬الحب‭ ‬المكتوبة،‭ ‬تلك،‭ ‬كانت‭ ‬أوّل‭ ‬قصائدي‭. ‬أو‭ ‬كانت،‭ ‬بالأحرى،‭ ‬محاولاتي‭ ‬المبكرة‭ ‬لكتابة‭ ‬قصائد‭ ‬حبّ. ‬بكلمات‭ ‬أخرى،‭ ‬بدأت‭ ‬كشاعر‭ ‬حبّ،‭ ‬وبقيت‭ ‬كذلك‭ ‬لغاية‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬بعيد. ‬أول‭ ‬الشعراء‭ ‬الذين‭ ‬أعجبت‭ ‬بهم،‭ ‬وحاكيت‭ ‬أعمالهم؛‭ ‬كريستوفر‭ ‬أكيغبو،‭ ‬ولينري‭ ‬بيترز‭ ‬ودينيس‭ ‬برتوس،‭ ‬وجي. ‬بي. ‬كلارك،‭ ‬وشوينكا،‭ ‬وكوفي‭ ‬آونور،‭ ‬وإنغريد‭ ‬جونكر،‭ ‬ووليام‭ ‬شكسبير،‭ ‬وجون‭ ‬كيتس‭. ‬كما‭ ‬أحببت‭ ‬الأعمال‭ ‬الشعرية‭ ‬والنثرية‭ ‬لبيسي‭ ‬هيد،‭ ‬ودامبوزو‭ ‬ماريتشيرا،‭ ‬وبرايتن‭ ‬برايتنباخ،‭ ‬وغوته،‭ ‬وفيرناندو‭ ‬بيسوا،‭ ‬وريلكه. ‬كما‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬كتابات‭ ‬المبكرة‭ ‬موسيقى‭ ‬طبول‭ ‬إغبولاند‭ ‬رفقة‭ ‬موسيقى‭ ‬باخ،‭ ‬وبيتهوفن،‭ ‬وبوب‭ ‬ديلن،‭ ‬وكريس‭ ‬أوكوتي،‭ ‬ودورا‭ ‬أوفودو،‭ ‬وتيدي‭ ‬بينديرغراس،‭ ‬وروس‭ ‬سي،‭ ‬وكلارينس‭ ‬كارتر،‭ ‬وسيلستين‭ ‬أوكوو،‭ ‬وكريس‭ ‬ريا،‭ ‬وأونيكا‭ ‬أونويني،‭ ‬ونيل‭ ‬ينغ،‭ ‬ودونا‭ ‬سمرز،‭ ‬ونينا‭ ‬سيمون،‭ ‬وجون‭ ‬كولتراين،‭ ‬وتشارلي‭ ‬باركر‭. ‬كما‭ ‬ألهمتني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬المبكّرة‭ ‬الأعمال‭ ‬التشكيلية‭ ‬لأوشي‭ ‬أوكيكي،‭ ‬وجاكسن‭ ‬بولاك،‭ ‬وآغنيس‭ ‬مارتن‭.‬

الجديد: ‬من‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬شخص‭ ‬يرى‭ ‬شعرك‭ ‬ويقرأه؟

أوشي‭ ‬ندوكا: ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أوّل‭ ‬من‭ ‬رأى‭ ‬كتاباتي‭ ‬صديقتاي‭ ‬شيبوزو‭ ‬أوغيكوي‭ ‬وشيناسا‭ ‬إيغبونو‭ ‬ومدرس‭ ‬الأدب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدعى‭ ‬أوجياكور‭.‬

قصيدة‭ ‬النثر

‭‬تكتب‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬أدبية‭ ‬وطرائق‭ ‬مختلفة،‭ ‬بيد‭ ‬أنك‭ ‬قد‭ ‬كتبت‭ ‬كتابًا‭ ‬كاملًا،‭ ‬‮«‬إيجيلي”‭ ‬‭(‬2012‭)‬،‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬نثر‭ ‬متعاقبة‭. ‬لِمَ‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر؟

ندوكا‭:‬ ليس‭ ‬ثمّة‭ ‬سبب‭ ‬منطقي‭ ‬لِمَ‭ ‬كانت‭ ‬قصائد‭ ‬نثر‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬كوّنت‭ ‬‮«‬إيجيلي”‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬القصائد‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أكتبها‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬أشتغل‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭. ‬لقد‭ ‬قرّر‭ ‬الكتاب‭ ‬أسلوبه‭ ‬وشكله‭ ‬وثيماته‭ ‬بنفسه‭. ‬اكتشفت‭ ‬بأنني‭ ‬قد‭ ‬استمعت‭ ‬بكتابة‭ ‬قصائد‭ ‬نثر‭ ‬حين‭ ‬جمعت‭ ‬الكتاب‭. ‬تتصادم‭ ‬الأشكال‭ ‬والثيمات‭ ‬معًا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وفير‭. ‬لقد‭ ‬تآلف‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬إيجيلي”‭ ‬غير‭ ‬الكرونولوجيّ‭ ‬الذي‭ ‬يشبه‭ ‬المونتاج‭ ‬مع‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭.‬

‭ ‬دور‭ ‬الشاعر

هل‭ ‬تؤمن‭ ‬بدور‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعبه‭ ‬الشاعر‭ ‬غير‭ ‬الكتابة؟‭ ‬وهل‭ ‬تؤمن‭ ‬بقوّة‭ ‬الكلمات‭ ‬‭-‬ليس‭ ‬القوّة‭ ‬على‭ ‬التغيير‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬القوّة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الشفاء‭ ‬أيضًا‭-‬أم‭ ‬أنّ‭ ‬المسألة‭ ‬مجرّد‭ ‬‮«‬خرافة”‭ ‬أخرى‭ ‬يستخدمها‭ ‬الكتّاب‭ ‬لتبرير‭ ‬نرجسيّتهم؟

ندوكا‭:‬ أعتقد‭ ‬بأنّ‭ ‬أدوار‭ ‬الشاعر،‭ ‬أو‭ ‬المثقف،‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬أدوار‭ ‬الكائنات‭ ‬البشريّة‭ ‬الأخرى،‭ ‬منح‭ ‬الحبّ‭ ‬للناس،‭ ‬والرعاية‭ ‬الذاتية،‭ ‬وحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬والعائلات،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الطغاة‭ ‬الدينيّين‭ ‬والسياسيّين،‭ ‬وجلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬وغرس‭ ‬الثمار‭ ‬والأشجار،‭ ‬والوقوف‭ ‬ضدّ‭ ‬الحرب،‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬حيازة‭ ‬الحكمة‭ ‬والشجاعة،‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬مغامرات‭ ‬صادقة،‭ ‬والتسليم‭ ‬بالهشاشة‭ ‬والضعف‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬أنفسنا‭. ‬نعم،‭ ‬إنني‭ ‬أومن‭ ‬بالقوّة‭ ‬الشافية‭ ‬للكلمات‭. ‬فالكلمات‭ ‬ليست‭ ‬مجرّد‭ ‬دمى. ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬الكلمات‭ ‬بحرص‭ ‬شديد‭ ‬لصالح‭ ‬السلام‭ ‬والعدالة‭ ‬والحقيقة‭ ‬والحبّ‭ ‬والنزاهة‭. ‬ولا‭ ‬بُدّ‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أشير،‭ ‬أيضًا،‭ ‬بأنّه‭ ‬لا‭ ‬يتوجبّ‭ ‬على‭ ‬الكتّاب‭ ‬ابتذال‭ ‬الهبة‭ ‬القويّة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الكلمات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬فعّال‭. ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الابتعاد،‭ ‬في‭ ‬حيواتهم،‭ ‬وفي‭ ‬كتاباتهم‭/‬قصائدهم،‭ ‬عن‭ ‬الأنانيّة‭ ‬والفاشيّة‭ ‬والغطرسة‭ ‬والميول‭ ‬المستبدّة،‭ ‬والقوميّة‭ ‬المجرمة،‭ ‬وكره‭ ‬النساء،‭ ‬والعنصريّة. ‬دعنا‭ ‬لا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬المتعالي‭/‬الذي‭ ‬يفوق‭ ‬الوجود‭ ‬الماديّ. ‬ودعنا‭ ‬لا‭ ‬نخاف‭ ‬من‭ ‬الأنطولوجيّ‭/‬الوجوديّ‭. ‬دعنا‭ ‬نحتفي‭ ‬بالفنون‭ ‬الأدبيّة‭ ‬التي‭ ‬نحبّ‭.‬
_________
*مجلة الجديد

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *