أهوار العراق تدخل لائحة التراث العالمي



بغداد – أصبحت منطقة الأهوار، وهي مجموعة من الأراضي الرطبة في جنوب شرق العراق، يعتقد أنها جنة عدن التي تحدثت عنها الكتب السماوية موقعا للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ومنطقة الأهوار التي يغذيها نهرا دجلة والفرات توفر أراض للمزارع السمكية على الخليج وتضم أنواعا من الطيور مثل أبو منجل المقدس.
وقال ليث شبر عضو الوفد العراقي المشارك في الاجتماعات إن “منظمة اليونسكو قررت مساء اليوم ضم أهوار العراق ومواقع أثرية أخرى إلى لائحة التراث العالمي بعد 8 أيام من المناقشات المتواصلة في إسطنبول”.
وتعقيبا على تصويت منظمة اليونسكو قال حميد الغزي رئيس مجلس محافظة ذي قار إن “قرار ضم الاهوار ومواقع آثارية اخرى في المحافظة الى لائحة التراث العالمي انجاز كبير حققه الوفد العراقي وستكون له الاهمية الكبيرة في توسيع السياحة بمختلف انواعها خصوصا وان الاهوار تعد معلما تأريخيا وثقافيا مهما”.
وتعد الاهوار أيضا نقطة استراحة وتوقف لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا.
وأقام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اتهم بعض سكان الأهوار بالخيانة خلال الحرب مع إيران بين عامي 1980 و1988، عددا من السدود وقام بتجفيف المنطقة في التسعينات لإخراج المتمردين الذين كانوا يختبئون وسط النباتات التي تنمو بالقرب من مياهها.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 قام سكان بتدمير الكثير من السدود للسماح باندفاع المياه مرة أخرى وساهمت منظمات بيئية خارجية في بث الحياة مرة أخرى في الأهوار.
وكانت منطقة الأهوار تغطي 9 آلاف كيلومتر مربع في السبعينات لكنها تقلصت إلى 760 كيلومتر مربع بحلول عام 2002 ثم استعادت نحو 40 في المئة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. ويقول العراق إنه يهدف إلى استعادة ستة آلاف كيلومتر مربع في المجمل.
وخلال السنوات الأخيرة استخدمت منطقة الأهوار المترامية الأطراف والنائية والواقعة على الحدود مع إيران في تهريب المخدرات والأسلحة وتسلم البضائع المسروقة واحتجاز رهائن لطلب الفدى.
ويعيش عرب الأهوار في المنطقة الرطبة منذ آلاف السنين لكنهم على هامش المجتمع العراقي. وقدرت دراسة عددهم بنحو 400 ألف في الخمسينات لكن فر مئات آلالاف منهم بسبب قمع صدام أو لأسباب اقتصادية.
والأهوار هي مجموعة مسطحات مائية تغطي أراضي منخفضة جنوبي السهل الرسوبي العراقي وتقع بمدن العمارة والناصرية والبصرة وتقدر مساحتها بنحو 20 ألف كم مربع وتعد مركزا مهما في المحافظة على توازن البيئة وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية الى أن الأهوار هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم.
___
*وكالات

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *