سعدي يوسف *
نتغدّى بهِ ،
قبلَ أن يتعشّى بنا … ‘
ها هي ذي الحكمةُ الأبديّةُ عند العراقيّ ؛
من سومر الماءِ
حتى جلاميدِ آشــورَ …
من ثورة الزنجِ
حتى مذابحِ صدّامٍ ،
الحكمةُ الأبديّةُ باقيةٌ :
‘ نتغدّى بهِ
قبلَ أن يتعشّى بنا … ‘ ؛
الآنَ أسألُ :
يا سيّدي
أيُّهذا البسيطُ العراقيُّ … أنتَ شقيقي
إذاً ، أنا لستُ عدوّكَ .
لستَ عدوّي .
ولكنْ ، قد استحكَمَ الأمرُ !
هاأنتذا ، تتمثّلُ حكمتكَ الأبديّةَ ، تلكَ التي قتلتْ سومرَ الماءِ
تلك التي قتلَتني ، أنا ، كلَّ يومٍ هنا :
‘ نتغدّى بهِ ،
قبلَ أن يتعشّى بنا … ‘
………………..
………………..
………………..
أيُّهذا البسيطُ العراقيُّ :
كُنْ لحظةً أنتَ
كنْ لحظةً ، مثلَنا !
لندن 26.05.2013
مُـكـالَـمـةٌ
تداعبُني نَوارُ ، وكان فوق لسانها عسلُ البداوة : هل بدأتَ تحبُّني ؟
كانت نوارُ ، هناك ، عبرَ البحر …
يأتي الصوتُ مرتجفاً قليلاً .
( أهيَ أغنيةٌ ؟ )
أقولُ : أُحبُّكِ !
الصوتُ الذي يأتي وقد قطعَ البحارَ وليلَها الثلجيّ
أمسى شاخصاً عندي
أكادُ أضمُّهُ لأضُمَّ خِصْراً من نوارَ وخُصلةً …
فأضيع َ !
قولي ، يا نوارُ ، وأنتِ مائدةُ الندى :
أيّانَ تأتينَ ؟
الزهورُ تفتّحتْ
والنحلُ يأتي
والسناجبُ ترتقي الأغصانَ مثلَ الطير ؛
قولي يا نوار !
22.05.2013
( القدس العربي )