فيزياء الرواية وموسيقى الفلسفة



يصدر قريبا عن دار المدى كتاب (فيزياء الرواية وموسيقى الفلسفة) ترجمة وتقديم الروائية لطفية الدليمي.. عن هذا الكتاب تقول الدليمي:
تمثّل هذه الحوارات مع نخبة معاصرة من الروائيات والروائيين إضمامة عولميّة تجتمع فيها الرؤى المختلفة والتلاوين الفكرية ومصادر الإلهام اللامحدودة التي تجعل من الرواية موسوعة العصر الثقافية والشكل الإبداعي المتغيّر الذي يبقى في حالة صيرورة دائمة وحركية مفعمة بالحيوية والطموح والقدرة على بعث الإلهام ؛ فالرّواية كجنس أدبي دائمة التغيّر لِكونها منفتحة على احتمالاتٍ لاتُحصى تفرزُها الحياة الإنسانية وترتبط في الوقت ذاته باللحظات الفلسفيّة الفارقة والتغيرات الدراماتيكية في الإقتصاد والسّياسة وآنعكاساتهما على الأوضاع الديموغرافية والنفسية للكتلة البشريّة في عموم العالم.
تُعدّ الرواية الحديثة إحدى أدوات المعرفة القائمة على حركيّة الفكر والنزوعات البشريّة والتحوّلات المُجتمعيّة في جوانبها الأخلاقية والجماليّة، وفي الحوارات التي يضمُّها هذا الكتاب نجد التباين والتضاد في آراء الروائيين من جوهر العمل الروائي ودوافعه ومُحفّزاته مثلما تتباين أساليبهم التي تتجاوز في تجريبيّتها مختلف النظريّات المعروفة عن الرواية بوصفها جنساً أدبياً ذا ملامح محدّدة فهنا يتحدّث روائيون كبار ومُكرّسون عن الرواية والإبداع الروائي وطرائق الكتابة وطقوسها فيما يخصّ آليّات العمل الأدبي ويلقون الأضواء الكاشفة على حياة الشُّعوب وأساليب عيشها وتعاملها مع مُعضلات الوجود الأساسيّة كالحبّ والجمال والموت والحياة والشغف واليأس والصِّراع من أجل البقاء. نتعرَّف في هذه الحوارات المختارة إلى جوانب خفيّة من حياة الروائيّات والروائييّن ورؤيتهم للحياة ومواقفهم من أحداث زمننا والمؤثِّرات الفكريّة والفلسفية التي شكّلت شخصيّاتهم وتركت آثارها على نضجهم الوجداني كما نتعرّف إلى الموضوعات التي لطالما كانت مصدر إلهامٍ لهم في عملهم الروائي ونجدُ في إختلاف الرؤى والمواقف والأساليب ما يثـري رؤيتنا إلى فنّ الرواية في الثّقافات المُختلفة، مثلما تكشف لنا هذه الحوارات الفوارق الكبرى بين توجُّهات مبدعي الشرق والغرب والشّمال والجنوب وتباين مواقفهم مما هو ذاتي وآجتماعي ؛ فنتلمّس طغيان الفردانيّة والذاتيّة المفرطة والنزعات الأبيقورية لدى الغربيين وانكفائهم على المُشكلات الفرديّة المُتأتّية من ضغوط المجتمع التنافسيّ والتبدّلات القيميّة، بينما يحتكم الشرقيون عموماً في مضامين أعمالهم الروائيّة إلى تبنّي الهموم الجمعيّة والمُعضلات العامّة والتّوق الإنساني إلى الحرّية والكرامة واشتراطات حياة فُضلى وإغفال ماهو شخصيٌّ وذاتيٌّ غالباً.
______
*قراءات

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *