حاورها: محمد البريم
خاص ( ثقافات )
المترجمة المصرية يارا المصري خريجة كلية الألسن، قسم اللغة الصينية بجامعة عين شمس عام 2012، حاصلة على شهادة في اللغة الصينية من جامعة شاندونج للمعلمين.
نشرت قصصا ومقالات ونصوصا شعرية مترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة العربية في مجلات دبي الثقافية والإعلام والعصر وشؤون أدبية ومجلة العربي، وصحيفة الأهرام وأخبار الأدب، ومجلة رؤى الليبية.
ثقافات تحاور المترجمة المصرية بمناسبة فوزها بالمركز الأول في جائزة أخبار الأدب، فرع الترجمة، عن ترجمة رواية «الذوَّاقة» للكاتب الصيني «لو وين فو»، والتي صدرت ضمن أعمال سلسلة الجوائز، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب.
الحوار
بداية الترجمة؟
بدأت الترجمة عام 2011 بعد عودتي من الصين. ونُشر أول نص مترجم لي في مجلة دبي الثقافية بعنوان “أبي وأمي”.
لماذا الترجمة عن الصينية؟
رغبت في البداية بدراسة الجيولوجيا في كلية العلوم، ثم اخترت كلية الآداب بعد تخرجي من الثانوية العامة، وفي النهاية اتفقت مع والدي على دخول كلية الألسن، ودراسة اللغة الصينية، كان اقتراح والدي.
الكتب التي ترجمتِها؟
ترجمت أربعة عناوين إلى الآن وهي: (العظام الراكضة)، مجموعة قصصية للكاتبة “آشه”، و(رياح الشمال)، ومجموعة قصصية للكاتبة “بينغ يوان”، (الفرار في عام 1934)، ورواية قصيرة وقصتين للكاتب الصيني “سوتونغ”، ورواية “الذواقة” للكاتب الصيني “لو وين فو”، هذا بالإضافة إلى العديد من القصص القصيرة والشعر والدراسات.
تتسم حركة الترجمة في الوطن العربي بالضعف، مقارنة بمثيلاتها في دول العالم، إن كل 300 ألف عربي يقرؤون كتابا واحدا. الحصيلة الكلية لما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10000 كتاب ويساوي ما تترجمه إسبانيا في سنة واحدة. كيف تردين على ما يقال؟
هذا في اعتقادي قياس غير دقيق، لأن حركة الترجمة أولاً مرتبطة بحركة النشر والكتاب في العالم العربي، وثانياً لأنه ما من أحد لديه إحصائية دقيقة عمَّا تُرجم منذ عصر المأمون وحتى اليوم، خاصةً إذا عرفنا أن كل الأصول الثقافية والحضارية والعلمية والأسطورية والفلسفية في العالم تقريباً مُترجمة إلى اللغة العربية، والحقيقة أننا في العالم العربي من هواة المقارنة، وإذا قبلنا بالمقارنة، فهل تترجم إسبانيا بالفعل عشرة آلاف كتاب في العام، وإذا كان الأمر كذلك فإن حركة الترجمة تتفاوت من دولة عربية إلى أخرى، حيث يمكن القول إن دولاً مثل العراق ومصر وسوريا ولبنان وتونس والمغرب لديها مسارات ثرية في الترجمة، بينما تعاني دول أخرى حتى من توفر الكتب أياً كانت مترجمة أو غير مترجمة.
حول ترجمة رواية الذاوقة والصعوبات التي واجهتك خلال الترجمة؟
تُعَدُّ رواية “الذوَّاقة” أهم عمل للكاتب الصيني “لو وين فو” وقد نُشرت لأول مرة عام1983في العدد الأول من مجلة “الحصاد”. وتدور أحداثها في مدينة سوجو جنوب الصين، وهي مدينة مشهورة بجمال الطبيعة وأماكنها الترفيهية، ومعروفة كذلك بمطبخها الشعبي الغني.
وتحكي الرواية عن العلاقة بين أحد الأثرياء الذين يحبون تناول الطعام ويعمل ذوَّاقة وهو تشو زي تشي، وبين أحد المشاركين في الثورة الذي يعمل جاهداً لتنفيذ أهدافها والبعد عن البذخ والإسراف وهو قاو شياو تينغ.
وهي رواية ثرية، وقد بدأ “لو وين فو” عام1955 مسيرته الأدبية والتي استمرت أكثر من خمسين عاماً، وبعد أن نشر رواية “الذوَّاقة” عام1983، افتتح “لو وين فو” مطعم “ذاوَّقةُ سوجو القديمة”، ليقدم في مطعمهِ مأكولات سوجو التقليدية، كوسيلةٍ لتحقيقِ فكرته المثاليةِ عن الطعام الجيد، وكان معروفاً في الوسط الأدبي الصيني باشتغاله في أعمال المطاعم. وقد عانيت بشكل شخصي في ترجمة هذه الرواية، لما انطوت عليه من مرجعيات ثقافية تخص الطعام وذائقته وذوَّاقيه وأنواعه في جنوب الصين، لأتمكن من فهم المناخ الذي تستند عليه الرواية، وكانت محل بحثٍ موسِّعٍ مني كمترجمة، وكأنني أدرس حالة مجتمع بالكامل من خلال ثقافته وطرزه المعمارية واقتصاده ووجبات طعامه بالإضافة إلى احتوائها على أبيات من الشعر الصيني الكلاسيكي، ولهجة جنوب الصين المحلية.
وعن السلبيات التي تواجه الترجمة فتجيب بالقول “إن السلبيات التي تواجه الترجمة قد تتمثل في عدم أخذها بجدية كعملية إبداعية وليس مجرد نقل نص من لغة إلى أخرى، إضافة إلى الاهتمام الفاتر الذي تلقاه الترجمة في بلدنا”.