*حوار: إيهاب محمود الحضري
يبدو د.صلاح فضل، مشغولا مؤخرا بمشروع نقدي كبير يحلل ويرصد عوالم السرد العربي الجديد الذي تدفق بغزارة في السنوات العشر الأخيرة، فأصدر كتاب “أساليب السرد في الرواية العربية الجديدة” ثم “سرديات القرن الجديد” وأخيراً “أحفاد محفوظ ” الذي يستعرض فيه تجارب عدد كبير من الروائيين والروائيات من مختلف الاتجاهات، عبر مقالات تطبيقية يفيد منها الباحث والقارئ والكاتب على حد سواء.
هنا نستوضح ملامح المشروع، عبر حديث طويل عن الوضع الثقافي اليوم في مصر، وبطبيعة الحال لم يخل الحديث من بعض الجوانب السياسية.
أشرت في مقدمة كتابك إلى “مجاعة نقدية” تسيطر على الواقع الثقافي في مصر..ماذا تقصد بهذا المصطلح؟
لقد اختلف الأمر قليلاً عما كان يرصده الدكتور علي الراعي منذ عدة عقود، فهناك شُح نقدي وهذا صحيح، والمعروض أكثر من الطلب. كل المبدعين الذين يكتبون في الشعر والقصة والمسرح والرواية وشتى ألوان الأدب يتوقون إلى ذراع نقدية حانية تحتضنهم دون أن تشق عليهم ولا يجدون بطبيعة الحال هذه الذراع مبسوطة دائماً، ومن هنا الإحساس بأن النقد غائب، وهو إحساس صحي على العموم. المسألة النقدية اليوم صار لها أبعاد مختلفة، فالنقد أصبح شحيحاً بالفعل في مصر على وجه التحديد لأسباب كثيرة منها: انقطاع بعثات أساتذة الأدب إلى العواصم الأوروبية الكبري التي كانت تضمن لهم معرفة وثيقة لا باللغة وحدها وإنما بالمناخ المعرفي والحضاري فيحتشدون بما فيه مثلما فعل طه حسين ولويس عوض ومحمد مندور وعلي الراعي، ثم يعودون ليسطروا صفحات جديدة في النقد العربي، هكذا جفت منابع الجامعات وأصبحت تأكل نفسها واكتفت بتخريج مدرسين فيها قصارى جهدهم أن يلوكوا ما كان يقوله أساتذتهم ويلقوه على مسامع الطلاب. ظلت الصحافة تخرج نقادها لكن أحداً منهم لم يصل حتى الآن إلى مستوى رجاء النقاش أو إبراهيم فتحي مثلاً، هؤلاء الذين استطاعوا أن يجعلوا النقد مادة شهية سائغة يسوقون بها للأدب فتفتح عقول الناس ومداركهم للقراءة. سبب آخر هام جداً ومؤثر في نظري وهو تصدر عدد من الصحفيين غير المهتمين بالثقافة رئاسة تحرير عدد من الصحف والجرائد الكبرى، وهؤلاء لا يقرأون ولا يشغلون بالهم بالثقافة وأهمية الأدب في بناء الشعوب. هذا هو سبب انحدار المادة الصحفية وانعدام المادة النقدية في صحفنا المصرية التي باتت محلية إقليمية، والنشرات المدرسية أجمل منها، كما تطل علينا بأعمدة الرأي وهي ثرثرة لا رأي فيها ولا فن ولا جدوي منها.
وما وظيفة الناقد ومهمته بالأساس؟
الناقد لا يكون ناقداً إلا إذا استوعب الفضاء الإبداعي وميز بين مستوياته المختلفة وأضاف إليه نوره النقدي وقدم أجمل ما فيه إلي القراء. الناقد هو مندوب الكاتب لدي القراء، الذي يعلم أصول “الصنعة” ويكشف أسرارها ويقدمها بشكل آخر، ويساعد الكاتب في التحقق مما وصل إليه، لأنه في كثير من الأحيان يكتب المبدع شيئاً يريد أن يتأكد ويستوثق من قيمته وهنا هو في أشد الحاجة إلى الناقد.
وماذا عن مستقبل النقد، كيف ترى شباب النقاد؟
لدينا عشرات الشباب والشابات ممن تتراوح أعمارهم بين الثلاثينيات والأربعينيات، وهم نقاد محترفون لا يجدون فضاءات إعلامية لممارسة أنشطتهم وإذا كتبوا شيئاً لا يستطيعون أن يقفوا علي قارعة الفيس بوك أو في شوارع الميديا لكي يسوقوا أعمالهم، والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي تمثل عوالم خفية لم تفرز آلياتها بعد لتقديم المبدعين والنقاد.
بعد ثلاثية “أساليب السرد في الرواية العربية الجديدة” ثم “سرديات القرن الجديد” وأخيراً “أحفاد محفوظ”..هل اكتمل بذلك مشروعك النقدي الطموح لرصد التجربة السردية الحديثة؟
لقد عنيت طيلة حياتي بوضع الكتب والأبحاث العلمية والأكاديمية لتطوير نظرية النقد ومعالجتها ودراسة الأدب المقارن، ونقد الشعر والقصة والرواية أيضاً، وهكذا أنا لا أكل عن متابعة كل ما هو جديد من سرد وشعر ومسرح، كي أكتب عنه وأقول رأيي النقدي فيه.
تحدثت في الكتاب عن رواية الواقعية السحرية عند عمار علي حسن.. بماذا تفسر عزوف الكتاب عن هذا الاتجاه في الكتابة الذي تضرب جذوره التاريخية في أعماقنا منذ “ألف ليلة وليلة”؟
ليس من المتوقع أن يقرر بعض المبدعين أن يتبعوا اتجاهاً معيناً في الكتابة، فيقتصر إبداعهم عليه وحده. لقد أشرت إلى رواية الواقعية السحرية التي انتشرت في أدب أمريكا اللاتينية، ولقد أشرت في كتابي الأول “منهج الواقعية في الإبداع الأدبي” إلي هذا التيار وبشرت فيه لأول مرة بماركيز وذلك عام 1977 قبل حصوله على نوبل، وشرحت حينها المنابع الرئيسية لهذا التيار الأدبي ومنها علي وجه التحديد كتاب “ألف ليلة وليلة”. أذكر أول مقال تطبيقي كتبته ونشر في مجلة العربي وكان عن رواية الحرافيش لنجيب محفوظ، حينها حرضت نجيب محفوظ على اجتياز عالم الجن وأسراره وعالم السحر وأضاليله لتخصيب خياله الروائي بصفته وريث الثقافة العربية الشرقية القديمة والأولي من كتاب أمريكا اللاتينية باحتضانها، وقد استجاب نجيب لذلك رغم قسوتي عليه في المقالة وأخبرني بذلك رواد ندوته الأسبوعية أنهم تناقشوا معه في المقال وكتب نجيب بعد ذلك كتابات بالغة الأهمية تستخدم هذه الظاهرة وتوظفها روائياً. علي أي حال، فإن التقنيات الإبداعية متوالدة ومتجددة وقد يبتدع الكاتب شيئاً جديداً وهو يكتب، وبالتالي أصبحت الرواية الآن مجمع الفنون، فهي تمتص بشراهة العروق الجمالية من الرسم والموسيقي والسينما والمسرح والعمارة، فيكفي أن تأتي ببطل ينتمي إلي أحد هذه الفنون كي تصبح الرواية بحثاً في هذا النوع من الفن. الكاتب يرث خبرات كثيرة من الكتاب السابقين عليه وعليه هو أن يطور منها ويضيف عليها ويكتب أشياءً لم تكتب من قبل، يعمق فيها رؤيته للحياة ويزلزلنا فيها وجدانياً.
أشرت إلى الرواية التاريخية عند يوسف زيدان.. هل يمكن اعتبار الرواية التاريخية مرجعاً في التاريخ يمكن الاستناد إليه؟
لديّ قصة مع يوسف زيدان ويحلو لي أن أسردها لك. لقد جاءني عند صدور روايته الأولي “ظل الأفعى” ووجدتها أشبه ما تكون بالبحث التاريخي في أهمية المرأة وعظمة الأنثي ولكنها تبعد كثيراً عن الرواية بما فيها من فن وجمال، طلب مني يوسف أن أناقش روايته ولكني أخبرته برأيي فيها وأنه ما يزال في البدايات، ولكنه أصر على طلبه بغض النظر عما أقول في الندوة، وبالفعل ذهبت وقلت نفس الرأي وذكرته بمقولة سقراط “إذا دخلت مدينة فعليك أن تتبع قوانينها” ووجدته أمعن التفكير فيها ثم خرج علينا بروايته الثانية “عزازيل” وأعجبتني الرواية التي أثارت ضجة ضخمة، وجدت فيها نموذجاً للإبداع واستبشرت به، ولكن حالفها الحظ بشكل كبير جداً وحصلت علي البوكر، وهو شيء كبير على كاتب مبتدئ، وكانت نقطة تحول في حياة يوسف زيدان إذ غدا شخصا متكبرا مغرورا بشكل لا يطاق ولا يحتمل، وبعد ذلك أصدر “النبطي” التي لم تعجبني أبداً لسوء مستواها وتدنيها عما قبلها، ولم يعد يوسف يعني بالنقد ولا بالنقاد وقد صرح هو بذلك من قبل، ولا أتوقع منه أن يكتب إبداعاً رائقاً. بالنسبة لسؤالك عن اعتبار الرواية التاريخية مرجعاً، فلا أعتقد في ذلك، لأن التاريخ هو أحد المصادر الكبرى وهو لا يعني الأحداث فقط، فهناك تاريخ الثقافات وتاريخ العلوم
وتاريخ الفنون وتاريخ البشر وتاريخ المجتمعات وتاريخ الكون، فمثلاً نجيب محفوظ استطاع أن يمسك في قبضته تاريخ الكون كله، والتاريخ لا يقتصر على الأحداث فقط أو الحروب وحسب. الرواية هي التاريخ والمستقبل معاً، وهي الإنسان والوجود، الذرة الكبري والمجرة الكبري، وقد تكون واقعة واحدة يتناولها اثنان من المبدعين ويختلف التناول والمعالجة بشكل كبير، التاريخ مجرد بوابة يلج بها المبدع ليقدم عوالم يريد أن يغمرنا بها.
لكن يظل للمؤلف الحق في تغيير مصائر الأبطال؟
لا يملك الكاتب ذلك وليس بوسعه، وإن فعل فلا نسير وراءه ولا نأخذه مأخذ الجد، ولا نعتقد بصحة ما يقول، ولكن ليس من اللائق أن نستقي المعلومات التاريخية من الرواية لأن هذا نوع من الاستسهال، فمن يرغب في قراءة التاريخ عليه بالرجوع إلى المصادر التاريخية والكتب الأساسية في هذا العلم وليس الاكتفاء ببضعة معلومات من رواية أو قصة. كتابة التاريخ لها فلسفة تتلخص في أن اللحظة الراهنة هي بنت المرحلة السابقة.
يعيب البعض علي رواية المكان بأنها تختزل الحوار ويمل منها القارئ سريعاً بسبب إيقاعها الرتيب.. ما تعليقك؟
الأمكنة لها حيواتها، وإذا نجح الكاتب في أنسنة المكان، وإذا نجح في أن يسيل دمنا على هذا المكان، فيجعلنا نرتبط به عاطفياً وكأننا عشنا بين أحضانه ونحن لم نره من قبل فقد نجح. الكاتب ساحر بوسعه أن يبث الروح في الجماد، بالنماذج البشرية والتفاصيل والأحداث، هكذا لن يستطيع الملل أن يسيطر على القاريء. المكان هو وعاء الزمان، والإنسان ليس إلا حزمة أوقات. السينما مثلاً فن مكاني وليس لغويا، فهو صورة تعبر عن ذبذبة مكانية ليست زمنية ولا بشرية، وهكذا تعيش الأمكنة فينا وتحيا بداخلنا وقد تأنسها أكثر من ساكنيها. الوسائل الفنية لفعل ذلك لا حد لها.
هل تنتمي السيرة الذاتية إلى الفن أم إلى التاريخ؟
حاولت أن أضع بعض الخطوط العريضة لطبيعة السيرة الذاتية التي تنتمي إلى الأدب والفن، ووجدت أن الشرط الأساسي هي أن تختار من الوقائع الخاصة ما يمكن أن يكون له دلالة عامة، أي العبور من الخاص إلي العام بمنطق النموذج الإنساني والفني هو الذي يفسح المجال للدخول في رحاب الأدب، بالإضافة إلى ضرورة أن تتضمن إعادة بناء الماضي باستخدام النسيج التخييلي وليس باستحضار التفاصيل الواقعية فقط، وإنما تخييل الواقع بمعني إشرابه مذاقاً تخيلياً، لأن الأدب تخييل، وهو شرط من شروط أدبية السيرة الذاتية، اللغة أيضاً تعد عاملاً هاماً، سرد الوقائع والأحداث بلغة عادية مطفأة لا وهج فيها ولا جمال ولا قدرة على إعادة تخليق الأشياء يفقدها أدبيتها، فهي نوع من السرد والسرد له شعريته التي لا تقوم علي المجاز والاستعارة، وإنما على صناعة تماثيل من الحياة من الفتات الذي يتناثر منها مثل الذي يصنع عصفورة من قطعة ورق، هي ذات الورقة ولكن هذا الفنان لفت نظرك كي تنتبه إليها، وهكذا تأخذ إطاراً فنياً، نحت الوقائع وتجسيدها وبث الروح فيها هو ما يعلي من أدبية السيرة الذاتية. هكذا توجد عوامل لكي نسبغ صفة الأدبية على سيرة ذاتية ما، أما إن لم تتحقق فتصبح سيرة ذاتية تاريخية، كما في سيرة الثورة التي كتبها وائل غنيم في كتابه “الثورة”. أريد أن أضرب مثلاً رائعاً في أدب السيرة الذاتية أو أدب الاعتراف، وأذكر هنا اعترافات لويس عوض في كتابه “أوراق العمر” التي تعتبر تاجا على جبين المثقفين. أخطاؤه ميزات لأنه يعلمنا كيف يكون العظيم إنساناً، وكيف يتطهر بالصدق، وكيف يرتقي عندما يعترف. إن الذي يكتب سيرته ولا يقوى على تجسيد تلك اللحظات خوفاً من الأهل والأصدقاء لم يتأهل بعد لأن يصبح كاتب سيرة ذاتية، وهي مسألة صعبة جداً لم أقو عليها حتى الآن، ولذلك لم أكتب مذكراتي.
كيف تنظر إلى الوضع الثقافي العام في مصر؟
لا توجد في مصر آليات محددة لاختيار الوزراء، ومن بينهم وزراء الثقافة، ولكنها تمضي وفقاً للهوي والمزاج والنصائح الشخصية وإلى أن تنضج الحياة الحزبية ويكون لكل حزب تشكيلاته وخبراته وإذا حصل على الأغلبية فإنه يشكل حكومته القادرة على التغيير، وإلى أن يحدث هذا سنظل في حالة التخبط التي نشهدها.
هل اقتصرت تجربتك في الحياة العامة على النقد الأدبي أم خرجت عنه قليلاً؟
في السنوات العشر الأخيرة، خرجت من عباءة النقد ومررت بست تجارب هامة جداً في مجال الحياة العامة، كانت أولاها عندما كنت مستشاراً لمكتبة الإسكندرية وشرعنا في إطلاق منتدى الإصلاح العربي وحررنا وثيقة عظيمة ترسم مستقبل مصر ومراحل التحول السياسي والاجتماعي والديمقراطي وعرضناها على الرئيس مبارك الذي احتفظ بها في الأدراج ولم تر النور حتى الآن. التجربة الثانية كانت عند تأسيس حزب الجبهة الديمقراطية، ثم اشتراكي في إعداد وثيقة الأزهر التي نصت على احترام الحريات العامة وذلك في فترة ما بعد ثورة يناير، كما كنت أحد مستشاري المجلس العسكري الحاكم بعد الثورة، ثم اشتركت في اللجنة التي كانت معنية بمراجعة دستور الإخوان وذهبنا إلى المستشار الغرياني الذي قال لنا إن الوقت قد فات ولم يأخذوا بالتوصيات، أيضاً كنت عضواً في لجنة الصياغة التي اشتركت في إعداد دستور 2014، والآن أنا رئيس لمجلس أمناء حزب المصريين الأحرار.
وكيف ترى الوضع السياسي الآن؟
أعتقد أن هناك مأثرة عظيمة سيذكرها التاريخ للرئيس السيسي وهي أنه أنقذ مصر من السقوط في هاوية الدولة الدينية والحرب الأهلية، ومن أن تصبح رهينة للإخوان والسلفيين، وعد فأوفى في خارطة الطريق وأكمل بناء الدولة وأصبحنا آمنين بعد أن كنا مروعين، كما أكمل الإطار القانوني لمجلس النواب، ولكن لا تزال تنقصه ثلاثة أشياء هامة، وهي ضرورة احترام دستور 2014 الذي أسس لشرعيته وهذا الدستور كتب بحكمة وعمق لا بحسن نية ولا بد من احترام شتى نصوصه فهو يمنع قيام ديكتاتورية أخرى وأحسب أن الرئيس يدرك ذلك ويؤمن به ولكن عليه أن يبرهن على ذلك في خطاباته. كما أن مصر لم تكن يوماً شبه دولة، إلا في الفترة التي حكم فيها الإخوان، والمؤسسة العسكرية هي المؤسسة الفاعلة فيها واستعانته بها في المشروعات القومية كانت ضرورة على أن تبدأ منذ الآن مؤسسات أخرى مدنية تقوم بدورها وتحل محلها كي تعود هي إلي دورها البعيد عن السياسة، إذ تكمن وظيفتها الأساسية في حماية الحدود. هناك أمر آخر أريد أن أشير إليه وهو أن الرئيس يستمع كثيراً إلى المستشارين لكنه حتى الآن لم يجد ضالته، فعليه أن يعلن أسماء مستشاريه ويقدمهم كأعمدة للحكم ولا يتخذ قراراً إلا بعد مشورتهم.
ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ الآن رواية “مصائر” للفلسطيني ربعي المدهون وهي عبارة عن عودة إلى المكان الفلسطيني من مجموعة مهاجرين يعودون إلى عكا وحيفا والقدس وقد أحسست بنفسي أرى تلك الأماكن لأول مرة رغم كثرة ما قرأت عنها، ولكن وصف الكاتب للأمكنة في ذاكرة الطفل والعجوز الذي هُجِّر قسراً منه والمرأة والشاب، وحتى الحجر والشاطيء والموج والسور. كل هذا ينطق بالمفارقات والحياة، والسبب في ذلك هو اللغة، ووحدها اللغة هي من تستنطق المكان، واللغة هي أعظم اختراع بشري في التاريخ.