*هشام بن الشاوي
خاص ( ثقافات )
عن شركة أرامكو السعودية، وتحت إشراف وتحرير المحترف، صدر عدد جديد من مجلة القافلة، وهي مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين، وتوزع مجانا للمشتركين.
في افتتاحية عدد مايو- يونيو 2016 م، كتب رئيس التحرير عن “رؤية المملكة 2030.. رأس المال الجديد”، والتي أطلقها الملك سليمان أواخر أبريل الماضي، كبديل للخطة الخمسية التنموية، التي ارتبطت بعصر الطفرة النفطية، وتطرق إلى السؤال الذي شغل النخبة، وهو : لماذا نرتهن للثروة النفطية وحدها؟ وإلى أي مدى يمكن أن نتعايش مع تقلبات الأسعار؟ وكيف سنصنع مستقبلا آمنا لأجيالنا القادمة؟ واعتبر محمد الدميني أن هذه الرؤية تضعنا أمام حقائق جديدة، بعضها يبدو عاصفا، وتدعو إلى أن تفك المملكة اعتمادها على النفط كمصدر وحيد للدخل، وتحويل أرامكو إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، كما اعترفت هذه الرؤية بأن الفرص الثقافية والترفيهية المتوافرة لا ترتقي إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ورأى الدميني أن هذه التطلعات لن يحققها إلا أبناء وبنات المملكة، باعتبارهم الثروة الباقية، ودعا إلى وضع استراتيجية وطنية كبرى لتحويل هذه الثروة البشرية إلى قوة حيوية مؤثرة في المشاريع والمصانع والمؤسسات، وأشار الأستاذ الدميني إلى أن الرؤية جديرة بأن تنمو بين أيدي الطلاب والطالبات منذ المراحل المدرسية المبكرة، بعد تحويرها بما يتناسب مع كل مرحلة، “ففي ضوئها ننتظر جيل ماهر و مبتكر متشبع بقيم العمل ومنفتح على ثقافات العالم ومتخلص من الأوهام الكبرى.. !”.
بينما احتفى باب “المحطة الأولى”، في زاوية (نقاش مفتوح) بالسينما السعودية، من خلال المنعطف الجديد في صناعة الأفلام السعودية، ضمن مهرجان أفلام السعودية الثالث، الذي شهدته مدينة الدمام في أواخر مارس 2016م، والذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، واستضافت القافلة مدير المهرجان أحمد الملا، المخرجين محمد سلمان، شهد أمين، مجبتي سعيد، والناقد والاستشاري في الطب النفسي د. فهد اليحيا، وأدار اللقاء الناقد طارق الخواجي.
في باب “حياتنا اليوم”، كتبت مهى قمر الدين عن الشعور العميق بالرضا في الشهر الصوم، وكيف فسرت الكثير من الدراسات العلمية الحديثة أسباب هذه البهجة، وأكدت حقيقتها وعمقها، وفي زاوية (عين وعدسة)، زارت القافلة متحف سرسق البيروتي، والذي يعد أبرز معالم الوجه الحضاري للعاصمة اللبنانية.
واستضاف باب “أدب وفنون”، الشاعر العباسي الكبير “أبو تمام” في جامعة لايدن الهولندية، وكتب فراس عالم عن “الذين خرجوا من المعطف الأبيض”، وتطرق عبد الوهاب أبو زيد إلى “النص القصير وتداخل الأجناس البشرية”، واحتفت زاوية (فنان ومكان) بمدينة بوسعادة الجزائرية التي أسرت المستشرق الفرنسي ألفونس دينيه، أما ضيف زاوية (أقول شعرا) فكان الشاعر سلمان الشثري، كما احتفت القافلة بتجربة الفنان التشكيلي البحريني سيد حسن الساري، وفي زاوية (رأي أدبي) رأى الشاعر السعودي إبراهيم زولي أن “القصيدة ليست في عزلة”.
“تقرير القافلة” تمحور حول “الهجرات الكبرى في التاريخ”، في حين خصص “ملف العدد” لغرفة العمليات، والتي يمتد حضورها من قيادة الجيوش في الحروب إلى إدارة الألعاب الأولمبية، وما بينهما من غرف العمليات الدائمة كما هو الحال في المستشفيات، والمؤقتة منها التي تتشكل لمعالجة ذيول الكوارث الطارئة أو لإدارة بعض المناسبات الكبرى وغير ذلك مما يصعب حصره. في هذا الملف حاول فيديل سبيتي إلقاء الضوء على ماهية غرفة العمليات في العمق، انطلاقا من أمثلة محددة كتلك التي نراها في بعض الحالات أشبه بمؤسسات فرعية صغيرة ضمن المؤسسة الكبيرة الحاضنة لها، وأيضا تلك التي تطل علينا لتلعب دورا بالغ الأهمية في ظرف معين ثم تختفي.