
شعبان يوسف*
عندما رحلت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة في يونيو عام 2007، أقام المجلس الأعلى للثقافة ندوة تأبينية للشاعرة، وأصدرت وزارة الثقافة بيانا تنعي فيه الكاتبة بشكل مؤثر، وذكر البيان بعضا من جهود نازك الملائكة في حركة الشعر الحديث منذ الأربعينيات حتى أن نضج، وقدمت في ذلك كثيرا من الدواوين والدراسات النقدية المهمة، وفي ظل ذلك الاهتمام الذي أبدته وزارة الثقافة، قرر السيد فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق آنذاك، إنشاء مسابقة للشاعرات العربيات باسم الشاعرة نازك الملائكة، وكانت هذه المبادرة جاءت وفقا لاقتراح قدمته في الندوة الكاتبة الروائية سلوي بكر، وانتظرنا طويلا حتى تعلن الوزارة عن أي خطوات لتنظيم المسابقة، ولكن الآمال كلها ذهبت أدراج رياح وزارة الثقافة، واكتشف الجميع أن تلك المبادرة لم تكن إلا للاستهلاك المحلي والعربي، مثل مبادرات كثيرة.قبل ذلك الرحيل الفعلي، راجت عام0991 شائعة قالت بأن الشاعرة نازك الملائكة، قد رحلت عن دنيانا، بعد رحلة طويلة من العطاء الشعري والنقدي والأكاديمي، ونشرت الصحف والمجلات أخبارا وصورا ومقالات، وكتب صديقنا الراحل الشاعر حلمي سالم مقالا مؤثرا لينعي فيه الشاعرة الراحلة، وذلك في مجلة “أدب ونقد”، ولكن عندما اكتشف الجميع أن الملائكة كانت على قيد الحياة، صمتت جميع المجلات والصحف، ولم تتقدم أي واحدة منها بأي اعتذار، فقط كتب الكاتب الصحفي الكبير جهاد الخازن اعتذارا مؤثرا، وذلك لتقديره مدي مهنية الصحافة، وإدراكه أن هذا الاعتذار هو بمثابة ردّ اعتبار لشرف المهنة، وردّ اعتبار للشاعرة الكبيرة، والتي تجاهلت كل الصحف التي نشرت خبر رحيلها الاتصال بها، وللتأكد من صحة الخبر، أو من عدمه، مما جعل الشاعرة تمعن في عزلتها الكبيرة، إذ أنها كانت قد أنهت آخر عمل وظيفي لها منذ زمن، حيث كانت تعمل في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت مع زوجها الدكتور عبد الهادي محبوب، وكانت تقطن في منزلها في منطقة “حدائق القبة” بشرق القاهرة.
لم تكن هاتان الواقعتان، اللتان حدثتا قبل رحيلها وبعده، الأسوأ في مسيرتها، إذ أنها تعرضت لأشكال كثيرة من الاستبعاد والتهميش والتشكيك في ريادتها، حيث أنها كانت قد قادت الشعر العربي في نهايات الأربعينيات، مرورا بالخمسينيات، حتى أواخر الستينيات، وبعد ذلك بدأت تستسلم لجميع الطعون النقدية التي توالت عليها.
وكنا في حلقات سابقة أبرزنا الموقف النقدي الذي كان سائدا عن شعرية المرأة، واستعرضنا ما كتبه عباس العقاد في كتابه «شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي”، والذي كان قد صدر عام 7391، وقصّر أمر الشعرية على الرجل، مستبعدا بشكل قاطع قدرة المرأة أن تكون شاعرة، وإذا أصبحت شاعرة، فسوف تكتب في الرثاء مثلما فعلت الخنساء مع أخيها صخر، ومثلما فعلت عائشة التيمورية مع ابنتها توحيدة، وهن استثناءان نادران، وماعدا ذلك فلم تنجب الدنيا كلها على مدي تاريخها أي شاعرة ذات شأن، لأن المرأة لا تستطيع أن تتأمل مثلما يفعل الشعراء، ولكنها هكذا حسم العقاد تصلح للقص والحكايات، ومن المعروف رأي العقاد في الفرق بين الشعر والقص، وكانت له جملة شهيرة يقول فيها: “ماذا يفعل قنطار من الخشب أمام درهم من الحلاوة”، حيث إن الخشب هو القص، والحلاوة هي الشعر، وكان القصّ يأتي في مرتبة دنيا جداً بالنسبة للشعر، وقد خصّ العقاد فن القصة الأدنى للمرأة.
ولاحظنا كذلك أن كثيرا من الأكاديميين لم يدرجوا المرأة بشكل قاطع في تاريخ الأدب العربي، وبالتالي الشعر، وكان أبرز هؤلاء الدكتور شوقي ضيف، والدكتور محمد حسن، وكانت كتب هذين الناقدين، يتم تدريسها على طلا ب الجامعات في القاهرة والإسكندرية، وظلت هذه النظرة قائمة وفاعلة إلا قليلا، مثلما فعل الدكتور محمد مندور في كتابه “الشعر المصري بعد شوقي”، والذي كتب فيه عن الشاعرة جميلة العلايلي، وخصّها بدراسة في كتبه الثلاثة، مثلما خصّ إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وآخرين، وربما جاء ذلك تأثرا بزوجته الشاعرة الكبيرة ملك عبد العزيز، والتي أبدع لها نظرية “الشعر المهموس”، وهذا التأثير والتأثر حالة محمودة في الثقافة العربية بين الرجل والمرأة، ومن الممكن في العلاقات الطبيعية بينهما يحدث ذلك التأثر العميق.
ولكن ماعدا ذلك، كانت الدراسات النقدية، والتي تتعلق بتاريخ الأدب، تتجاهل المرأة بشكل واضح ومجحف ومخل، وفي تلك الآونة، أي في مرحلة الأربعينيات، أطلّت علينا الشاعرة نازك الملائكة، والتي كانت خريجّ أسرة أدبية بامتياز، فوالدها كان مدرسا للغة العربية، وكانت تدور في صباها بينها وبينه حوارات كثيرة مثمرة، وكانت لديه مكتبة عامرة بأمهات الكتب، والتي كانت في متناول نازك طوال الوقت، وكانت والدتها سليمة عبد الرازق، وكان اسمها في العائلة “سلمي”، تكتب الشعر، وتوقّعه باسم “أم نزار”، كذلك كان خالاها عبد الصادق الذي ترجم رباعيات الخيام، وجميل الذي نشر ديوانا من الشعر عنوانه “إرادة الحياة”، لهما اهتمامات واسعة بالثقافة والشعر والأدب، كذلك خالتها إحسان الملائكة، لها اهتمام بالغ مثل بقية العائلة.
أما عن دراستها، فهي درست اللغة الإنجليزية واللاتينية، ومنهما قرأت عيون الأدب الإنجليزي، وتحدثت كثيرا عن الأثر الذي تركه ذلك الأدب في وجدانها، وكانت بحكم التأثر الثقافي والعائلي تقرض الشعر، ولكن ثقافتها الإنجليزية، عرّفتها بالاتجاهات الأدبية الغربية عموما، مما جعلها تجرّب الأشكال المتنوعة من الكتابة، وملأها بالرغبة العارمة في تغيير شكل كتابة الشعر، فكتبت قصيدتها الأشهر في تاريخ الشعر الحر “الكوليرا” بتاريخ 27 أكتوبر 7491، وأرسلتها إلى مجلة “العروبة” في لبنان، ونشرتها المجلة في عدد ديسمبر عام 7491، ونشرت المجلة تعليقا للشاعرة على القصيدة قالت فيه:”وكنت كتبت تلك القصيدة أصوّر بها مشاعري نحو مصر الشقيقة خلال وباء الكوليرا الذي داهمها، وقد حاولت فيها التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصر وقد ساقتني ضرورة التعبير إلى اكتشاف الشعر الحر”.
ومنذ نشر تلك القصيدة، راحت نازك تتربع مستريحة على عرش الشعر الحر الجديد، وكتبت لها مكانة ريادية لا يدانيها أحد، وتوالت قصائدها بشكل ملحوظ في المجلات الأدبية، وأصدرت ديوانها «شظايا ورماد” عام 9491، وكتبت له مقدمة ثائرة، وشارحة فيها منهجها وثورتها أو تمردها على الشكل الشعري القديم، وتضمن الديوان قصيدتها البديعة “الكوليرا”، والتي قالت فيها:
(سكن الليل
أصغ إلى وقع صدى الأنّات
في عمق الظلمة، تحت الصمت، على الأموات
صرخات تعلو، نضطرب
حزن يتدفق، يلتهب
يتعثر فيه صدى الآهات
في كل فؤاد غليان
في الكوخ الساكن أحزان
في كل مكان روح تصرخ في الظلمات
في كل مكان يبكي صوت
هذا ما قد مزقه الموت
الموت الموت الموت يا حزن النيل الصارخ مما فعل الموت!)
وتستمر القصيدة بوتائر مختلفة، لتعطينا نازك شكلا جديدا من الكتابة، ذلك الشكل الذي وجد أشكالا عديدة من الصدى، والتأثير في كافة أرجاء العالم العربي، وخرج من معطف نازك شعراء كثيرون، وشاعرات كثيرات، وراحت الحركة الشعرية لتنجب في مصر صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وكمال نشأت وغيرهم، وفي لبنان جاء خليل حاوي وأدونيس، وفي العراق نفسها جاء الشعراء عبد الوهاب البياتي وشاذل طاقة وبلند الحيدري وبدر عبد الوهاب البياتي وشاذل طاقة وبلند الحيدري وبدر شاكر السياب.
وراحت نازك الملائكة تكتب الشعر، وفي الوقت نفسه تكتب الدراسات النقدية، وهذا ما لم يفعله آخرون، وفي عام 4591 نشرت دراسة في مجلة “الأديب” عنوانها “حركة الشعر الحر في العراق”، وقالت إنها أول من كتب قصيدة حرة في العالم العربي، هاجت عليها الدنيا كلها، وجاء كل واحد برواد كثيرين، كانوا قد كتبوا قصائد حرة قبل نازك، والأكثر من ذلك أقيمت لها محاكمات طويلة وعديدة، مرة لمحاكمتها حول هذا الزعم، ومرات لأسباب أخري، فها هو الناقد مصطفي عبد اللطيف السحرتي أصدر كتابا عام 7591، وبعد أن قام باستعراض بعض فقرات من أشعارها كتب قائلا، ”وهذه الشاعرة وإن بهرتنا بصناعتها الفنية وتقنيتها الجديدة المتحررة البارعة، إلا أنها تضيّع فنها في تجارب سلبية شرود، غافلة أو متجاهلة المضامين الجديدة، وما يضج به العصر من اتجاهات، كالثورة على وضع المرأة، والمناداة بتحررها، وطلب الأمن لها، وما إلى ذلك من موضوعات مما يدخل في نطاق الجنس المرهف، وأخشي أن أقول أن نازك تلقي الظلال على فنها بهذه القتامة النفسية والتجارب السلبية”.
ولم يكن السحرتي ناقدا استثنائيا آنذاك، ولكن مأساة نازك أنها قالت بأنها أول من كتبت قصيدة الشعر الحر، وكذلك هي التي أطلقت عليه تلك التسمية، وهذا دفع ناقدا كبيرا، ذا تأثير بالغ في الثقافة العربية، وهو رجاء النقاش، ليردّ عليها قائلا: “والحقيقة أن هذا الكلام خاطئ، فنازك الملائكة من الناحية التاريخية لم تكن أول من فكّر في الشعر الحر ولا أول من قدم نموذجا من نماذجه، بل ولم تكن أول من أطلق عليه هذا الاسم، فقد سبقها إلى ذلك كثيرون، والمحاولات في هذا المجال منذ بداية الثلاثينيات متعددة، منها محاولة محمد فريد أبو حديد، في ترجمته “ماكبث” لشكسبير، وقد أسمي أبو حديد محاولته باسم الشعر المرسل، وفيه تخلص من القافية الواحدة، ثم ذكر النقاش عددا من التجارب والمحاولات الأخرى لعلي أحمد باكثير في ترجمته لمسرحية “روميو وجولييت” لشكسبير كذلك، وأيضا ذكر النقاش قصيدة لخليل شيبوب، نشرتها مجلة أبوللو في الثلاثينيات، وهكذا راح النقاش يورد المثال بعد الآخر، لكي ينفي عن نازك شرف الريادة، ذلك الشرف الذي حازته بامتياز، حتي بعد أن ذكر النقاش وغيره تلك المحاولات.
لماذا إذن الريادة؟ الإجابة في غاية البساطة، لأن كل المحاولات التي ذكرها النقاش وغيره، لم تحظ بأي اهتمام في حينها، ولكن تم استدعاؤها فقط، للتدليل على أنها لم تحظ بأسبقية الريادة، ولكنها أي نازك لم تكن تعرف كما قالت في أحد حواراتها، أن كل هؤلاء كانوا قد كتبوا قبلها، ولكن قصيدتها تلك وما تلاها من قصائد، حظيت باهتمامات بالغة، كما أنها تركت تأثيرات ملحوظة في الحركة الشعرية العربية، كما أنها راحت تعمل على تأسيس الظاهرة بكتاباتها النقدية والنظرية، منذ أن راحت تعمل جاهدة في مقالاتها بمجلة الآداب اللبنانية، كذلك كتابها المهم “قضايا الشعر العربي المعاصر”، والذي تناولته أقلام كثيرة فيما بعد، ولكن لقي بعض الهجوم القاسي كذلك.
وإذا كان رجاء النقاش قد نفي ريادة نازك الملائكة للشعر الحر لأن هناك من كتبوا قبلها مثل خليل شيبوب ومحمد فريد أبو حديد وعلي أحمد باكثير، سنجد أن جداًلا واسعا قد دار من قبل، حول المنافسة حول تلك الريادة بينها وبين بدر شاكر السياب، ففي كتابه “حركة الحداثة في الشعر العربي المعاصر”، نفي كذلك الدكتور كمال خير بك تلك الريادة عن نازك، وهذه المرة يحاول كمال خير بك أن يثبت الريادة للسياب باعتراف نازك نفسها، إذ كتب يقول:”تشير نازك الملائكة في كتابها “قضايا الشعر العربي المعاصر” أنها كانت أول من نشر قصيدة “حرة” عام 7491، ولكنها تعترف في الكتاب نفسه أن بدر شاكر السياب قد نشر في الشهر ذاته مجموعة شعرية تحمل عنوان أزهار ذابلة تحتوي على قصيدة حرة عنوانها هل كان حبا؟.. ويستطرد خيربك قائلا: ”هذه الملاحظة التي توردها نازك الملائكة إنما تدعم الأطروحة التي يكون بموجبها بدر شاكر السياب أول من كتب قصيدة الشعر الحر، نظرا للمدة التي يستغرقها إعداد مجموعة شعرية وطبعها”.
من هنا يتبدى لنا عمليات الترصد السلطوي، والذي يحاول اختراع تأويلات وتحليلات واضحة المغزى، فما معني أن يحاول الراحل الكبير التفتيش في التاريخ من أجل الحصول على قصائد لم يلتفت إليها أحد، فقط ليثبت بأن الملائكة لم تكن رائدة ولا سابقة على كل هؤلاء، وما الذي يبرر ذلك الانحياز العجيب عند خير بك، للسياب، حتي يقول بأن مجموعة “أزهار ذابلة”، من الطبيعي أنها أخذت وقتا كبيرا من أجل إعدادها، ولم تكن تأويلات خير بك، ولا اكتشافات رجاء النقاش، سوي نماذج من سيل من الكتابات النقدية التي راحت لتنزع ذلك المعطف الشعري عن نازك الملائكة، ذلك المعطف الذي خرجت منه كل الأجيال الشعرية التي جاءت بعد ذلك، رغم التباينات الواضحة.
وإذا كانت تلك الكتابات النقدية، والتأويلات التاريخية، حاولت انتزاع الريادة من نازك الملائكة، فهناك كتابات أخرى جاءت بعد منتصف الستينيات، لتطلق حملة شعواء على نازك، ربما كان أساسها منطلقا من مجلة “شعر «، ويوسف الخال على وجه الخصوص، والذي هاجم كتاب نازك ”قضايا الشعر العربي المعاصر” بضراوة، ولكن الهجوم الأعنف، وربما الأذكي، كان علي يد الراحل الكبير غالي شكري في كتابه “شعرنا الحديث إلى أين”، وقد أورد فيه أربعة اتجاهات أساسية، وخصّ نازك الملائكة على وجه التحديد بالسلفية الشعرية، ووضع معها على استحياء الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ولكنه التمس لحجازي بعض محاولات مجتهدة، يعمل فيها للخروج من تلك السلفية، وشنّ غالي شكري هجوما واضحا على نازك الملائكة، دون كل شعراء المرحلة، لدرجة أنه امتدح بعض شعراء بائسين، لم يكونوا على مستوي تجربة الشعر الحر، كما كانت نازك، واتهم غالي شكري الملائكة بأنها تراجعت تماماً عن بداياتها، وأنها قد أفلست بامتياز، وليس لديها ما تقوله، وكأنه أراد أن يقول: ”ليتها تصمت”.
وكانت نازك قد نشرت ديوانها «شجرة القمر” عام 1967، وكتبت مقدمة نقدية، وأبدت بضع ملاحظات حول الاستسهال الذي كتب به بعض الشعراء، لذلك فهي قالت ببعض القيود التي يمكن أن توجد في الشعر، وفي العام نفسه نشرت الطبعة الثانية من ديوانها “قرارة الموجة”، وقالت فيه كلاما مثل ما سبق قوله في “شجرة القمر” ومن هنا تلقفتها الأقلام الحادة والقاسية، فأضيفت إليها تهمة الرجعية والسلفية، وفي العدد الوحيد الذي ترأس تحريره الشاعر صلاح عبد الصبور، وصدر عام 2791، ونشر فيه قصيدة لنازك الملائكة، بعثت رسالة إلى عبد الصبور، نشرها في مقدمة العدد كله، وفيه تعلن الشاعرة عن بعض شجونها، وبعدها ذهبت نازك إلى عزلتها الطويلة، والفعل الإيجابي الأهم، هو صدور أعمالها الكاملة عن المجلس الأعلى للثقافة، في أربعة مجلدات ضخمة، بغلاف رائع للفنان الكبير محيي الدين اللباد، ورغم تلك المجلدات الضخمة، إلا أن الملائكة لها كتابات كثيرة لم تجمع ولم تنشر.
* أخبار الأدب.