

صدر حديثاً.. عن دار “الكتب خان” بالقاهرة كتاب “جونتر جراس ومواجهة ماضٍ لم يمض” للكاتب والمترجم سمير جريس. ويستعرض الكتاب أهم المحطات في حياة الكاتب الحاصل على جائزة نوبل، ويقدم رؤية نقدية لأبرز أعماله، لا سيما تلك المترجمة إلى العربية. ويفرد المؤلف فصلا عن علاقة جراس بالعالم العربي، وتحديدا من خلال الرحلتين اللتين قام بهما جراس إلى اليمن في مستهل الألفية الثالثة.
وستُقام عن الكتاب وبحضور الكاتب ندوة في معهد جوته بالإسكندرية يوم الأول من فبراير، كما سيشهد معرض القاهرة للكتاب ندوة أخرى في الثالثة من ظهر يوم الثالث من فبراير في الجناح الألماني (صالة 19)، وفي مساء اليوم نفسه ستقام ندوة أخيرة في مكتبة “الكتب خان” بالمعادي.
ومن مقدمة الكتاب:
“منذ أول أعماله، رواية “طبل الصفيح”، وجراس هو الكاتب الحداثي في ألمانيا، والوجه الأبرز للأدب الجديد بعد الحرب العالمية الثانية، وأكثر الكتّاب الألمان تأثيراً في الأدب العالمي. لذلك غدا جراس النموذج والمعلم بالنسبة إلى عديد من الأدباء في العالم، مثل سلمان رشدي وجون إرفينج. أما في المنطقة العربية فقد ارتكزت شهرة جراس أساساً على مواقفه السياسية المناصرة لحقوق الإنسان والداعمة للعالم الثالث. وبالرغم من ترجمة عدد من أعماله إلى العربية، أظنُ أنه لم يُقرأ على نطاق واسع…. وأعتقد أن ابتعاد القراء العرب عن أعمال جراس يرجع، من ناحية، إلى ضخامتها وتعقد بنيتها والتصاقها بالتاريخ الألماني واحتشادها بالتفاصيل، كما يعود إلى نوعية الترجمات العربية. … ويتضح قلة الاهتمام بجراس عربيا في عدم وجود كتب تتناول حياته أو أعماله، فهذا – على حد علمي – أول كتاب يصدر بالعربية عن صاحب ثلاثية دانتسج.
جونتر جراس، أيضاً، لم يعرف إلا القليل عن الأدب العربي، رغم أنه زار مصر في عام 1979 بدعوة من معهد جوته، حيث عُرض الفيلم الذي أخرجه فولكر شلوندورف عن رواية “طبل الصفيح”. … بعد ذلك بسنوات زار جراس اليمن مرتين في مطلع الألفية الجديدة. وعندما سألته في صنعاء عن الأعمال التي قرأها بالعربية، قال لي إنه لم يطالع إلا بعضا من روايات نجيب محفوظ. كان واضحا لكل من رافق جراس في اليمن أن العمارة التقليدية هناك – التي أطلق عليها جراس “قصيدة من طين” – هي التي فَتَنَت قارع “طبل الصفيح”، وأثارت اهتمامه أكثر من الأدب العربي..”.
* القاهرة.