قراءة في رواية “ازدواجية الزمن” للأردنية ربا قنديل



*ليث الرواجفة


خاص ( ثقافات )
صدرت حديثاً في عمّان عن دار البيروتي للنشر والتوزيع رواية “ازدواجية الزمن” للكاتبة ربا قنديل، وهو العمل الروائي الأول لها، حيث تقع الرواية في 313 صفحة من القطع المتوسط. 
وتعدّ ” ازدواجية الزمن” للروائية الأردنية ربا قنديل، من الروايات الرومانسية بالمفهوم العام وليس بالمفهوم النقدي؛ فتدور أحداث الرواية حول جدلية الحب والتضحية والإخلاص والوفاء والحنين. 
– فالحب: يتمثل في تلك العلاقة التي جمعت بين (رولين) الشاعرة والأديبة صاحبة الاحساس المرهف، وبين القبطان (سهيل) الذي أسر قلبها بحبه؛ لاجتماع جميع الصفات المثالية التي تتمناها فيه. 
– والتضحية: تتمثل التضحية في ترك (رولين) أهلها ووطنها وعملها ذلك للارتباط بــ(سهيل) الذي يعمل في (اليونان). 
– أما جانب الإخلاص: رغم فترات الفراق الطويلة، إلا أن كلاهما بقي مخلصًا للآخر بحبه وصدقه وشوقه. 
– والوفاء: هو الركيزة الأساسية التي قامت عليها جوانب مهمة في البناء الدرامي للرواية، فــ(سهيل) يعمل جاسوسًا مشتركاً بين المخابرات اليونانية والأردنية دون علم كل جهة، تمكنت (رولين) بصدق حبها لوطنها وزوجها أن تجعله يتخلى عن تلك الوظيفة البشعة، ولم تتركه، بل تمسكت به ووقفت الى جانبه، رغم قسوة الأحداث الناجمة عن ذلك. 
– والحنين: ظهرت في الرواية ازدواجية الحنين؛ للزوج فترة غيابه، وللوطن في الغربة، وعاطفة الحنين تنبعث بالدرجة الأولى من حب الشيء والتمسك به. 
تتكون الرواية من أربع فصول: الفصل الأول موسوم بعنوان ازدواجية الحب: وهذا العنوان مرتبط بحالة ( رولين) التي عاشت فترات كثيرة من الحب، وكان يخالطها لحظات أخرى أن زوجها لا يحبها، بل كان ما يدور بينهما نوع من التعلق، والفصل الثاني بعنوان ازدواجية الرحيل: والعنوان مرتبط بالرحيل الفيزيائي للأشياء وبقاؤها المعنوي، فحدثت مشكلة بينهما رحل عنها ستة أشهر ولكن لم يفترقا إلا جسدياً، والفصل الثالث بعنوان ازدواجية التعلق: وهي أدنى درجة من درجات الحب التي اعتقدت البطلة أنها تجمع بينها وبين زوجها، والفصل الرابع بعنوان ازدواجية الوطن: وهنا تظهر مفارقة الرؤية (المنظور) فزوجها يعتبر أي بلد غير عربي وطنه، على النقيض منها التي بقيت تحن الى وطنها حتى النهاية. 
كل الازدواجيات السابقة تندرج تحت ازدواجية واحدة وهي (ازدواجية الزمن)، فالزمن كفيل بالحب وتناقضاته، والبقاء والرحيل، والتعلق والتخلي، والغربة والاستقرار. 
استعملت الكاتبة أسلوب الرواية التقليدية (مقدمة،حبكة،حل) لكن النهاية مفتوحة لم توضح مكان الاستقرار هل كان في وطنها أم في وطنه؟! السرد يتغلب على الرواية بضمير المتكلم، فالراوي يتقمص شخصية (رولين) دائماً، يروي ويصنف ويعلق على كل الشخصيات وعلى الشخصية التي يتقمصها، يبين جوانبها الايجابية والسلبية، ولا يستثني نفسه من العيوب الاجتماعية والعيوب النفسية، خصوصاً تلك النرجسية الأنثوية الطاغية. 
وللكاتبة أسلوب رومانسي في وصف الأحداث واقتحام الطبيعة عند إظهار الحزن والمأساة وعودة الحياة مراراً، لديها ناحية بلاغية بديعة ووظفت بعض القصائد النثرية مرتبطة بالأحداث على لسان شخصيتها البطلة. واللغة هي اللغة الفصحى في أغلب الرواية، تمتاز بشعريتها أحياناً كثيرة. 
والرواية تتجه نحو الاتجاه الواقعي في أغلب أحداثها، ولكنها لا تخلو من الرمز حيث يمكن ملاحظة القضايا التي تم معالجتها بشكل غير مباشر عبر استثمار هذه التقنية بذكاء دون أن تؤثر على بناء الرواية. 

شاهد أيضاً

قناع بلون السماء.. أضداد متمازجة وأحكام مُعلَّقة

(ثقافات) قناع بلون السماء.. أضداد متمازجة وأحكام مُعلَّقة سامر حيدر المجالي على غير ما يُظَنُّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *