خاص ( ثقافات )
صدر حديثاً، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، رواية “زائر الأبدية المنسي” للروائية البحرينية لمى سخنيني. وجاءت الرواية في 216 صفحة من القطع المتوسط، لوحة الغلاف للفنان فلاديمير كوش/روسيا.
في هذا العمل تواصل الكاتبة تطوير أسلوبها الأدبي في المزج ما بين فنيات السرد الروائي والقصصي وبين اللغة الشعرية المتميزة فيخرج العمل من بين يديها رواية أو ديوان شعر أو هما معا.
هذه الرواية تقص سيرة جبرا الفلسطيني في بحثه عن نفسه ما بين وطن سلب وغربة فرضت عليه، وطموح شخصي أتاحته له فرصة حصوله على مكانة علمية رفيعة في إحدى الجامعات الغربية المرموقة. جبرا الباحث وأستاذ الفيزياء تربطه علاقة روحانية معقدة بأسيرة فلسطينية مبعدة عن وطنها، مريم. هو العالم الذي لا يقبل إلا بالبرهان وهي الصوفية المؤمنة التي تمنح نفسها بغير حساب. تحمل علاقتهما الكثير من الآمال والكثير من الآلام لتنتهي بالرحيل. هي رحلت محملة بعشقها لله وبشوقها لمنزلها الأول وهو المسير بتعاليم عقله العلمي لم يتقبل فكرة الرحيل فيصرخ قائلا مطالبا برجوعها:
“يا من غابت عني بغير إذني؛ أعطيتك روحي ونسيت أن أستردها قبل رحيلك. عودي. أتحرك فأفاجأ بوجود جسد من حول خواء. قدمان، ساقان، ذراعان، رأس خالٍ إلا من ذكرى مكان جمعني وإياك. عودي. مضى على غيابك ما يقارب السنة وأنت ما تزالين تأتيني بكل هذه القوة والوضوح. أشعر بحضوركِ يحاصرني، حضور ذو طعم ورائحة يسكن داخلي ويغلف خارجي. صوتكِ مازال يوشوشني في أذني، يقول لي ما كنت تودين قوله ولم تقوليه. هناك وفي هذا البعد عني، تغيبين قليلا ولكني أستحضرك بشفافية ووضوح متى أريد لأتحسس طعمك ما بين شفتي وما بين أصابعي. يقولون بأن الزمن يشفي الجروح وأنا أقول بأنه يدمر الخلايا العصبية، ويترك رعبا شبيها بثقب أسود في مركز مجرة.”
تقع الرواية في 216 صفحة من القطع المتوسط .