كابول – تسعى المخرجة الباكستانية شارمين عبيد تشينوي، إلى القضاء على جرائم الشرف في باكستان، التي يروح ضحيتها المئات من الرجال والنساء في البلاد كل عام، من خلال فيلمها الوثائقي المرشح لجائزة الأوسكار “فتاة في النهر: ثمن التسامح”. والفيلم مدة عرضه 40 دقيقة، وهو من إنتاج تينا براون وتوزيع هوم بوكس أوفيس، ولغته الأصلية الإنكليزية.
ويحكي الفيلم قصة شابة تزوجت من رجل دون موافقة أسرتها، مما دفع والدها وعمها إلى ضربها وإصابتها بطلق ناري في رأسها، ثم وضعاها في حقيبة وألقيا بها في النهر، لكنها نجت وبدأت تسعى إلى تقديم أبيها وعمها إلى العدالة.
وألقي القبض على الاثنين وأدخلا السجن، لكن الشابة سابا تعرضت لضغوط كي تسامحهما، إذ يتيح القانون الباكستاني للمدعي التنازل عن شكواه ضدّ المتهـم حتى لو كانت التهمة الشـروع في القتل. ويقول مدافعون عن تشديد قانون جرائم الشرف، إن تغيير القانون لإزالة إمكانية الصفح قد يسهم في تقليل عدد هذا النوع من الجرائم. ووفقا لقرارات منظمة حقوق الإنسان بباكستان هناك أكثر من خمسمئة جريمة شرف كان ضحاياها من الرجال والنساء في عام 2015، ومرتكبو هذه الجرائم في أغلب الأمر رجال يقومون بقتل ضحاياهم من الإناث مدّعين أنهن جالبات للعار لأسرهن.
تروي المخرجة الباكستانية شارمين عبيد تشينوي قائلة “إذا تجوّلت في أنحاء باكستان ستجد أن أغلب الناس يعتقدون أن جرائم الشرف ليست من الجرائم، وذلك لأنه لم يتم سجن أي أحد من أجل قضية شرف لذلك”.
وتضيف تشينوي “يتعين على الناس أن يدركوا أنها جريمة خطيرة للغاية، إنها لا تنتمي إلى ديننا أو ثقافتنا، وينبغي التعامل معها على أنها عملية قتل عمدا وسجن من يرتكبها”.
ويظهر لنا الفيلم سابا مقصود وهي ترقد على سرير بالمشفى وبجانبها زوجها الشرطي بينما يقوم قيصر أحمد بإطعامها.
وبعد ترشيح الفيلم في قائمة الأفلام الوثائقية القصيرة، أصدر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بيانا هنأ فيه المخرجة، وتعهد بالتزام حكومته بتخليص باكستان من شرّ جرائم الشرف باستحداث تشريعات مناسبة.
وتتابع مخرجة الفيلم: الفوز الأكبر بالنسبة إلى هذا الفيلم “فتاة في النهر” هو أن يتم أخذ إجراءات من قبل رئيس الوزراء بجمع المسؤولين المعنيين بالأمر لإصدار قانون لمنع جرائم الشرف في البلاد، وبذلك نقوم بحماية المرأة في باكستان، لأنه من حق كل امرأة أن تعيش حتى وإن أخطأت، وإن قتلت يجب أن يحاسب القاتل بدخوله إلى السجن.
هذا، وسيتم عرض الفيلم الباكستاني “فتاة في النهر: ثمن التسامح” في شهر مارس المقبل، وتقوم ببطولته شابة تدعى سابا، عمرها 19 عاما من إقليم البنجاب الباكستاني. وكانت المخرجة عبيد تشينوي قد فازت بجائزة الأوسكار للفئة نفسها عن فيلمها “إنقاذ الوجه”، ويتناول الهجمات بالأحماض في باكستان.
_______
*العرب