مؤسسة عبد المحسن القطان تعلن جوائز الكاتب الشاب 2015


*يوسف الشايب


أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان، وضمن برنامجها للثقافة والفنون، في قصر رام الله الثقافي، مساء أمس، نتائج مسابقتها للكاتب الشاب للعام 2015، في حفل تخلل عرضاً موسيقياً أدائياً مبهراً بعنوان «وحل» يعبر عن حالة «الوحل» التي يعيشها الوطن العربي. وذهبت جائزة الرواية لمجد كيّال عن روايته «مأساة السيد مطر»، فيما ذهبت جائزة القصة القصيرة لميس عبد الهادي عن مجموعتها «معطف السيدة»، فيما تقاسم كل من نضال الفقعاوي عن مجموعته مجموعة «ظهيرة – قصائد في عربة الإسكافي»، وسراب القاسم عن مجموعتها «قمح في قطن» جائزة الشعر، وجميعها أعلنها محمود أبو هشهش، مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان. وقال زياد خلف، مدير عام مؤسسة عبد المحسن القطان: في غمرة ما يجري في فلسطين والمنطقة والعالم من أحداث تجعل من المستقبل أكثر غموضاً، إلا أن هناك الكثير مما يدعو للتفاؤل، مستعرضاً إنجازات المؤسسة في الفترة الماضية عبر برامجها في التربية والثقافة والفنون وثقافة الطفل، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ومن بين المشاريع التي تحدث عنها خلف، «مشروع استوديو العلوم»، والذي يهدف إلى تطوير تعليم العلوم، ونشر الثقافة العلمية في مجتمعنا، والعمل الجاري على مبنى المؤسسة الجديد في حي الطيرة بمدينة رام الله، بمرافقه من قاعة المؤتمرات، والمسرح الصغير، والجاليري، واستوديو الفنون التشكيلية، واستوديو الفنون الأدائية، والمكتبة، وغيرها من الفضاءات، «التي نسعى لأن تكون منبراً للحوار والتبادل والتجريب والإنتاج والإبداع».

جائزة الرواية وتكونت لجنة تحكيم جائزة الكاتب الشاب للعام 2015 في حقل الرواية، من: الكاتب والروائي اللبناني جبور الدويهي (بيروت)، الناقد والأكاديمي الأردني د. زياد الزعبي (عمان)، والكاتبة الروائية الفلسطينية عدنية شبلي (برلين)، والكاتب الروائي العراقي علي بدر (بروكسل)، نظرت في خمس وعشرين مخطوطة روائية تقدم بها مشاركون فلسطينيون شباب تتراوح أعمارهم بين 22-35 عاماً يقيمون في أماكن مختلفة داخل فلسطين التاريخية وخارجها. وذهبت جائزة الرواية لمجد كيّال (يافا) عن روايته «مأساة السيد مطر»، حيث رأت اللجنة فيها «رواية غنية ومتنوعة في الأسلوب ومكتوبة بلغة متماسكة وناضجة، بل رأى بعض أعضاء اللجنة أنها رواية استثنائية، ليس على مستوى الجائزة فحسب، وإنما على مستوى السرد العربي، من حيث معالجتها الأحداث التاريخية بهذه القوة وهذا العنف، باستخدام لغة غنوصية، فلسفية دينية، وأنها تفكك، في الوقت ذاته، هذه اللغة. كما أنها مكتوبة بشكل مبتكر، وخارج التصنيفات الكلاسيكية للسرد العربي، حيث يعتمد الروائي ببراعة على تبئير متنوع سمح بطرح العديد من المواضيع، بأسلوب واعٍ، وفي لعب على طيف من الشخصيات التي تتبادل أدور الرواة للحدث الواحد». وأضاف بيان اللجنة: هذه الرواية تدل على كاتب يمتلك أدوات الكتابة الروائية ومرجعيات معرفية تمنحه القدرة على أن يكون كاتباً محترفاً يستطيع السيطرة على أدواته وتطويرها، فهو عمل مكتوب بلغة وأسلوب محكمين من بدايته حتى نهايته، ويتحرك بين الماضي والحاضر والمستقبل، محطماً أي فواصل بينها، راسماً واقعاً روائياً صافياً.

وأشارت اللجنة، إنه وعلى غرار دورة العام 2013، جاء عدد المشاركات الروائية مرتفعاً، مظهراً تنامياً إضافياً في الإقبال على هذا الجنس الأدبي (الرواية)، في أوساط الكتاب الشباب، أو المنخرطين في الكتابة الأدبية بشكل عام.. وقد تفاوتت الأعمال في مواضيعها ومستوى نضجها، بين ما هو لافت وواعد، وما هو ضعيف وواهن في لغته وبنيته. كما بدا للجنة أن كثيراً من المخطوطات الروائية المقدمة جاء منشغلاً بموضوعات آنية، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية الأخيرة في العام 2014 على غزة. وتم تناول أربعة أعمال روائية في توصيات أعضاء اللجنة وتداولاتهم، وصولاً إلى النتيجة النهائية. وقد تباينت رؤى أعضاء لجنة التحكيم، والأسباب التي ساقوها وراء ترشيحهم لهذا العمل أو ذاك، فمنهم من انتصر لمتانة البنية الروائية وسلامة اللغة، ومنهم من كان أكثر انحيازاً لما يحمله العمل من جديد وتجريب على مستوى الكتابة الروائية، وغير ذلك من أسباب، مع إدراك اللجنة أن كثيراً من هذه الأعمال يحتاج إلى تطوير وتحرير، لتخليصه من كثير من الأخطاء اللغوية والنحوية التي شابت العدد الأكبر من الأعمال المشاركة بشكل أو بآخر.

وبناءً على تقييمات أعضاء اللجنة الأربعة، وما تضمنته تقاريرهم من ملاحظات وخلاصات عامة، وبخاصة بشأن الأعمال المشاركة، وما تبع ذلك من نقاش وتداول، جاءت توصيات لجنة للتنويه برواية «ساحة سماوية» لإسراء عبد الهادي محاميد (نابلس – النرويج)، لأنها رواية ترسم ملامح الواقع الفلسطيني على نحو فيه عمق وجرأة، وتقرأ بنية هذا المجتمع ومكانة المرأة فيه، وتعاين الفقر والبؤس، والعنف والرقة، والوطنية والخيانة، وكونها أيضاً رواية تقرأ مرحلة راهنة، وتستعيد مراحل تاريخية سابقة من خلال نسق روائي قائم على سرد وجهات النظر، وتقنية الاسترجاع أحياناً، ترسم من خلاله ملامح الشخصيات والأحداث والأماكن في نسق منطقي متماسك ومشوق، من خلال حبكة روائية جيدة، ولغة مختزلة، وتبادل مثير وشيق للأصوات الروائية.

 وحول الرواية ذاتها، قالت اللجنة: على الرغم مما اعترى الرواية من أخطاء لغوية ونحوية غير مبررة، وانزلاقها، أحياناً، إلى صور نمطية بعيدة عن البناء الروائي التخيلي، وبقائها في حدود المبني الروائي الكلاسيكي الذي يعتمد على إثارة العاطفة في غالبية الأحيان، فإنها تنبئ عن قدرات شابة تملك من الأدوات ما يمكنها من أن ترسّخ حضورها في عالم الكتابة.

كما نوهت اللجنة برواية «لجة بياض» لكوثر محمود طه حوراني (رام الله)، حيث إنها رواية متماسكة وتدور حول علاقات شخصية وزوجية على خلفية أحداث الاحتلال، دون أن تسعى إلى الإثارة، وذلك بلغة أدبية مباشرة، وشخصيات مصقولة. ولكن اللجنة أخذت على الرواية بساطة حبكتها الروائية التي تحول دون أخذ العمل إلى تخوم أدبية متقدمة، ووقوعها في صور نمطية مسرفة في الوصف دون حدث مركزي، إضافة إلى ما يشوبها أحياناً من أخطاء لغوية وركاكة في التعبير.

وأشادت اللجنة برواية «المختلسون» لعبد المعطي إبراهيم مقبول (نابلس ومقيم بتركيا)، مع توصية بالنشر بعد العمل مع الكاتب على تطويرها وتحريرها، حيث أظهرت عملاً أدبياً قوياً في بنية رواية استعارية مركبة ومتماسكة، ويبدو ذا حبكة محكمة ومثيرة، يتداخل فيها الحقيقي بالروائي والمتخيل، بأسلوب ينطوي على كثير من التشويق، وبشخصيات عميقة ومتماسكة، حيث بدا العمل في غالبيته مجدداً ومحدثاً، ويعالج قضايا حالية بروح وحبكة روائية بديعة، ومع ذلك أخذت اللجنة على العمل ابتعاده في جزئه الثالث والأخير، قليلاً عن الخصوصية، ووقوعه أحياناً في «الكليشيه»، ولاسيما حين يجري التطرق إلى أحداث مأساوية معينة، وسقوطه في الأخطاء اللغوية.

جائزة الشعر وتكونت لجنة تحكيم جائزة الكاتب الشاب للعام 2015 في حقل الشعر، من الشعراء: زكريا محمد (رام الله)، زهير أبو شايب (عمّان)، علاء خالد (القاهرة)، مازن معروف (ركيافيك – بيروت)، في تسعٍ وعشرين مجموعة شعرية، تقدم بها مشاركون فلسطينيون شباب، تراوحت أعمارهم بين 22 و35 عاماً، من مناطق مختلفة من فلسطين التاريخية وخارجها. وأوصت اللجنة أن تذهب الجائزة لهذه الدورة مناصفة بين نضال يوسف سليمان الفقعاوي (غزة) عن مجموعته «ظهيرة – قصائد في عربة الإسكافي»، وسراب خالد محمود القاسم (رام الله) عن مجموعتها «قمح في قطن». وجاء في بيان اللجنة حول مجموعة «ظهيرة – قصائد في عربة الإسكافي» للفقعاوي: تقدم هذه المجموعة صوتاً شعرياً حراً من سطوة تأثيرات شعرية بعينها، وإن تشي بتعددية مشارب صاحبها الشعرية، عبر قصيدة نثر لافتة، بلغة سليمة تتمتّع بغنى إيقاعيّ، وعمق تأمّليّ، واشتغال على الموضوعات الهامشيّة، وعلى شعريّة التفاصيل الصغيرة الّتي لا يلتفت إليها الشعر التقليديّ في العادة، ومحاولة رصد الذات من خلال تلك التفاصيل في قصائد متماسكة، ولغة بسيطة غير محملة بالبلاغة، حتى لا تتحول إلى محمول رمزي للماضي. وأضافت حول المجموعة ذاتها: يقتنص الشاعر في هذه المجموعة واقعه البصري واليومي، لكي يستدل به على عزلته الخاصة، وعلى حاجته لأن يكتب قصيدة مغايرة، تصدم القارئ أو تتصادم معه على الأقل، وتعكس اجتهاداً مجازياً ولغوياً لدى الشاعر، كما تعكس ابتكاراً لجهة الأسلوب، ونضجاً يمنحه مسحة من الفرادة.

كما أن قصائد هذه المجموعة تشتمل على وحدة في الأسلوب، كما لو أنها آتية من حالة واحدة تماماً، حالة طويلة، يمدد فيها الشاعر عباراته باتجاه التاريخ وأحداثه ورمزياته. أما عن مجموعة «قمح في قطن» للقاسم، فقالت اللجنة: تقدم هذه المجموعة صوتاً شعرياً أنثوياً جديداً، عبر قصيدة نثر تحفل بانشغالات الأنثى (التقليديّة أحياناً)، وتغلب عليها النزعة التأمّليّة الّتي ترفع من سويّتها وشعريّتها. ثمّة حرارة إيقاعيّة ومعاينات جديدة ومدهشة أحياناً، في قصائد تحتشد رويداً رويداً بالصور والمعنى والحس، وكأنها تخلق من فراغ وليس من صورة سابقة، شيء شبيه بالنحت، يبدأ من الفراغ وليس من المادة، في بحث جدي لصورة «الآخر»، وهو هنا «الرجل»، عبر تجربة شخصية جريئة وحساسة، وبالتالي تعكس القصائد صورة المرأة داخل هذه الثقافة التي تتكلم داخلها، بجرأة غير جارحة كونها أصيلة. وأضافت حول مجموعة القاسم: كما أن المجموعة تعكس في بعض قصائدها، التقاطات بصرية لافتة، وبخاصة تلك التي تحمل سياقاً اعترافياً، متقشفاً بلا تفخيمات مجازية، كما تبرع الشاعرة في إحكام قبضتها جمالياً على لحظات عابرة، معيدة تدويرها مجازياً ورمزياً، مانحة الشعر احتماليات أخرى، وأولوية تكمن في الإفصاح عن صوت الذات الحاضرة، بقوة وبقسوة، في حضور مثير للطبيعة، كوسيط وشاهد قديم على العلاقة بين المرأة والرجل.

وشملت المشاركات في مسابقة الشعر، ووفق اللجنة، عدداً لا بأس به من المحاولات الشعرية الجيدة والجادة والواعدة، وقد دارت ست مجموعات في فلك التنافس والجدل والحوار، وإن تفاوتت آراء أعضاء اللجنة بشأن كلٍّ منها، وهذا مشروعٌ؛ لكون أعضاء لجنة التحكيم يمثلون تجارب شعرية وأدبية متنوعة، ومشارب جمالية مختلفة، ما يجعل العمل الذي يحوز على إجماع اللجنة أو أغلبيتها، عملاً يستحق الاهتمام.

 وبعد الكثير من النقاش والمداولات. ونوهت اللجنة بمجموعة مجموعة «من ظمأ إلى ظمأ» لدعاء كامل أبو شغيبة (غزة)، «حيث قدمت هذه المجموعة قصيدة نثر قادرة على استيقاف القارئ، كاشفة عن صوت جريء في حساسيته وبوحه واعترافاته، محاولةً استبطان العلاقة اليومية مع الجسد، وإن كان ثمّة غلوّ في الانشغال بموضوعة الجنس والعبث، بحس يتناوب بين السخرية والسخط والعدمية، حيث يبدي الديوان تماسكاً في قصائده، ولا يخلو من بعض التعابير المشحونة بالموقف الشعري والوجودي من قضايا إنسانية تؤرق مجتمعنا المعاصر». كما نوّهت بمجموعة «هواء خفيف» لنضال محمود أبو عريشة (يافا)، «حيث يحسب لهذه المجموعة التي تتخذ من الشذرة الفكرية/ الشعرية شكلاً لبناء القصيدة الممتدة، وهو ما يؤكد فكرة «النص» كما يسميه صاحبه، بمعنى أن الشعرية سياق متكامل، أو «كتلة» متكاملة بها الكلام والفكر والإيقاع.. فالإيجاز مع الاسترسال الداخلي للكلام هما اللذان يمنحان القصيدة القصيرة شعريتها، وهو مكان القوة لصاحب الديوان. كونه يعتمد على تشكيل اللغة، والعبارات، والكلام، وأيضاً حبكة النهايات.. إنّها تلتقط الشعري أحياناً وتتوهّج، وإنّ خطابها واضح ومتماسك وناضج».

وأشادت اللجنة وأوصت بنشر مجموعة «الخسارات كلها» لعمر منذر أحمد زيادة (نابلس)، «لأنها مجموعة تعبر عن روح مجتهدة في صياغة نص يبني على روح الشعر العربي، لكنه يتقشف من حليه الكلاسيكية، في قصائد ذكية الأفكار، متماسكة البناء للجملة الشعرية والخطاب، ومتسقة اللغة، وتحمل تأملات ذاتية تنطوي على حس فلسفي، وإن يحسب على هذه المجموعة، التي تقدم صوتاً جيداً، أن صاحبها يحتاج إلى أن يجعل صوته أكثر تمايزاً، وأقل ألفة مما عليه الآن». والأمر ذاته مع مجموعة «لابس تياب السفر» لرامي صالح زكريا العاشق (ألمانيا)، «حيث تقترح المخطوطة شكلاً شعرياً عامياً، يتخفف من بلاغة الفصحى والأحكام اللغوية التي تعج بها قصيدة التفعيلة أو الوزن. وهو ما يجعل قصائده قريبة إلى الأذن، ومبطنة بعبارات شعرية غير مألوفة وجديدة نوعاً ما، في مجموعة شعرية يبدو واضحاً أنها تتخذ من التجربة السورية مصدراً بصرياً ووجودياً لها، بحلة متوهجة، لا تنساق إلى رومانطيقية مبتذلة، أو مقاربات مكررة، وتنجح في تهريب الألم من الكليشيه، والبحث عن صياغات شعرية جديدة .. نلامس في هذه القصائد وجع الانسلاخ عن الوطن، والحنين إلى المفقود والأماكن، وهي تعبير عن حالة النفي المتواصلة التي يعيشها الفلسطيني».

جائزة القصة القصيرة وتكونت لجنة تحكيم جائزة الكاتب الشاب للعام 2015 في حقل القصة القصيرة، من: الكاتب الروائي د. جبور الدويهي (بيروت)، والناقد والأكاديمي د. زياد الزعبي (عمان)، الكاتب والشاعر زكريا محمد (رام الله)، والكاتبة الروائية د.عدنية شبلي (برلين)، نظرت في اثنتي عشرة مجموعة قصصية. 

وأوصت اللجنة بالإجماع على منح جائزة الكاتب الشاب للعام 2015 في حقل القصة القصيرة للمجموعة القصصية «معطف السيدة» لصاحبتها ميس فؤاد محمود عبد الهادي (بيرزيت)، «لأنها تضيء بقصصها الاثنتين والأربعين، وإن بتفاوت في العمق والبناء، جوانب إنسانية من حياة المجتمع الفلسطيني، في نصوص رقيقة جداً حول لحظات قاسية، وموضوعات مبتكرة وذات صلة بالواقع، تتناوب عليها الشخصيات في القصص بلغة مختزلة وشيقة، ودون أي زخرفة أو توصيفات نمطية. وجاء في البيان حول «معطف السيدة»: ينهض معظم هذه القصص على أشكال من المفارقة اللطيفة في الحياة، وفي أبعادها الاجتماعية والإنسانية.. وهي، في الغالب، مبنية، صياغة ودلالة، بصورة جيدة، تقوم على الالتقاط السريع للفكرة، والتعبير عنها بصورة حادة واضحة لتصل في نهايتها إلى مفاجأة القارئ بدلالة منبثقة من النص ومفارقة له، وهذا ما يمنح النصوص قيمة فنية ودلالية في الوقت نفسه.

وختمت بخصوصها: كما تقدم هذه المجموعة نصوصاً تعاين الأبعاد الإنسانية لنتائج الحرب في صور ومشاهد مفعمة بالحيوية والحدة، والقدرة على رسم ملامح الأحداث والشخصيات على نحو لافت في بنائه وحبكته، وبأسلوب تهكمي يقترب من السرد الشفهي، من خلال لغة جيدة، وبنية نصوص متماسكة تعبر عن الفكرة بوضوح وحدة. ونوهت اللجنة بالمجموعة القصصية «نفرتيتي ترقص التانغو» لصاحبتها رحمة محمود حجة (حنين/ رام الله)، «لأنها تضم قصصاً قصيرة جداً بأسلوب جميل، وتنطوي بعضها على تأملات جيدة، علماً أن قصص هذه المجموعة جاءت متفاوتة في مستواها الفني بين الجيدة والأقل جودة، وبين المتقنة وتلك التي تفقد اتجاهها، وتتبع الواقعية في سردها». وأضافت بخصوص «نفرتيتي ترقص التانغو»: يؤخذ على هذه المجموعة أنها تشمل نصوصاً لا تتوافر فيها شروط القصة، وتعالج موضوعات مكرورة بصورة مباشرة دون بناء فني محكم، موصية بنشر هذه المجموعة في حال تم العمل على تمتينها وتخليصها من مواطن الضعف فيها؛ سواء أكان ذلك نصوصاً تفتقر إلى البنية القصصية المقنعة، أم من أي وهنات أخرى. وكانت لجنة المسابقة في حقل القصة القصيرة، أشارت في بيانها إلى تفاوت «المجموعات القصصية المشاركة في مستواها الفني والمعرفي تفاوتاً شديداً، فثمة نصوص مقبولة بوصفها محاولات لكتابة فنية تبغي معاينة الواقع ومحاورته بصورة يمكن أن تعمق الوعي به، وترسم ملامحه في صور فنية جديدة، وتبين عن قدرات طيبة يمكن أن تطور وتصقل في سبيل الوصول إلى مستوى مقبول في الكتابة القصصية»، لافتة إلى أن «كثيراً من هذه المجموعات تعاني من أخطاء في اللغة والمعرفة، وفي فهم الأبعاد النظرية للقصة القصيرة، ما يعني فقدان السيطرة على الأدوات الأولية للكتابة، إذ لا يمكن فهم سعي كاتب للفوز بجائزة على المستوى الوطني، وهو غير قادر على التعبير بلغة صحيحة». ويبقى أن نشير إلى تميز وتمايز العمل الموسيقي الأدائي «وحل»، فهو عمل فني مختلف يتعمق في «وحل» الوطن العربي اليوم، عن موسيقى: فرج سليمان، وأداء: رنا خوري، وميساء ضو، وريهام خوري، ورنين حنا، وإخراج وتصميم: أمير نزار زعبي. 

____
*الأيام الفلسطينية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *