«الفجيرة الدولي للفنون» رسالة فن وتسامح




*ابتسام الشاعر


أثبتت التوليفة الفنية الغنية لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون في دورته الأولى التي انطلقت، أول من أمس، وتستمر حتى 29 الشهر الجاري، أنه يقف على قائمة أهم المهرجانات العالمية والعربية في الساحة الثقافية، فقد عاش ضيوف المهرجان حالة استثنائية خلال عرض الافتتاح «إشراقة المجد» الذي أبهر الحضور برسالة قوامها أن الإمارات أرض التسامح والمحبة وملتقى للحضارات والشعوب.
وجوه فنية
فقد شهد حفل الافتتاح نخبة من رجال الثقافة في العالم العربي والغربي من بينهم الدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية، والقنصل السوداني والقنصل المغربي بالدولة، فضلاً عن أبرز الوجوه الفنية في عالم التمثيل والمسرح والغناء والرسم وثلة من الكتاب والإعلاميين مثل الدكتور حبيب غلوم وأحمد الجسمي من الإمارات، والفنان رشيد عساف من سوريا، والممثل القدير محمد المنصور من الكويت، ومن مصر الفنانة بوسي وهاني رمزي، وسمية الخشاب.
حيث وجهوا رسالة شكر للمهرجان لاحتفائه بالفنون والثقافة والمسرح على منصة واحده تجمعهم في إمارة الفجيرة في زمن تتراجع فيه أدوار المهرجانات في ذات الشأن في العالم العربي والغربي.
نسخة مميزة
وأعرب المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مدير المهرجان عن سعادته بتقديم الفجيرة نسخة مميزة لمهرجانها الدولي للفنون والذي نبعت فكرته من رؤية الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة.
وتم تنفيذه كواقع معاش طبقاً لتوجيهاته، ليشكل المهرجان في حالة شموليته وتعدد ألوان فنونه وفعالياته في الموسيقى والرقص وبطولة السيف تطور نوعي لسبع دورات متميزة لمهرجان المونودراما. كما يشمل الفنون البصرية والتشكيلية من خلال معارض النحت والتشكيل، والفنون الأدائية المتنوّعة.
ملتقى الحضارات
وقال الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم: نحن بلد متسامح وبلد محب نؤمن بالإنسان والفن، ولقد لمسنا من خلال هذا التجمع الثقافي والفني العالمي بمهرجان الفجيرة للفنون مساعي الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي وكل أبناء الوطن وشيوخنا الكرام في تحقيق شيء مميز باسم الإمارات، التي أصبحت بروازاً للأحداث التي تجري في الدولة وخارجها.
وأعرب عن رأيه في الأوبريت الذي حمل رسالة «الإمارات ملتقى الحضارات» بأنه أوبريت إنساني وفني وثقافي ينعكس على الدولة بالإيجاب في وقت تتزامن فيه توجهاتها الحكومية والسياسة إلى تأسيس وزارة للتسامح ونشر قيم المحبة والتسامح بين الشعوب.
فيما أبدى المنتج والفنان الإماراتي أحمد الجسمي، إعجابه بالمهرجان وضيوف المهرجان، معتبراً أن الفكرة فريدة من نوعها وانطلاقته الأولى قوية متوقعاً أن تعمل على حراك ثقافي نوعي للفنون كافة وسط هذا التجمع من النخبة في فضاء المسرحيين والرسامين وعازفي الموسيقى من كل دول العالم. وأضاف أنه سيبني جسراً بين الفنانين العالميين لإقامة صداقة وتبادل المهارات.
مساهمة إيجابية
ومن جانبة أشاد الفنان السوري القدير رشيد عساف بإمكانيات المهرجان وأهميته في ترسيخ فنون الحضارات ونشرها في منصة إعلامية وثقافية يقدمها مهرجان الفجيرة للفنون للعالم، وقال: الثقافة أحد المحركات الرئيسية للعلم، وهذا التجمع البشري في ضيافة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، سيقدم مساهمة إيجابية كبيرة لتبادل الخبرات والثقافات الفنية بين شعوب دول العالم.
الفنان الكويتي محمد المنصوري أكد أن حفل الافتتاح كان رائعاً، وأن الانطلاقة تبشر بعطاء متميز ضمن فعاليات المهرجان الذي يعد منصة للحوار الثقافي والتقارب بين الشعوب من مختلف أنحاء العالم.
تحضيرات الحفل
عن تأليف وكتابة أوبريت «إشراقة المجد»، قال الشاعر عيضة بن مسعود: أشرفت بشكل مباشر على كتابة كل مشاهد الأوبريت الشعري والمكونة من سبعة مشاهد بدأت بمشهد عن وجود الحضارات الفينيقية بالمنطقة ومن ثم مشهد يروي حكاية نشأة الفجيرة على حكم أسرة الشرقي، يليها مشهد عن ظهور رجل الأمة «زايد» الذي وحدة الوطن بالروح والبدن.
ومن بعده في المسير والنهضة للدولة على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وحتى مشهد الشهيد والذود عن الوطن بالغالي والنفيس، ولغاية مشهد المسبار الذي يحكي طموح الإمارات في المستقبل، وأخيراً مشهد الإمارات ملتقى الحضارات وتلاقي الأمم والشعوب.
وأوضح بن مسعود أن من شاركه الكتابة الشعرية في الجانب النبطي لسيناريو الأوبريت هم الشاعر ناصر النيادي والشاعر حمدان الدرعي، فيما شاركه في كتابة الشعر الفصيح للأوبريت كل من جريس سماوي والدكتور محمد عبدالله. وأضاف: إن تنوع الفنون التي يتضمنها المهرجان سيخلق حدثاً ثقافياً مميزاً للفجيرة والإمارات.
ضيافة المهرجان
وقال عبد العزيز الأفخم عضو اللجنة العليا للمهرجان، إن تطور الحدث من مهرجان للمنودراما إلى مهرجان دولي للفنون كان تحدياً كبيراً أمام اللجنة العليا التي تمكنت بفضل خبراتها المتراكمة من إنجاز استحقاقاته في ظل التوسع في حجم النشاط الثقافي والفني، وإن تجارب المهرجانات السابقة أفادتنا كثيراً في إخراج الحدث في أبهى صوره.
انفتاح
أكد خالد راشد عضو اللجنة العليا للمهرجان أن دعم الشيوخ وتوجيهاتهم كانت زاداً لأعضاء اللجنة لإنجاز مهام العمل، وأن نجاح حفل الافتتاح مؤشر لنجاحات قادمة، وأن كم الحضور من الجاليات المتعددة بالدولة دليل على الانفتاح على الثقافات والفنون العربية والعالمية.
وقال الدكتور حبيب غلوم إن أوبريت الافتتاح عكس رؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، منذ بداية الاتحاد وحتى مسبار الأمل بنفس الروح والعطاء الإنساني.
«إشراقة المجد» أوبريت يسرد تاريخ الإمارات
قدمت فرقة «أورنينا» أوبريت «إشراقة المجد» في افتتاح مهرجان الفجيرة الدولي للفنون على مسرح الكورنيش والذي لاقى تفاعلاً كبيراً من الحضور بالتصفيق طويلاً. وتكون الأوبريت من سبع فقرات سردت تاريخ الإمارات. ومن أجواء الأوبريت الذي بثته على الهواء مباشرة قناة الفجيرة «هنا صوت لأمتنا ينادي/‏ سلام الخير يا كل العبادي/‏ فمن رمل البداوة والصحارى/‏ أتينا بالمحبة والودادي».
ويستمر المهرجان، الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، في الفترة من 19 إلى 29 فبراير بمشاركة أكثر من 700 فنان وضيف يمثلون نحو 65 دولة عربية وأجنبية.
______
*البيان

شاهد أيضاً

فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“

(ثقافات) فضاءَاتُ الطفولة المُستمِرّة في “أيْلَة“ بقلم: إدريس الواغيش في البَدْءِ كان جمال الطبيعة وخلق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *