إدمون جابيس.. المؤتمن على اللاّمقول


ميشال بغلان/ ترجمة – أحمد حميدة


ولد إدمون جابيس في القاهرة في 16 أبريل 1912، وتوفّي في باريس في 2 يناير 1991. بدأ الكتابة بالفرنسيّة وهو لا يزال في مصر. وفي سنة 1957 اضطرّ إلى مغادرتها، البلد الذي عاش فيه فترة طويلة، وفي سنة 1957 اختار التجنّس بالجنسيّة الفرنسيّة.
التقى سنة 1935 بماكس جاكوب في باريس، فأضحى هذا الأخير دليله، يسديه النّصح عبر مراسلة دارت بينهما، اقترب من السّورياليّين، ولكنّه رفض الانتماء إلى جماعتهم.
سنة 1959، نشر جابيس تحت عنوان «إنّي أشيد بيتي»، أشعاره وحكمه التي كتبها ما بين1843 و1957، حكم من كلمات قام بخربشتها في على أوراق المترو. سيكتب فيما بعد «قصّة» (1979) وقصائد قصيرة تحت عنوان «الذّاكرة واليد»، وقد حرص في تلك الأثناء على أن يبقى محتجبا عن الإعلام، منطويا على نفسه عند بعض الأصدقاء، ليحظى باعتراف نظرائه من الشّعراء. ولئن كان يعتبر قريبا من ديريدا، لوفيناس وبلانشو، يظلّ جابيس شاعرا متفرّدا يثير العديد من الحلقات الدّراسيّة، في حين قد تكفي لمعرفته، قراءة بسيطة لكلماته القاطعة.
حول الكلمة كما حول السّراج، نبقى مسلوبي الإرادة، منجذبين كالحشرة إلى اللّهب كي نحترق، لا من أجل فكرة، ولكن من أجل كلمة، فالفكرة تسمّر القصيد على الأرض وتصْلُبُ الشّاعر من أجنحته. ونحن كي نعيش، ينبغي لنا العثور على معان كثيرة أخرى للكلمة، أن نمنحها ألف معنى ومعنى، أن نقترح عليها أكثر المعاني جرأة، حتّى تغدو أنوارها – ومتى غشيها الذّهول – عصيّة على الذّبول، منفلتة، تجنّح الكلمة لتتردّد بين طيران دائم وحالات من الإحساس بالدّوار والسّقوط، وذلك حدّ الإصابة بالإنهاك.
الحديث عن النفس هو دوماً مزعج للشعر، هناك من، طيلة حياتهم، بقوا لطخة حبر عند نهاية جملة غير مكتملة. يوماً ما سيمنح الشعر وجهه لعموم البشر. القارئ وحده هو الحقيقة. القصيدة هي ابنة اللّيل السّوداء. لنحظى بحضورها ينبغي لنا أن نوجّه نحوها مصباحا كاشفا – وهذا ما يجعل الشّعراء ينظرون إليها وهي ثابتة ومنذهلة في الظّلمة، على أنّها تمثال – أو أن نغمض أعيننا كي نُزفّ لذاك اللّيل اللاّمرئيّ. فما دامت سوداء تلفّها العتمة، فإنّها لا تتبدّى إلاّ حين يفصح الشّعر بصوته عن حضوره. ومتى نبض هذا الصّوت، انحنى في حضرته الشّاعر. ولن يستغرب بعد ذلك أن يستشعر في ذلك الصّوت الواثق يدا ممدودة، فيمدّ نحوها يديه.
يوم يتّفق البشر على معنى أوحد لكلّ كلمة، لن يكون هناك أيّ مبرّر لبقاء الشّعر.
عندما يدنو القصيد، يستحيل الشّروق والغروب ليلا، بدءا وإنهاء. كالصيّاد في البحر، يرمي الشّاعر شباكه كي يمسك بكلّ ما هو متحوّل. في اللاّمرئيّ، تلك الأعداد الهائلة من الكائنات الشفّافة التي تسكن الصّمت والتي لا نَفَس لها ولا ثقل. سيظفر، وبشكل مفاجئ، بعالم متمنّع، يجهل حدوده وتأثيره، ومتى غدا رهن شبكته، منعه من إفناء الكائنات التي يزخر بها، كالأسماك التي تحبّذ الموت على ضياع مملكتها.
مروّعٌ بكلّ خيال باق، فإنّه يسعى دون توقّف إلى هتك ذلك الحجاب المِخمليّ: جفن السرّ.. للشّعر حبّ أوحد: الشّعر».
للشّعر حبّ أوحد: الشعر.
صدى الأبجديّات
هكذا يأتينا صوت جابيس، عميقا وهادئا، صوت وافد من الصّحراء، نستشعر فيه صدى ترحال القوافل والأبجديّات والحكم البليغة، وهو أيضاً ينهل مفرداته من الذّاكرة الإنسانيّة.
لقد عُرف – وكرونيه شار – باقتباساته وحكمه وأمثاله البليغة التي تذكّرنا بكبار الحكماء. غريب وغامض، فإنّه يندّ عن التّصنيف، وقراءته تظلّ عسيرة.
كان دوما يتوق إلى تأليف «الكتاب»، كتاب كان يريده جوهريّاً: «أنت الذي تَكْتُبُ وأنت الذي تُكْتَبُ ».
ولئن كان البعض يعدّه شاعر الهويّة اليهوديّة، فإنّه ينبغي التّأكيد على أنّ يهوديّته متفرّدة واستثنائيّة، لأنّ الصحف العبريّة التي تهمّه هي فحسب تلك التي تنهل من الفكر الصّوفي اليهودي الذي ينشد المعاني الباطنيّة المتجاوزة لظاهر ما توحي به تلك النّصوص. لذلك، كانت كتابته لا ترضى بغير جوهر المقدّس في هذا الفكر: «الحياة هي الموت النّابض»، وهو تبعا لذلك ينتصب كمؤتمن على اللاّمقول، الحارس الذي لا اسم له.
أعمال محتشدة بالشكّ
كلّ أعماله زاخرة بالشّكوك والتّساؤلات عن استحالة أن يكون يهوديّا، عن عدم تذكّره لذلك وعن كونه ملزماً في الوقت ذاته بذاك التذكّر. كثر هم الشّعراء الكبار، ولكن قلّة هم الذين يغوصون إلى مثل هذا العمق، في الكتابة كما في الحياة. من بين كلماته ينسرب الصّمت والرّمل، الاغتراب هو مملكته، والتّيه والفراغ هي صحاريه المشتعلة. وقصائد جابيس هي أقرب إلى المقاطع، إلى شواهد قبور قاسية، منها إلى بنايات عامرة بالأحلام. فالكتابة عنده عمل جوهريّ بعيدا عن الاعتبارات الجماليّة: «أكتب الآن لأنبئ فقط بأنّني في يوم ما سأمّحي من هذا الوجود، وبأنّ كلّ شيء من فوقي ومن حولي، يستحل أزرق وفراغا مديدا ورحبا».
وبإصرار، يكاد جابيس لا ينفكّ عن ترديد نفس الكلمات، بل نفس الجمل. إنّه رجل الموجز.. البليغ، رجل الكلمة المركّزة والشّذرات الموسومة بالأبديّة، كلمات مقتطعة من الزّمن ومن الموت الدّائم الحضور في أنفاسه وثنايا كلماته. يبدو وكأنّه لا يمدّ إلينا كتابا، وإنّما صفحات بيضاء ومرايا متشظّية.
كتابته.. نداء، إثبات طارق، ولا فسحة للعزاء أو المواساة. هاويات الغياب في كتابته والفراغات التي تتخلّلها تجعل نصوصه غير مريحة، وإن كانت أيضا، كرم ضيافة وأخوّة حميمة: «أن أولد شاعرا، فإنّ ذلك يعني أن أكون في هذا العالم، ولا مجرّد مقيم فيه».
كرجل يدرك أمانة الواجب، يقتبس جابيس خطاب العارفين، وهو من أولئك الذين يساءلون اللاّمقول بلا هوادة، ويستلّ ظلّه الهائل، من مبادئه الصّارمة، من أخلاقه وإنسانيّته. وقد تكون بعض استشهاداته أكثر إفصاحا عن كنه كتابته من أية تعليقات بشأنها:
«لا وجود للكتاب، القراءة هي التي تصنعه عبر كلمات مبتكرة، كما أنّ العالم هو قراءة مستعادة للعالم من طرف الإنسان».
«لا شيء يوهب، كلّ شيء ينبغي أن يكتسب، أن يُعرف».
«مهما فعلت، فإنّ نفسك هي التي تريد إنقاذها، ونفسك هي التي تَخْسَرْ ».
مواجهة المجهول
في اللاّمكان وخارج حدود الزّمان تطرقنا كلماته الواحدة تلو الأخرى، لتقول لنا: «لقد حدث ذلك وأنا أذكره، وها أنا أكرّره على مسامعكم، ولكن في السرّ وبطريقة غامضة، لأنّه ينبغي لنا أن نكون حقيقيين بالذّاكرة، وهناك عين صارمة ترقبه وترقبنا».
لا خيار لنا غير أن نكون مترحّلين في كتاباته، فيتبدّى لنا كلّ الذي يندّ عن القول مثل السّراب، خاصّة في زمننا الذي باتت وحدته متشظّية. بالكاد يتراءى لنا الخيال الأسود للقدر المتفلّت منّا، إنّه يجعله ملموسا ذلك الرّمل الذي ينزلق نحونا والذي لم يعد هو ذاته، بل غدا آلافا من الحبيبات الرّمليّة الأخرى. كان تفتّت العالم والموت الذي يجمّد يؤرقه ويجعله يعيش على تخوم الصّمت: «في حال الصّمت، نحن دوما ننصت إلى الموت».
البحث عن الاسم سيكون وحده الشّاهد على عبورنا، ولكن متى نقشته الكتابة؟: «إنّي أكتب الآن لأنبئ فقط بأنّني في يوم ما قد توقّفت عن الوجود، وبأنّ كلّ ما هو فوقي ومن حولي استحال أزرق، مساحة رحيبة من الفراغ لانفلات النّسر الذي تعيد أجنحته القويّة إلى ما لا نهاية، وهي تصطفق، إشارات توديع العالم.
من طفولته بمصر، حمل جابيس بداخله الصّحراء وغدا الرّمل ينساب في أوصاله انسياب الدّماء. والصّحراء كتنفّس للسّماء والأرض هي مقياسه للاّمنتهى، فيما بعد سيطرق بابا آخر، هو متاهة الكتاب، ولكن دون أن يذهل عن الرّيح والرّمل:
«مصر، القاهرة، الصّحراء، ذلك هو المشهد الذي رافقني في طفولتي. بمجرّد أن تفتّحت عيناي، كان ذلك المشهد – بالإضافة إلى النّاس الأعزّاء على قلبي – هو الذي يتراءى دوما أمام ناظريّ. لقد أثّر فيّ ذلك تأثيرا بليغا، وذكريات كثيرة من ذلك الزّمن ما انفكّت ترسب في كتاباتي، وإنّي لا أزال أتعايش مع تلك الذكريات وما تحمله من لحظات مزهرة لم تبهتها الأيّام».
محتسبا ذرّات رمل الخلق، يبدو جابيس لغزا من التمزّقات. ففي الصّحراء يدور كلّ شيء، لذلك كانت الصّحراء دوما هي موطنه وصندوق الصّدى الذي ينتظم قلقه وغربته، والاصطرلاب الذي يحدّد وجهته.
الصّمت عند جابيس
لكي نفهم جابيس، ينبغي لنا تبنّي حكمه التّالية، لأنّ جابيس يميل إلى سبك الحكم أكثر من ميله إلى كتابة الشّعر:
«إنّك تتحدّث دوما من صمت ستتحطّم عليه لا محالة».
«لن يكون أمامنا ووراءنا أبدا، غير ذلك الصّمت عينه.. الصّمت الأوّل».
على قاعدة ذلك الصّمت ينبعث خطاب إثبات في مواجهة العدم، ولكن أيضا يأس غرانيتيّ أسير خبائث الزّمن. ذاكرة منحوتة كحفريّات السّرخس على الحجارة، مبتكرة أحيانا. غربة حقيقيّة وإمعان في الإنصات إلى رمال الصّحراء. تلك عوامل حدّدت جغرافية باطنه. لا يزعم جابيس بأنّه يكتب كتابا واحدا، ولكن كتابا عتيقا من زمن سحيق كبئر حاوية لكلّ تساؤلات العالم.
متسربلا بعباءة الحكيم، يشرد جابيس في الكتابة الإنجيليّة. وفيما يشبه يهوديّة متخيّلة في متناول الجاهلين باليهوديّة، لن تكون تنبؤاته، في غياب النّواة الصّلبة للشّعر، أكثر من مجرّد تخمينات، كموسى الكتابة، يؤمن جابيس وبقوّة في رسالة الكاتب، وفي انتقال أفكاره إلى الآخر: «إنّي أعتقد في رسالة الكاتب، وهي تلك الرّسالة التي يستمدّها من الكلمة التي تحمل بداخلها أوجاعه وآماله، إنّه يسائل الكلمات التي تسائله، ويرافق الكلمات التي ترافقه. والفعل بينهما مشترك ويكاد يكون عفويّا، فعلى الكاتب أن يخدم الكلمة ويتصرّف فيها، كي تعطي معنى عميقا لحياته وحياتها المتحدّرة منه» (كتاب الأسئلة).
بمثل هذه القناعة سيخطّ جابيس رقّ مرثيّاته وإيمانه بكرم الضّيافة، وأكثر من أيّ كاتب آخر سيعمل على الاحتفاء بالغريب، الذي يبدو وافدا من زمن البدايات، متّجها إلى مكان آخر لمشاركة الآخرين ما يحمل بداخله.
مستمسكا بتلك العصا، ومزوّدا بذلك القربان، يعبر جابيس سبيله دون أن تتكشّف له الأرض الموعودة، ولكنّه يصفها لنا من تحت أقنعة يأسه. كلّ الأحبار الخياليين يرافقونه على درب الجراح.. درب البدايات، كتابته تيه، ولا عودة مسعفة إلى الأجداد الذين باتت تعاليمهم غريبة تماما، فالرّحلة أضحت هي الكلمة، والكلمة غدت هي التي تغذّي السير على درب التّرحال.
كان جابيس يودّ التعرّف على ما يحدث وراء ذلك الباب، فكانت كتبه ذلك الوتد المقحم تحته، كي لا ينغلق وإلى الأبد على الأسرار المتخفّية وراءه. الحيّز الذي يقف فيه جابيس ليس وراء الباب، وإنّما هو عند العتبة.
الكلمات تقطّعني
ينفخ جابيس على الفتيلة المشتعلة في كلّ كلمة، ومن تلك الفتائل يوقد اللّهب الذي يُبقِي النّسيان بعيدا.. فهو النّفَس الذي يغذّي كتابته. بكلماته المقطّعة شاد جابيس بيته وبيتنا، بيته في الكتاب، في الكتاب الباقي، الذي فيه نقيم، وهو ذلك الإرث الذي يجعله متشبّثا بإنسانيّته.
يتموضع المنفى في قلب كتاباته، ويخيّم النّفي في كلّ أعماله، ومن ذلك النّفي تتكشّف نواة الأشياء، وبالتّالي جوهر الكينونة: «لا تنس أبدا بأنّك نواة تمزّق».
الطّريق المتبقّية هي إذن طريق الكلمات ورمل كلّ الكتب: «الكلمات نوافذ، أبواب شبه مفتوحة في الفضاء، إنّي لأستشعرها في ضغط راحة اليد عليها، وفي الآثار التي خلّفتها فيها» (كتاب الأسئلة).
أن نشيد فوق الرّمل
لم يكن جابيس ليبني إلاّ فوق الرّمال، كان يدرك ذلك، بل كان ينشده كابن للصّحراء: «الصّحراء هي الفراغ وغباره. في قلب هذا العالم المسحوق وفي غيابه الذي لا يطاق، لا شيء يحتفظ بحضوره غير الفراغ، لا لكونه فراغا، وإنّما لكونه تنفّس للسّماء والرّمل».
إنّ كتاب الأسئلة الذي يفتحه جابيس لشبيه بكتاب «الأختام السبعة». الإنسان الذي يكتب قصائد قصيرة للأيّام الممطرة، للأطفال، ولكن أيضا لإنسان يوميّات الجمر.. إنّ كتابنا.. ذاكرتنا..
«إنّي أمنحك فرصة قراءة الكتاب الذي هو داخل الكتاب، والكلمة التي هي داخل الكلمة» (كتاب السّاعات).

مختارات

من جابيس
جفن السرّ

البداية.. الرّمل..

عندما يدنو القصيد، يستحيل الشّروق والغروب ليلا، بدءا وانهاء. كالصيّاد في البحر، يرمي الشّاعر شباكه فيه كي يمسك بكلّ ما هو متحوّل. في اللاّمرئيّ، تلك الأعداد الهائلة من الكائنات الشفّافة التي تسكن الصّمت والتي لا نفس لها ولا ثقل. سيظفر، وبشكل مفاجئ، بعالم متمنّع، يجهل حدوده وتأثيره، ومتى غدا رهن شبكته، منعه من إفناء الكائنات التي يزخر بها، كالأسماك التي تحبّذ الموت على ضياع مملكتها.
مروّع بكلّ خيال باق، فإنّه يسعى دون توقّف إلى هتك حجاب مخمليّ: جفن السرّ.
الشاعر يستقطر اللاّنهائيّ
الشّاعر هو قصيده الذي يكتبه.
إنّه يجسّد المغامرة الموهوبة للكلمات.
وهو يحاكي، داخل القوقعة العظيمة للكون،
السّعي العبثيّ والمتكرّر للمحارة
لاستقطار اللاّنهائيّ
النّظام الغامض للحروف
إن كنّا غير قادرين على إبداع قبّة السّماء
فذلك لجهلنا
بالنّظام الغامض للحروف
التي بها تشكّلت السموات والأرض.
إن كنّا عاجزين عن منع النّور من الانتشار
فذلك لأنّ تركيب الحروف
الذي قد ينقذها من الظّلمة
تبقى خافية عنّا.
آه أيّها الموت !
إن كنّا لا نرى فيك شيئا غير العدم
والنّهاية الموجعة لكلّ موجود
فذلك لأنّنا لا نعرف بموجب الحياة
كيف تجمّع الحروف التي تجعل منك
لا نهاية لها، وإنّما خميرتها.
أهزوجة لحبري الأمين
لو كنتِ خضراء، لكنت شجرة دامعة.
لوكنت زرقاء، لكنتِ متّكأ للهواء.
لكنّكِ أنت
وإنّها لقصور بسيطة تلك التي سنشيدها معا.
في كلّ منها سأفكّ أسر أميرة حزينة.
لكلّ صفحة.. حبيبة
وهي دوما تلك التي أعشقها.
لو كنت بيضاء، لغرقت في ماء العين
لو كنت حمراء، لكنت عشيقة النّار.
أيّتها السّوداء، إنّك لرهن يديّ
وإنّنا لنقترف معا
أعاجيب مرعبة.
_________
*الاتحاد

شاهد أيضاً

فصل من سيرة عبد الجبار الرفاعي

(ثقافات)                       الكاتب إنسان مُتبرع للبشرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *