صدر حديثا.. “رام الله التي هناك” لمحمود شقير



خاص ( ثقافات )
صدر حديثا، كتاب “رام الله التي هناك” عن منشورات الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله ، وهو سيرة مكرسة للفتيات والفتيان، وفيها سرد لعلاقة الكاتب بالمدينة، التي تعرف إليها أول أواسط خمسينيات القرن العشرين وهو فتى في السادسة عشرة من العمر. ثم تمتد السيرة لترصد علاقة شقير بمدينة رام الله حين عمل مدرّسًا في إحدى قراها، لينتقل بعد ذلك من القرية إلى مدينة البيرة التي هي أخت رام الله الملاصقة لها، حين عمل مدرّسًا في أهمّ مدرسة ثانوية فيها، وأقام آنذاك في رام الله مدة ثلاث سنوات.
كان ذلك قبل هزيمة حزيران 1967 ، وقد تطرق الكاتب للنشاط السياسي الذي كانت تشهده رام الله، باعتبارها من أهم مراكز التجمعات الحزبية والسياسية في البلاد، وباعتبارها في الوقت نفسه من أهم مراكز الاصطياف التي دأب على ارتيادها المصطافون العرب من الكويت وبلدان الخليج الأخرى.
يرصد الكاتب علاقته بالمدينة بعد حزيران 1967 ، ويتحدث عن اعتقاله ثلاثة أشهر في المقاطعة التي حولها المحتلون الإسرائيليون إلى سجن للوطنيين الفلسطينيين، قبل نقله إلى سجون أخرى تشرف عليها سلطات الاحتلال. 
كما يرصد علاقته بها، بالمدينة، بعد عودته من المنفى وإشرافه على مجلة شهرية ثقافية تصدر فيها، وإسهامه في تحرير القسم الثقافي في مجلة أخرى، وتردده على مؤسسات ثقافية تهتم بثقافة الطفل، وتتولى إصدار كتب للأطفال، علاوة على مجلتي الزيزفونة اللتين تصدرهما جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله، وهما المجلتان اللتان يسهم الكاتب في نشر قصصه المكرسة للأطفال فيهما.
ولا يفوت الكاتب أن يتحدث عن مساجد رام الله وكنائسها بما يضفي انسجامًا على حياة الناس، مسلمين ومسيحيين، فيها. 
ثم يتطرق إلى مظاهر النزعة المدنية التي سادت في المدينة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، رغم صغرها إذا ما قورنت بمدن أخرى، ومن ثم يتحدث عن نزعة الترييف التي أخذت تطغى على المدينة منذ ثمانينيات القرن العشرين وحتى الآن، شأنها في ذلك شأن مدن فلسطينية وعربية عديدة.
الجدير بالذكر أن هذا الكتاب الذي يقع في 72 صفحة من القطع المتوسط هو آخر إصدارات الكاتب محمود شقير، التي بلغت 47 كتابًا في القصة القصيرة والرواية والسيرة وأدب الرحلات واليوميات، ومنها كتب مكرسة للكبار وأخرى للصغار.
مما جاء في الكتاب ” … لا أتوقّف عن تأمّل أيّامي فيها. 
وأثناء ذلك، يتردّد في ذهني صدى تلك الأيّام، وما حفلت به من أنشطة ثقافيّة وحوارات. 
يتردّد الصدى القادم من قاعات الاجتماعات والمحاضرات المنتشرة في المدينة، ومشاركتي في الأنشطة التي شهدتها هذه القاعات وما زالت تشهدها منذ سنوات.
يتردّد الصدى القادم من محطّات التلفزة التي أجرت معي حوارات حول قضايا ثقافيّة عدّة، أو شاركتُ من خلالها مع زميلات وزملاء للتحدّث في قضايا الثقافة والسياسة.
يتردّد صدى المكتبات التي اشتريت وما زلت أشتري منها الكتب. المكتبات التي احتضنت كتبي التي نُشرت هنا في فلسطين وكذلك في عمّان والقاهرة وتونس والجزائر ودمشق وبيروت.
يتردّد صدى الاجتماعات الثقافيّة والسياسيّة التي حضرتها في المقرّات التابعة لهيئات رسميّة وأخرى غير رسميّة.
يتردّد الصدى، وحين أمشي في المدينة فإنّني أمشي ومعي أطياف أولئك الأصدقاء الذين كانوا هنا ثم غابوا. أمشي وأطيافهم تمشي معي. أمشي وصدى الحوارات والقصص والقصائد التي انطلقت في فضاء رام الله يمشي معي، فأشعر بأنّ المدينة تحتفي، كما أحتفي أنا، بالصدى الذي يتردّد في فضائها. والصدى لا ينقطع ما دمت في المدينة، وما دام في المدينة نساء ورجال يعمرونها بحبّ ووفاء.
إنّه الصدى الحميم الذي ينمّ عن أيّام حافلة في مدينة كانت وما زالت تُغدق علينا من غناها غنىً وتجددًا وبهاء.
إنّها مدينة الصبا والشباب، مدينة الأحلام الكبيرة والأمنيات. 
إنّها رام الله”.

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *