التفكير الشعري الإبداع والتعبير




*سوميت غروفر/ ترجمة: آماليا داود


خاص ( ثقافات )



التفكير الشعري أكثر من مجرد وضع الكلمات بطريقة جدية لوصف حالة الشخص العقلية والعاطفية، إنه فن نسج الكلمات بالمخيلة والمشاعر والشغف والأحلام والآمال، وطاقة لا يمكن احتواؤها والتي تنادي الناس لها، كما يفعل الممثل في مرحلة القراءة حيث يقرأ أسطره عاليا ويطلب من رفاقه أن ينضموا له ويعيدوا تمثيل لقطة ما .
وهذا التعبير الشعري يلتقط وينتشر بين قلوب الآلاف من الناس، وسوف أعرض عليكم في هذا المقال العقل الشعري .
العقل الشعري يتكون من ثلاثة عناصر؛ الأفكار والإبداع والتعبير، ويتميز التفكير الشعري بحساسية عميقة للبيئة المحيطة، وصوت من الفلسفة التي يمتلكها الفرد، والتي بدورها تحرك القلب والتساؤل حول الأشياء؛عقل الشاعر لا يمكن أن يقتنع بهذه الدنيوية أو الانجراف وراء الوضع الراهن، فهو عطش للبحث عن حالة الإنسان، والنظر في عمق الشخصيات .
ولذلك، التفكير الشعري هو الذي يدفع عقل الشاعر، وبينما الناس يتنقلون بشكل لا أبالي في المحيط الذي اعتادوا عليه، تنادي الروائح المختلفة والتعبيرات على وجوه الناس الشاعر كي يفكر، يتم بعد ذلك تحويل كل تلك الأفكار إلى الإبداع الشعري .
وجوه الناس يقرؤونها كخارطة للأحاسيس والانفعالات غير آبهين لرأي الناس بهم، فلديهم كرامة خاصة بشخصياتهم، ويتابعون السير بين الحشود من أجل استحضار التغيير الإبداعي في العقل الشعري.
جميعنا يستمتع بمشاهدة فيلم،والاستماع الى أغنية، والنظر إلى لوحة .. الخ، لكن الشاعر يستمتع بالخيال من أجل خلق مثل هذا العمل في عقله .
مثل صورة فوتوغرافية يلتقطها الشاعر في عقله، ويتخيل بداخلها عالم آخر ويطرح أسئلة أخرى، ويدقق في كل تفاصيلها ويربطها ببعضها.
ويمتلك الشاعر ثراء الإبداع،و يعطي الشعر شكله من خلال التعبير الشعري، ويترك للناس متعة الإعجاب .
بينما يقرأ الناس الشعر من أجل رفع معنوياتهم وإثراء عواطفهم، الشاعر يفتخر بإبداع تلك الصورة من خلال المخيلة وجعلها حية من خلال التعبير، وفيما يلي قصيدة للتخيل ماذا يمكن أن يقول هؤلاء العشاق لبعضهم البعض : 
في هذا المساء الصيفي 
الشروق
الهواء ثابت.
هل أستطيع 
أن اجلس حولك 
أتناول الطعام 
وأخبرك عن حبي 
بينما الأضواء الصفراء 
فوقنا، تتألق.
التعبير الشعري يتضمن تفكيرا عميقا،وتفاعل بين الشاعر وبيئته، والقدرة على كتابة قصيدة يقرؤها الناس ويحلموا بها، قلب الشاعر له جذور في فلسفة الكرامة الأعمق، والاحتفال المميز بحياة الإنسان، والشعر من شأنه أن يوحد البشر على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم .
وقلب الشاعر أن تمتلك تلك الفلسفة القوية عن القيمة الحقيقية للحياة، والشعر يترك الناس تتساءل بعد قراءته .
وليس فقط هذا، فالشعر دعوة حقيقة لكل فرد بأن لا ينظر للأشياء نظرة واحدة، وأن يمضي قدماً في حياته، ويمكن أن يكون الشعر دعوة للناس ليعيشوا حياة سعيدة وحرة واثقة .
وانطلاقاً من هذه الفلسفة، المجد للشعراء ولمن يقرأ شعرهم .
________
tapnetwork

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *