القاهرة- على المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، أعلنت «مؤسسة ساويرس للتنمية الثقافية» أمس الثلاثاء نتائج مسابقتها في الدورة الـ 11 في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو والنص المسرحي والنقد الأدبي. المسابقة التي يصل مجموع جوائزها إلى مليون ومئة وعشرين ألف جنيه مصري (140000 $) وهو المجموع الأكبر منذ انطلاق الجائزة في 2005، لم تكتفِ فقط بتوزيع الجوائز على الفائزين، لكن امتد الأمر لتسليط الأضواء على كل الواصلين إلى القوائم القصيرة في مختلف فئات الجائزة.
حفل هذا العام جاء بسيطاً على غير المعتاد، وربما أبرز ما كان فيه هو التصريح الذي أدلى عضو مجلس أمناء الجائزة، محمد أبو الغار، عندما أكّد على أن نزاهة الجائزة وسمعتها الطيبة بين الجوائز المصرية والعربية سببان لاستمرارها، مشيراً إلى أن «جائزة ساويرس من الأمور القليلة التي لا يتدخل الأمن لتحديد نتائجها».
حضرت فعاليات تسليم الجوائز نخبة من المثقفين المصريين، على رأسهم وزير الثقافة حلمي النمنم، والفنانين محمود حميدة، خالد النبوي، صبري فوّاز، والوزير السابق شاكر عبد الحميد، وغيرهم من الأسماء الحاضرة في المشهد الثقافي.
معيار لسوق النشر
على مدار دوراتها الـ 11، استطاعت جائزة ساويرس أن تشكّل بطريقة أو بأخرى مرجعاً وخريطة لسوق النشر في مصر، وشيئاً يشبه البطولة المحليّة. ونظراً إلى قيمتها المادية، التي
زادت في هذه الدورة خصوصاً، تشهد المسابقات إقبالاً كبيراً من الكتّاب المصريين في مجالات الرواية والقصة والمسرح والنقد والسيناريو.
في الدورة الأخيرة، بدا أن ثمة حراكاً قوياً في سوق النشر المصرية. هناك أسماء كبرى لا تحضر إلا بعمل أو اثنين، وهناك ناشرون شباب بسطوا سيطرتهم على الساحة. وبينما لا تتواجد «دار الشروق» سوى بعمل واحد، تبدو دور أخرى مثل «الكتب خان» و«العين» كأنما يتقاسمان المشهد الثقافي بحصد أغلب الجوائز.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه «دار ميريت للنشر» ولم تظفر بأي جائزة، شهدت النتائج حضور الناشر الحكومي أخيراً، بأسماء عدة في ظاهرة تبدو جديدة على المشهد. وشارك في النسخة الأخيرة 476 عملاً في مختلف حقول الجائزة، مقارنة بـ 267 في النسخة الأولى عام 2005.
موسم الجوائز والتكريمات
في مجال الرواية، فئة كبار الأدباء (فوق الأربعين عاماً)، فاز بالجائزة مناصفة الروائيان رضا البهّات عن روايته «ساعة رملية تعمل بالكهرباء» الصادرة عن «دار بدائل»، ووحيد الطويلة عن روايته «باب الليل» الصادرة عن «منشورات ضفاف» و«الاختلاف» و«دار الأمان». وتبلغ قيمة الجائزة 150 ألف جنيه اقتسمها الفائزان.
أما في مجال القصة القصيرة، لفئة كبار الأدباء، فقد فازت بطريقة المناصفة أيضاً، أمل رضوان عن مجموعتها «البيت الأولاني» الصادرة عن «دار العين»، وعمرو العادلي عن مجموعته «حكاية يوسف إدريس» الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة». وتبلغ قيمة الجائزة 150 ألف جنيه اقتسمها الفائزان. وضمت لجنة التحكيم في فرع كبار الأدباء للرواية والقصة القصيرة كل من: الروائي سعيد الكفراوي (مقرراً للجنة)، وبعضوية: الناقد حسين حمودة، كمال مغيث، الروائي محمد المنسي قنديل، الروائي نعيم صبري.
أما في الفرع الثاني (شباب الأدباء)، وفي قسم الرواية، وللمرة الأولى ربما في تاريخ جوائز ساويرس، يتم اقتسام الجائزة في المركزين الأول والثاني. حصل على المركز الثاني مناصفة كل من الروائي طلال فيصل عن روايته «سرور» (الكتب خان)، و أحمد إبراهيم الشريف عن روايته «مواسم الكبك» (الهيئة العامة لقصور الثقافة). وتبلغ القيمة المادية للمركز الثاني 50 ألف جنيه. أما المركز الأول، فقد اقتسمه الروائيان أحمد عبد اللطيف عن روايته «كتاب النحّات» (آفاق للنشر)، والروائي خالد أحمد عن روايته «شرق الدائري» (دار المصري للنشر والتوزيع)، وتبلغ الجائزة الخاصة بالمركز الأول 80 ألف جنيه.
كذلك تم تكريم الروائيين الشبّان الواصلين إلى القائمة القصيرة وهم: عمرو عاشور عن رواية «رب الحكايات» (ميريت)، طارق إمام عن «ضريح أبي» (العين)، نهلة كرم عن «على فراش فرويد» (دار الثقافة الجديدة)، ومحمد ربيع عن «عام التنين» (الكتب خان).
في فرع القصة القصيرة لفئة شباب الأدباء، اقتسم المركز الثاني القاصان إيمان عبد الرحيم عن مجموعتها «الحجرات» (الكتب خان)، ومصطفى زكي عن مجموعته «تأكل الطير من رأسه» (العين للنشر) وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف جنيه. أما المركز الأول، فقد حصل عليه القاص الزميل محمد خير عن مجموعته «رمش العين» (الكتب خان) وتبلغ قيمة الجائزة 80 ألف جنيه. كذلك تم تكريم كتّاب القصة الشبّان ممن وصلوا إلى القوائم القصيرة وهم: أريج جمال، وممدوح رزق،، ووجد الكومي، وكاتب هذه السطور.
وضمّت لجنة تحكيم مجالي القصة القصيرة لفئة شباب الأدباء كل من: الروائي محمود الورداني مقرراً، الروائية منصورة عز الدين، الصحافي محمد شعير، أنور مغيث، والكاتب أحمد زحام.
ولكتّاب السيناريو أيضاً نصيب من التكريم، وقد فاز بالمركز الأول لفئة الكبار السيناريست وسام سليمان عن سيناريو «أختي». أما في فئة الشباب، فقد حصد الجائزة محمد محروس عن سيناريو «دوائر السعادة». كما تم التنويه بالسيناريوات الواصلة إلى القائمة القصيرة.
وفي مجال النص المسرحي، اقتسم المركز الثاني حمدي عيد عن مسرحيته «جحا وبقرة السلطان» ووليد علاء الدين عن مسرحيته «72 ساعة عفو»، وتبلغ قيمة الجائزة 80 ألف جنيه. أما المركز الأول فحصل عليه الكاتب متولي حامد عن مسرحيته «الحاجز»، وتبلغ قيمة الجائزة 150 ألف جنيه. وتشكّلت لجنة التحكيم من المخرج المسرحي عصام السيد مقرراً للجنة، إيمان عز الدين، دينا أمين، المخرج لينين الرملي، المخرج ناصر عبد المنعم.
وأخيراً، في مجال النقد الأدبي، وهي الجائزة المستحدثة منذ دورتين فقط، باقتراح من الروائي المصري الراحل جمال الغيطاني، فقد حصل على الجائزة الوحيدة لهذه الفئة الناقد سيد ضيف الله عن كتابه النقدي «صورة الشعب بين الشاعر والرئيس» الصادر عن «الكتب خان». وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف جنيه، فيما ضمت لجنة التحكيم الناقد صلاح فضل مقرراً للجنة، أماني فؤاد، شاكر عبد الحميد، مصطفى الضبع، وهيثم الحاج علي.
_______
*الأخبار