خاص ( ثقافات )
علمت أسرة موقع ” ثقافات ” عن رحيل الأديب والكاتب الأردني الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد، صباح الخميس، الموافق 21/5/2015 في مستشفى عمان الجراحي، وهي تتقدم لأسرة الفقيد وللحركة الثقافية الأردنية والعربية بأحر التعازي لرحيل هذا العلم الثقافي البارز.
تقول السيرة الذاتية للدكتور الأسد إنه من مواليد مدينة العقبة في العام ١٩٢٣م. وتنقل بين مدارس العقبة، والشوبك، ووادي موسى، وعمَّان، ثم سافر إلى القدس للدراسة في الكلية العربية، وبعد تخرجه منها التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وتخرَّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، ثم واصل دراسته العليا تحت إشراف الدكتور شوقي ضيف حتى حصـل على الدكتوراه سنة ١٣٧٤هـ/١٩٥٥م. وعمل فترة بالتدريس في الجامعة العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، وكان يؤم ندوات العقاد والدكتور طه حسين ومحمود محمّد شاكر، حتى استدعاه الملك حسين لتأسيس الجامعة الأردنية فعاد إلى بلاده.
وقد شغل البروفيسور الأسد مناصب ثقافية وسياسية مختلفة، فعمل في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتولَّى عمادة كلية الآداب والتربية بالجامعة الليبية، وأصبح أستاذ اللغة العربية وآدابها في الجامعة الأردنية، وعميداً لكلية الآداب، ثم رئيساً للجامعة مرتين، ورأس مؤسسة آل البيت (المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية) لعدّة سنوات، كما عمل سفيراً لبلاده في المملكة العربية السعودية، ووزيراً للتعليم العالي في الأردن، وعضواً في مجلس الأعيان الأردني، ورئيساً للجامعة الأردنية الأهلية في عمّان. كما اختير عضواً في مجامع اللغة العربية في الأردن والقاهرة ودمشق، والمجمع العلمي في عليكرة بالهند، والأكاديمية المغربية، والمجلس الاستشاري للتراث الإسلامي بلندن، واللجنة الملكية لجامعة آل البيت للعلوم والآداب.
وللبروفيسور الأسـد نشاط فكري وثقافي متواصل ومؤلفات عديدة تمتاز بالأصالة والموضوعية والدقة العلمية؛ منها: مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية؛ والاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن؛ والقيان والغناء في العصر الجاهلي؛ والشعر الحديث في فلسطين والأردن؛ وخليل بيدس رائد القصة الحديثة في فلسطين.
وإضافة إلى ذلك حقَّق البروفيسور الأسد عدداً من الكتب، واشترك مع البروفيسور إحسان عباس في ترجمة كتاب جورج أنطونيوس: يقظة العرب، من الانجليزية إلى العربيـة، ونُشـر لـه العديد من البحوث والمقالات الرصينة في الأدب واللغة والتاريخ والدراسات الإسلامية.
وقد احتفت الأوساط الأدبية والثقافية والرسمية في الأردن وخارجها بالبروفيسور الأسد ومنحته العديد من الأوسمة والميداليات والجوائز تقديراً لإنجازاته، فمن الأوسمة التي تقلَّدها: وسام الاستقلال الأردني من الطبقة الأولى، ووسام الكوكب الأردني من الطبقة الأولى، ووسام التربية الممتاز الأردني، والميدالية الذهبية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ووسام القدس للثقافة والعلوم. ومن الجوائز التي حصل عليها: جائزة طه حسين لأول الخريجين في قسم اللغة العربية في جامعة فؤاد الأول، وجائزة سلطان العويس الثقافية في الدراسات الأدبية والنقد، بالإضافة إلى جائزة الملك فيصل العالمية.
مُنِح البروفيسور ناصر الدين الأسد جائزة الملك فيصل العالمية لإسهاماته القيِّمة في حقل الأدب العربي القديم وعلى رأسها كتابه “مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية”، وذلك لتميُّز أعماله بما يأتي:
1.الأصالة والموضوعيَّة.
2.الاستقصاء والدقَّة العلميَّة.
3.دحض الشُبَه التي كانت تحوم حول أصالة الشعر العربي القديم.
4.انتفاع الباحثين بأعماله مما حقَّق هدفاً من أهداف الجائزة.
شغل البروفيسور ناصر الدين الأسد منصب أستاذ شرف في الجامعة الأردنية، ورئيس مجلس أمناء جامعة الإسراء بعمان، ومجلس أمناء جائزة عبد الحميد شومان العالمية للقدس، وعضو المجلس الاستشاري الدولي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن وغيرها العديد من المناصب.