القاهرة ـ أثار حكم محكمة جنح مستأنف مصر القديمة جنوب القاهرة، امس الثلاثاء، بحبس مقدم البرامج الدينية إسلام البحيري عاما واحدا بعد قبول استئناف تقدم به ضد حكم سابق بسجنه خمس سنوات، بعد إدانته بازدراء الدين الإسلامي، الكثير من الجدل، حيث شكك البحيري في برنامجه في بعض كتب وروايات التراث الديني الإسلامي ومؤلفيها، وهي من المراجع الأساسية لدى المؤسسات الدينية المصرية والإسلامية عموما، وعقب النطق بالحكم تم نقل البحيري لسجن قسم مصر القديمة لبدء تنفيذ العقوبة.
وانتقد إسلام بحيري حكم المحكمة خلال تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلا «قدمت للناس وللدين كل خير ودلوقتي باخد سنة سجن، بلد الظلم هي مصر».
كما قال المستشار جميل سعيد، دفاع الإعلامي إسلام البحيري، في تصريحات صحافية «أنه سيتقدم بالنقض على الحكم طبقاً للقانون، خلال 60 يوماً بحد أقصى»، وأضاف «أنه سيقيم دعوى أمام المحكمة الدستورية العليا، للفصل فى التعارض الخاص بصدور حكمين مختلفين في واقعة واحدة».
ووجه الإعلامي عمرو أديب، رسالة للبحيري، قائلاً «أنا لو منك اخلص مدتي في السجن واطلع على أمريكا أو هولندا أو باريس»، وتابع «أي دولة من الدول دي هتكون سعيدة بأن أنت تروح تقعد هناك، وأنسى يا عم موضوع تجديد المجتمع.. يا عم بناقص هو أنت اللي هتغير البلد»، وأضاف «بعد حبس إسلام البحيري لازم هياخدوا وراه إبراهيم عيسى وخالد منتصر وكل المفكرين دول، على مدى تاريخ مصر.. دائمًا المؤسسة الدينية تكسب والفرد يخسر».
ومن جانبه، أكد الإعلامي خالد تليمة «أن الحكم الصادر ضد الباحث الإسلامي إسلام بحيري بسنة سجنًا مخالف للدستور، حيث إن المادة 64 من الدستور تنص على حرية الاعتقاد مطلقة، إضافة إلى أن المادة 65 تنص على أن حرية الرأي والفكر مكفولة والمادة 66 تنص أيضا أن على أن حرية البحث العلمي مكفولة».
وأوضح تليمة «إسلام باحث ويأتي بآراء مختلفة ونحن فى أزهى عصور تجديد الخطاب الديني، إنتوا عايزين تجددوا ولا مش عايزين تجددوا، يعني نفتح الشباك ولا نقفله عشان كده خطر علينا»، وأضاف «ولا عشان الدكتور علي جمعة قال اللي يقرب من البخاري كافر يبقى خلاص، الناس تبطل تفكر تبطل تكتب ليه بتمشوا في طريق الإخوان مع الكاتب فرج فودة».
وأعلن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر»، وأبرزهم الكاتب الصحافي خالد صلاح وفريدة الشوباشي، والفقيه الدستوري نور الدين فرحات، تضامنهم مع الإعلامي إسلام البحيري، فقال الكاتب الصحافي خالد صلاح، «إسلام البحيري كان صديقي واليوم السابع تبناه كثيرا ويؤسفني أنه كان صاحب قضية عادلة، ولكنه أدارها بجنون وجموح وغرور صدمني خبر تنفيذ حكم الحبس».
وكتبت فريدة الشوباشي «بمناسبة الحكم بسجن إسلام بحيري بتهمة ازدراء الأديان أول آية في القرآن الكريم: اقرأ وليس: اخرس»، وتساءل محمد نور فرحات، أستاذ القانون الدستوري وعضو مجلس أمناء حزب المصري الديمقراطي، قائلا: «بصراحة اختلط علي الأمر هل تدعو الدولة إلى تجديد الخطاب الديني أم تجديد حبس من يعملون على التجديد؟».
كما انتقد وائل غنيم، الناشط السياسي، قانون ازدراء الأديان المطبق في مصر، وأشار «غنيم» إلى أنه رفض خلال مناقشات مسودة الدستور عام 2012 المادة التي تنص على ازدراء الأديان، وأكد أنه يرفض أيضًا معاقبة الباحث إسلام بحيري ووضعه في السجن بتلك المادة، فكتب غنيم خلال تدوينة على «فيسبوك»، قائلا «ازدراء الازدراء.. أثناء حضوري لأحد الاجتماعات لمناقشة مسودة دستور 2012، كان هناك إصرار على وضع مادة جديدة تنص على تجريم ازدراء الأديان والأنبياء والانتقاص من الصحابة وأمهات المؤمنين، فقلت لهم حينها، لو كان ابن كثير والطبري وغيرهم من مؤرخي الإسلام أحياء بيننا اليوم، لوضعتموهم في السجون بموجب هذه المادة».
وكان قد أعلن عدد من قيادات الأزهر الشريف رفضه لفتاوى وأفكار إسلام البحيري، حيث وصفها وكيل الأزهر الشريف بـ»تصريحات لا تستحق الرد»، فيما قال أمين لجنة الفتوى بالأزهر إن «حديث البحيري مخالف لإجماع العلماء»، ورأى خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أن «البحيري يمثل هجمة إلحادية على الدين الإسلامي».
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في تصريحات صحافية «إن الإعلامي إسلام بحيري لا يستحق الرد عليه وذلك بسبب مهاجمته لبعض الأمور الدينية دون فهم ومهاجمته مؤسسة الأزهر الشريف»، موضحا أن الأزهر أكبر من أن يتدنى لأمثال البحيري في الرد عليه. وأضاف «ما تداوله الإعلامي إسلام البحيري ما هو إلا (كلام فارغ) ولا يجب علينا الالتفات له أو أعطاؤه أي اهتمام، حتى لا نصنع منه بطلاً، لأن الإسلام قدره أكبر بكثير من أن نعرفه من لسان البحيري وأمثاله».
كما انتقد الدكتور عيد يوسف، أمين لجنة الفتوى في الأزهر، ما قاله إسلام بحيري عن دخول غير المؤمنين الجنة، قائلاً، «إن هذا الكلام مناقض للكتاب والسنة لأن كل من كفر بالله تعالى ولم يؤمن بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وجحدوا برسالة الله تعالى ورسالة نبيه سيدخلون النار».
_______
*القدس العربي