السينما التجارية تتصدر المشهد السينمائي المصري في 2015


*حنان عقيل

الأفلام التجارية، المعتمدة على ثيمات البلطجة والمخدرات والرقص، باتت هي الخيار الأمثل أمام المنتجين في مصر في عام 2015 لتحقيق أرباح وإيرادات مضمونة، غير عابئين بالكثير من الانتقادات التي تكال لهم بإفساد صناعة السينما في مصر وإفساد ذوق الجمهور.

شهد عام 2015 العديد من الأفلام التي أنتجها عدد قليل من شركات الإنتاج المعروفة برغبتها الوحيدة في تحقيق أعلى الإيرادات، على حساب المضمون المقدم، في ظل ضعف إنتاج أفلام قادرة على المنافسة في مهرجانات السينما العربية والدولية، وهو ما برز جليا في مهرجان القاهرة السينمائي الذي تنافس فيه من مصر فيلمان تجاريان، ولم تكن المنافسة لصالحهما على أيّ حال.
بداية الانتعاشة
بدأت الانتعاشة السينمائية في 2015 باكرا، من خلال موسم منتصف العام، الذي يحرص المنتجون على الحضور فيه، طمعا في أرباح إضافية ومشاهدات أكثر، وشهدت الأفلام المعروضة تنوعا في المضامين المُقدّمة، كما كان للنجوم الشباب حضور قوي في هذا الموسم.
من أبرز الأفلام التي تم عرضها في منتصف العام، الفيلم الكوميدي “يوم مالوش لازمة” الذي قام ببطولته الفنان محمد هنيدي والفنانة روبي، وأخرجه أحمد الجندي، وفيلم “أسوار القمر” الذي قامت ببطولته الفنانة منى زكي وآسر ياسين، وأخرجه طارق العريان؛ واللذان تربعا على عرش الإيرادات.
أما الأفلام ذات الطابع الشعبي، فكان على رأسها فيلم “ريجاتا” الذي قام ببطولته كل من عمرو سعد وإلهام شاهين ومحمود حميدة ورانيا يوسف، وأخرجه محمد سامي، و”هز وسط البلد” الذي ناقش عواقب الإرهاب، وقام ببطولته كل من محمود قابيل وإلهام شاهين وحورية فرغلي.
وتم أيضا عرض فيلم “خطة بديلة” للفنان خالد النبوي، وتيم حسن، وهو من تأليف محمد علاء وإخراج أحمد عبدالباسط، وفيلم “قط وفار” الذي قام ببطولته محمود حميدة وسوزان نجم الدين ومحمد فراج، وأخرجه تامر محسن.
كما تم عرض فيلمين من أفلام المهرجانات، وهما: فيلم “القط” الذي قام ببطولته الفنان فاروق الفيشاوي وعمرو واكد، والذي يرصد ظاهرة “البلطجة” وتجارة الأعضاء البشرية، وفيلم “بتوقيت القاهرة” الذي قام ببطولته الفنان نور الشريف وسمير صبري وميرفت أمين.
أفلام عيد الفطر
شهد موسم عيد الفطر السينمائي منافسة قوية بين عدد من النجوم الشباب، ونجح فيلم “شد أجزاء” الذي قام ببطولته الفنان محمد رمضان في أن يتربع على عرش الإيرادات، تلاه فيلم “ولاد رزق” للفنان أحمد عز، الذي كان له طابع شعبي، وهو من تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان.
وعلى صعيد الأعمال الكوميدية، شارك الفنان محمد سعد بفيلم “حياتي مبهدلة”، وهو من تأليف سامح سر الخاتم، وإخراج شادي علي، وشاركه في بطولته نيكول سابا وأحمد فتحي، كما شارك الفنان هاني رمزي بفيلم “نوم التلات”، والذي شاركه في بطولته كل من إيمان العاصي وهشام إسماعيل وحسن حسني.
والفيلم من إنتاج هاني ويليم وإخراج إيهاب لمعي فيما خرج فيلم “سكر مُر” عن الثيمات المتناولة في أفلام العيد، ليتناول الظروف والتحوُّلات التي يمر بها المجتمع المصري في الفترة الأخيرة، وهو من تأليف محمد عبدالمعطي وبطولة أحمد الفيشاوي وهيثم أحمد زكي وأيتن عامر وشيري عادل وناهد السباعي.
موسم عيد الأضحى
شهد موسم عيد الأضحى السينمائي منافسة بين أربعة أفلام، حسمت نتيجتها لصالح فيلم “أهواك” الذي قام ببطولته الفنان تامر حسني والفنانة غادة عادل، وهو فيلم كوميدي رومانسي، فيما تلاه فيلم “عيال حريفة” الذي قام ببطولته محمد لطفي ومحمود الليثي وصفينار، وهو فيلم ذو طابع شعبي، كما تم عرض فيلم “الجيل الرابع” الذي قام ببطولته عدد من الشباب منهم أحمد مالك ومجدي عبدالغني وشريف رمزي، والذي تدور أحداثه في عالم الشباب، وهو الفيلم الوحيد في موسم عيد الأضحى الذي أثنى عليه عدد من النقاد، فيما تذيل قائمة الإيرادات فيلم “4 كوتشينة” الذي قام ببطولته أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا.
“زنقة ستات” كان من أبرز الأفلام التي تم عرضها خلال الصيف، وقام ببطولته الفنان الشاب حسن الرداد بالمشاركة مع أيتن عامر ومي سليم وإيمي سمير غانم، والفيلم من تأليف هشام ماجد وكريم فهمي ومن إخراج خالد الحلفاوي.
وتم أيضا عرض فيلم “الخلبوص” الذي قام ببطولته الفنان محمد رجب بالمشاركة مع إيمان العاصي وميريهان حسين وإيناس كامل، والفيلم من تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج إسماعيل فاروق، وفيلم “كابتن مصر” مع النجوم محمد إمام وشيرين عادل وحسن حسني، وهو من تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التوني.
بينما استغل الفنان هشام إسماعيل نجاح شخصية “فزاع” التي قدمها في مسلسل “الكبير أوي” ليقوم ببطولة فيلمه “فزاع”، الذي تولى مسؤولية تأليفه وإخراجه ياسر زايد، لكنه فشل في نيل أي اهتمام من قبل الجمهور.
مهرجان القاهرة السينمائي
يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي من أهم وأبرز الأحداث المتعلقة بالسينما، التي تشهدها القاهرة كل عام، إذ يعد من أهم المهرجانات المعنية بالفن السابع في الوطن العربي وفي مصر بشكل خاص، وقد شهدت الدورة 37 من المهرجان حضورا واسعا لنجوم الفن من الوطن العربي.
حالة من الحزن خيمت على الفنانين في مصر إثر خروج مصر خالية الوفاض بلا جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي، رغم مشاركتها في المسابقة الدولية بفيلمين هما “من ضهر راجل” و“الليلة الكبيرة”، وسط انتقادات للفيلمين المشاركين لكونهما تجاريين وغير صالحين للمشاركة في المنافسة.
أما عن الجوائز، فقد ذهبت جائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم إلى “البحر المتوسط” من إيطاليا، وفاز بجائزة الهرم الفضي لأحسن مخرج، المخرج داجور كاري عن فيلم “فيوسي” من أيسلندا، فيما فاز فيلم “بولينا” بجائزة الهرم البرونزي من الأرجنتين.
وفاز أيضا بجائزة أفضل ممثل النجم قدوس سيوف عن فيلم “البحر المتوسط” من إيطاليا، أما جائزة أفضل ممثلة ففازت بها لويز بروجوان عن فيلم “أنا جندية” من فرنسا، كما ذهبت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو لفيلم “الكنز” من رومانيا، فيما حصل فيلم “الشمس الساطعة” من كرواتيا على جائزة أحسن إسهام فني، ما يعني أن العرب خرجوا خاوي الوفاض في مهرجان القاهرة السينمائي 2015.
بانوراما الفيلم الأوروبي
انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من بانوراما الفيلم الأوروبي أواخر شهر نوفمبر في مصر، وتم عرض 65 فيلما روائيا طويلا ووثائقيا وكلاسيكيا في عدة أقسام، كما حققت هذه الدورة اللامركزية في العروض، إذ توزعت على تسع قاعات في مدن السادس من أكتوبر والإسكندرية وطنطا بوسط الدلتا والمنيا الجنوبية، فضلا عن قاعات العرض في القاهرة.
شهدت هذه الدورة عرض العديد من الأفلام الأوروبية المتميزة بينها “فيلم 45 عاما” الحائز على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفيلم “قانون السوق” الفائز بالسعفة الذهبية لأفضل ممثل، وفيلم “جراد البحر” الحاصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان.
وشهدت الدورة قسما خاصا للمخرجين الصاعدين، شملت اثنين من الأفلام المتنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهما “ماستانغ” إنتاج فرنسي- تركي مشترك، وفيلم الرعب النمساوي “تصبحين على خير يا ماما”، كما تضمنت البانوراما عرضا لمجموعة من الأفلام من دول البلقان.
ومن الأقسام الجديدة التي تضمنتها البانوراما قسم “ملتقى الطرق” والذي يهتم بعرض الأفلام ذات الإنتاج المشترك بين دول عربية وأخرى أوروبية مثل فيلم “من جانب العروسة” وهو إنتاج سوري فلسطيني إيطالي مشترك، فيما تضمن قسم “كارت بلانش” مختارات لثلاثة سينمائيين مصريين من الأفلام الأوروبية المحببة إليهم، وهم محمد خان وعمرو سلامة وهالة جلال.
استمرت البانوراما أحد عشر يوما، إذ اختتمت يوم 5 ديسمبر الجاري، وكان تنظيمها بدعم مشترك من الاتحاد الأوروبي ومراكز ثقافية أوروبية بالقاهرة تحت رعاية وزارتي السياحة والثقافة والمركز القومي للسينما في مصر.
مهرجانات عربية
بينما يلملم عام 2015 أوراقه، دخل عدد من الأفلام المصرية المميزة والبارزة لكبار النجوم حلبة المنافسة في مهرجان دبي السينمائي، وغيره من المهرجانات العربية، وعلى رأسها فيلم “قدرات غير عادية” للمخرج داود عبدالسيد وبطولة الفنان خالد أبوالنجا، وهو الفيلم الذي تم عرضه في مهرجانات دبي السينمائي، وعنابة للبحر المتوسط، ومهرجان قرطاج السينمائي بتونس.
وقدمت أيضا المخرجة المصرية هالة خليل فيلمها “نوارة”، في مهرجان دبي، وهو فيلم يروي الأيام الأخيرة من عمر نظام حسني مبارك، وهو من بطولة الفنانة منة شلبي، فيما قدّم المخرج محمد خان، فيلمه الجديد “قبل زحمة الصيف” في عرضه العالمي الأول بمهرجان دبي السينمائي.
من جهة أخرى، عرض عدد من صناع السينما أفلامهم خلال شهر ديسمبر الحالي في أكثر من دار عرض مصرية، ومن أبرز هذه الأفلام “الليلة الكبيرة” للمنتج أحمد السبكي، و“خانة اليك” الذي يقوم ببطولته محمد فراج ومحمد شاهين ويخرجه أمير رمسيس، و”قدرات غير عادية” للمخرج داود عبدالسيد.
____
*العرب

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *