5 لقطات «نادرة» من زيارة «شارلي شابلن» إلى مصر




نورهان مصطفى


في تلكَ الغُرفة المظلمة من الطابق الأرضي لإحدى بنايات شارع «أوكلي»، كانَ ميلاد شارلي شابلن على مَسرح الدُنيا، وفي الغُرف الأخرى كانت تتنّقل العائلة التي عانَت من الفقر، ضمنّ إطار الحياة وسط شرائح المُجتمع الدُنيا في بريطانيا، وكانت هذه البيئة تضعُه دائمًا على أرض المُحاكاة الفنّية، حسبمّا ذكرَ هو ذلك في مُذاكرته الفنّية، والتي ترجمَها، كميل داغر، تحت عنوان «قصَة حياتي، شارلي شابلن».
عاشَ شارلي شابلن حياتِه الفنّية، وأضحكَ الملايين حول العالم بصمتِه وقُبعته الضخمة، إلى أنّ أُطلقَ عليه لقب «الصعلوك المُتشرد»، أو كمّا يصِف حالتُه الفنّية هو: «كُل ما أحتاجه لصناعة كوميديا، متنزه وشرطي وفتاة جميلة»، حيثُ صنّف المفردات الفنّية التي تُساعده على صُنع كوميديا فريدة ببساطةٍ تامة، وفى مثل هذا اليوم، توفى شابلن في سويسرا، ٢٥ ديسمبر ،١٩٧٧ عن عُمر يناهز ٨٨ عامًا.


كانت حياة شابلن مليئة بالتحولات التي لا تلبث أنّ تقوده إلى المسرح مرة أخرى، وكانت سعادتهُ تتحقق بتوقيع عقد للتمثيل على المسرح لمُدة عام مقابل 4 جنيهات أسبوعياً.تظهر شخصيات في عالمه فيحولها إلى لحم ودم يستطيع أنّ يترُك بصمة من الفرح والألم، يُسافر إلى أغلب دول العالم، ليبحث عن حكايات البشر، إلى أنّ يدخُل في مجال المسرح أيضًا، ومع هذه الخطوة يحدث تطور نفسي مهم في داخله، أو كمّا يقول هو في مذكراته : «هكذا نما في نفسي الاعتقاد بأنني أمتلك موهبة الخلق، وأستطيع أنّ أكتب قصصي بنفسي بعد أنّ أصبح عدد الأفلام التي مثلتها خمسة، وتمكنت في بعضها من أنّ أحشو من عندي لمحة أو لمحتين من التصرفات الكوميدية».
وفي هذا التقرير، «المصري لايت» تستعرِض معكُم لقطات من زيارة شارلي شابلن لمصر، عام 1932، حسبّما رصدتها مجلة «اللطائف المصورة»:
تحت عنوان «شارلي شابلين يتّصفح اللطائف والعروسة»، نشرت اللطائف المصوّرة تفاصيل عن زيارة النجم العالمي، شارلي شابلن، إلى مصر، بتاريخ 14 مارس 1932.
وفي 6 مارس 1932، أبحرَ شارلي شابلن من ميناء «نابولي»، برفقة أخيه سيدني وسكرتير أعمالُه الخاص كونو، مُستقلين باخرة كانت في طريقها إلى اليابان، عبّر قناة السويس، فنزلَ شابلن من الباخرة بصُحبة رُفقاء رحلته في بورسعيد، صباح يوم الخميس 10 مارس، حيثُ وجدَ في إنتظاره عدد كبير من الجمهور والصحفيين المصريين.
وعندّما سُأل عن سبب زيارتُه لمصر، قال شابلن، وفقًا لموقع Discovering Chaplin: «أنا لا أعتقد إنني ينبغي أن أذهب إلى الأهرامات وأبو الهول، أنا لا أحُب الآثار والأشياء الميتة، ما يُهمنى هو حياة الشعوب المُختلفة، فالناس هى الأكثر إثارة للإهتمام وليسَ الجمادات»، وأكمل حديثُه مُشددًا على حُبه وإعجابه بالشعوب الشرقية، قائلاً: «أحد الأسباب التي دفعتني لزيارة مصر، بعد زيارة اليابان، هو إنّني أريد أنّ أرى حياة الشعوب الشرقية من زاوية أقرب».
ذهبَ شارلي شابلن في زيارة سريعة للأهرامات وأبو الهول، كمّا سجلتها عدسة اللطائف المصورة، عندّما وصلَ إلى القاهرة، ولكنهُ حرصَ فيما بعد على تناول الغداء في فُندق شبرد بمنطقة الأزبكيّة، كمّا ذهب للتسوق في القاهرة القديمة، وزار أيضًا منطقة شُبرا البلد، حيثث تظهر في الصور كمنطقة صحراوية.


ــــــــــــ
المصري اليوم لايت

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *